على الرغم من الانتخابات الوشيكة:
أولمرت يعتزم استئناف المفاوضات مع سوريا
نضال وتد من تل أبيب: كشفت مصادر سياسية رفيعة المستوى في إسرائيل، أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، إيهود أولمرت، يعتزم على الرغم من كون حكومته حكومة انتقالية ، استئناف المفاوضات غير المباشرة مع سوريا، عبر القناة التركية.
ونقل موقع صحيفة هآرتس ، الجمعة، أن الأسبوع القادم سيشهد حركة اتصالات حثيثة بين ديوان أولمرت وبين ديوان رئيس الحكومة التركية، رجب الطيب أردوغان بغية تنسيق موعد مع الجانب السوري لجولة جديدة من المباحثات.
وقالت مصادر سياسية في إسرائيل إن وزير خارجية الدنمارك، بير تيغ مولار، أبلغ أولمرت خلال لقائه به الأسبوع الماضي رغبة الرئيس السوري، بشار الأسد في مواصلة المفاوضات مع إسرائيل.
ويأتي هذا الإعلان غداة تصريح لوزيرة الخارجية الإسرائيلية، التي تنافس على رئاسة الحكومة في الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في العاشر من شباط، دعت فيه إلى ضرورة تشديد الضغوط الممارسة على سوريا. الانتخابية في إسرائيل.
وفيما رفض ديوان أولمرت التعقيب على هذه الأنباء، أكدت هآرتس أن أولمرت أبلغ المسؤول الدنمركي بأن حكومته سترد على الاستفسارات السورية التي تضمنتها وثيقة النقاط السورية الست التي نقلها الأسد لرئيس الحكومة التركي أوردغان. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسيي رفيع قوله إن الحكومة الإسرائيلية مطلعة على ما جاء في الوثيقة المذكورة والتي تورد تفاصيل المطالب السورية وشروط سوريا للسلام مع إسرائيل. ونقلت الصحيفة إن ثلاثة من البنود المعنية تتعلق بترسيم الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان، فيما تتناول البنود الثلاثة الأخرى الترتيبات الأمنية في اتفاقية سلام بين البلدين.
وفي حال اتفق الجانبان على جولة خامسة من المباحثات، فسوف يتولى قيادة الجانب الإسرائيلي رئيس ديوان أولمرت، سابقا، المحامي يورام نوروفوفيتش، والمستشار السياسي لأولمرت، شالوم ترجمان، وذلك بعد أن صادق المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية على أن يواصل تورتوفيتش مهمته على المسار السوري رغم استقالته من منصبه، علما بأن التأخير الذي كان وراء هذه المصادقة كان السبب في تأخر استئناف الاتصالات بين الطرفين، على حد قول هآرتس.
الغارة الأميركية على سوريا قد تعرقل العملية
في المقابل وعلى الرغم من الاستعداد الذي يبديه الجانبان السوري والإسرائيلي، إلا أن التوتر الأخير في العلاقات بين دمشق وواشنطن من شأنه أن يعرقل استئناف المباحثات بين تل أبيب ودمشق، وخصوصا بعد
الغارة الأميركية على سوريا والتي أسفرت عن مصرع 8 مواطنين سوريين، وجرت جملة من النشاطات ضد المؤسسات الأميركية في سوريا وهو ما دعا الخارجية الأميركية إلى الإعلان عن إغلاق السفارة الأميركية في دمشق حتى إشعار آخر.
مباحثات تحت أجواء انتخابية
وفي حال تم إطلاق الجولة الخامسة من المباحثات بين الطرفين، فإن ذلك سيجر سيلا من الانتقادات، سواء من جانب زعيم الليكود والمعارضة، بينيامين نتنياهو، الذي أعلن مرارا وفي مناسبات مختلفة أن على الحكومة الإسرائيلية بقيادة أولمرت، ومن ثم خلال فترة مساعي ليفني لتشكيل حكومة، عدم الخوض في مفاوضات تفضي إلى اتفاقيات وتفاهمات دولية قد تقيد أيادي أي حكومة قادمة. كما أن تسيبي ليفني، تحاول من جانبها، ألا تورط نفسها بالتزامات سياسية دولية قبل الانتخابات حتى لا يؤثر ذلكفي فرصها في الانتخابات، خصوصا وأن اليمين الإسرائيلي يسعى إلى إظهار ليفني بأنها تقود الحكومة في طريق أوسلو وطريق تنازلات سواء مع سوريا أو مع الفلسطينيين دون الحصول على مقابل.

وعليه فإن إطلاق هذه الجولة سيمنح اليمين في إسرائيل سلاحا جديدا ضد كديما، ويحرج ليفني التي أبلغت في اجتماعها الأخير، أمس الخميس، مع وزير الدفاع التركي بأن قيام سوريا بتهريب الأسلحة لحزب الله في لبنان هو في غاية الخطورة ويستوجب تشديد الضغوط الممارسة عليها.