أسامة مهدي من لندن: رفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حملة الإرهاب والتهجير التي تعرض لها المسيحيون مؤخرا وقال إنها هدفت إلى اشعال فتنة وإيصال رسالة إلى العالم بأن المسيحيين يقتلون في العراق ودعا الى حوار اسلامي مسيحي شامل يحقق المصالة الوطنية .. بينما اعرب البطرياك عمانوئيل دلي الثالث بطرياك الكنيسة الكلدانية في العالم والعراق عن القلق من تهجير المسيحيين والغاء المادة المتعلقة بالاقليات من قانون انتخابات مجالس المحافظات .

واكد المالكي في كلمة له خلال بدء اعمال المؤتمر الاول للحوار الاسلامي المسيحي في بغداد اليوم اهمية التركيز على المشتركات التي تجمع بين الاديان وفي مقدمتها التوحيد . وقال ان العراق يعيش مرحلة خطيرة وحساسة حيث تعرض المسيحيون لهجمة ارهابية متطرفة هدفت الى اشعال فتنة في البلاد . واشار الى ان العراق تعرض بذلك الى رياح سوداء غريبة على نسيجه وحضارته واستهدفت العراقيين كلهم في فعل قذر اراد ان يوصل رسالة الى العالم بان العراقيين يقتلون في بلدهم على اساس الهوية الطائفية والدينية والعرقية . وشدد على ضرورة الوقوف بوجه الارهاب والتطرف والطائفية والتمييز حتى يعيش العراقيون متساون امام القانون من دون تمييز غير الاخلاص للعراق .

ودعا المالكي الى عقد مؤتمرات اوسع للحوار بين الاديان الكتابية للتفاهم على اسس من المباديء والمصالح المشتركة . وقال ان العراق انتقل بهذا المؤتمر من تحقيق المصالحة بين الافراد والكيانات الى المصالحة بين الاديان . واوضح انه دعا الفاتيكان الى المساعدة في بقاء المسيحيين العراقيين في بلدهم وعدم هجرته . وشدد بالقول ان العراق لكل العراقيين من دون تجزئة وتشطير وقال quot;نحن اليوم في نهاية المطاف في القضاء على كل اشكال الفتنةquot; . ودعا الى الحذر من محاولات قوى التطرف والارهاب لايجاد مواطيء قدم جديدة لزرع الفتنة والفرقة بين العراقيين .

وفي كلمة القيت نيابة عنه اكد البطرياك عمانوئيل دلي الثالث بطرياك الكنيسة الكلدانية في العالم والعراق ان المسيحيين مواطنون عراقيون يرغبون في العيش في كل ارجاء العراق . واشار الى اهمية هذا المؤتمر في التفاهم والحوار بين ابناء البلد الواحد ودعا جميع المكونات والمذاهب الى العمل من اجل ابعاد الحقد عن القلوب والاتفاق على المصالح المشتركة التي تحقق التقدم والنجاح .

واكد ان المسيحيين تعرضوا مؤخرا الى الالم مرتين الاولى عندما الغيت المادة 50 من قانون انتخابات المحافظات والمتعلقة بمقاعد المسيحيين والشبك والصابئة واليزيديين في هذه المجالس وشدد على ضرورة العمل لاعادة القوق المشروعة لهذه المكونات لان ابناءها عراقيون يتساوون مع الاخرين في الحقوق والواجبات . وقال ان الالم الاخر هو ماتعرض له مسيحيو الموصل من قتل وتهجير مشيرا الى ان القوات الحكومية التي ارسلها المالكي الى المدينة بناء على طلب القيادات المسيحية قد حققت الامن هناك حيث بدات العائلات المهجرة بالعودة الى مساكنها . لكنه قال ان الامر لن يستتب مالم تعود جميع العائلات والتي تجاوز عددها الالفين وتعويضها عما تعرضت له من اضرار . وشدد في الختام قائلا quot; نحن للعراق والعراق لنا وان هويتنا هي العراقquot;.

وقد تحدث في المؤتمر الذي ينظمه اتحاد علماء المسلمين في العراق ممثلو هيئات ومؤسسات دينية وسياسية دعوا الى التسامح بين الاديان والى الحوار الذي يحقق المصالحة الوطنية والوقوف بوجه القوى المتطرفة التي تسعى لزرع الفرقة بين ابناء الاديان المختلفة.