أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: ينتظر أن تتواصل، غدا الجمعة، محاكمة شبكة المهاجر المغربي ببلجيكا عبد القادر بليرج، التي يشته في تخطيطها لاختراق مؤسسات الدولة والأحزاب والمجتمع المدني واغتيال شخصيات مغربية وازنة، من بينهم وزراء وضباط سامين في الجيش ومواطنين يهود.
وتحظى جلسة غدا، التي تعد الثانية من نوعها، بأهمية خاصة، لكون أن المتهم الرئيسي عبد القادر سبق له التأكيد على أنه لن يمثل أمام القاضي مجددا إلى حين تحقيق مطالبه المتمثلة، في تعيين محاميين بلجيكيين للدفاع عنه، إلى جانب تمكينه من الاتصال بعائلة في بلجيكا.
ويرى مراقبون، في تصريحات لـ quot;إيلافquot;، أن بليرج سيضع القضاء المغربي في موقف حرج في حالة عدم مثوله أمام المحكمة، متسائلة في الوقت نفسه عن ما إذا كان سينفذ هذه الخطوة التي سبق أن أعلن عنها، عقب الجلسة الأولى.
وتوقع المراقبون أن التوصل معه إلى صيغة توافقية تدفع إلى التراجع عن هذا الإجراء، موضحة أن هذه القضية ستعرف، غدا، فصلا جديدا في مسارها.
ويتابع في الملف 33 متهما، بعدما قرر قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها، في تموز (يوليو) الماضي، عدم متابعة عبد العزيز برغيش من ضمن هذه الخلية لعدم ثبوت أدلة تدينه في حين قرر متابعة المشتبه فيهما محمد عبروق وعالي السعيدي الموجودان في حالة سراح مؤقت.
ويتابع هؤلاء الأظناء، الذين يؤازرهم حوالي 40 محاميا، من أجل تهم quot;المس بسلامة أمن الدولة الداخلي وتكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف والقتل العمد ومحاولة القتل بواسطة أسلحة نارية مع سبق الإصرار والترصدquot;.
كما يتابعون من أجل تهم quot;quot;نقل وحيازة أسلحة نارية وذخيرة بغرض استعمالها في تنفيذ مخططات إرهابية وتزييف وتزوير وثائق رسمية وانتحال هوية وتقديم وجمع أموال وممتلكات وقيم منقولة بنية استغلالها في تنفيذ مشاريع إرهابية وتعدد السرقات وتبييض الأموالquot;، كل حسب المنسوب إليه.
ومن بين المتهمين ستة قياديين سياسيين أبرزهم المصطفى معتصم، الأمين العام للبديل الحضاري (المنحل)، ومحمد المرواني الأمين العام للحركة من أجل الأمة (غير المرخص لها)، لعبادلة ماء العينين، عضو حزب العدالة والتنمية ورئيس لجنة الوحدة الترابية والصحراء المغربية بالحزب، وعبد الحفيظ السريتي، مراسل قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني.
وأظهرت التحريات أن هذه الشبكة quot;ذات صلة بالفكر الجهاديquot;، وأنها نظمت ما بين سنتي 1992 و2001 عددا من عمليات السطو أو حاولت ذلك، كما قامت سنة 1996 بمحاولة اغتيال استهدفت مواطنا مغربيا معتنقا للديانة اليهودية في الدارالبيضاء، وعملت على التخطيط لاغتيالات أخرى سنوات 1992 و1996 و2002 و2004 و2005، وأنها عملت أيضا على نسج علاقات مع مجموعات وتنظيمات إرهابية دولية، من ضمنها على الخصوص quot;القاعدة quot; وquot;الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربيةquot; وquot;الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائريةquot;، التي غيرت اسمها إلى تنظيم quot;القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميquot;.
وضبط لدى بعض الموقوفين في الدار البيضاء والناضور ترسانة من الأسلحة والذخيرة تتوزع بين 9 بنادق من نوع quot;كالاشنيكوفquot; مزودة بخزاناتها، وبندقيتين رشاشتين من نوع quot;أوزيquot; مزودة بستة خزانات وكاتم للصوت، و7 مسدسات رشاشة من نوع quot;سكوربيونquot; مزودة بعشرة خزانات، و16 مسدسا أوتوماتيكيا (من أنواع وعيارات مختلفة) مزودة بتسعة عشر خزانا وخمسة كاتمات للصوت، وكمية من الذخيرة الحية من مختلف العيارات، وفتائل وأجهزة للتفجير، وبخاخات غازية مشلة للحركة وأقنعة.
وكانت التحقيقات كشفت أن بليرج سافر سنة 2001 إلى أفغانستان، حيث التقى أيمن الظواهري، الذراع الأيمن لزعيم القاعدة أسامة بن لادن، وتلقى منه أوامر بشكل مباشر لم يفصح عن مضمونها، في الوقت الذي كان يشتغل مخبرًا لدى أمن الدولة البلجيكي. واعترف عبد القادر على 20 شخصًا يعتقد أنهم شاركوا معه أيضًا في تنفيذ الاغتيالات الستة في بلجيكا.
التعليقات