إسماعيل دبارة من تونس: تواترت ردود الفعل في تونس مندّدة باقتحامعناصر الأمن لغرفة العناية المركزة التي يقبع فيها سجين سياسي سابق يدعى عبد الحميد الجلاصي.
و أشارت تقارير حقوقية و أخرى إعلامية محليّة إلى أنّعناصر الأمن عمدوا إلى التسلل أكثر من مرة إلى غرفة العناية المركزة للسجين السياسي السابق عبد الحميد الجلاصي و القيادي بحركة النهضة المحظورة والذي كان يخضع حينها إلى عملية جراحية في مستشفى صالح عزيز المختصّ في الأمراض السرطانية.
ودانت منظمة حرية و إنصاف للدفاع عن حقوق الإنسان بشدّة ما سمته quot;انتهاك البوليس السياسي لنظام المستشفى و حرمة المريض بما يهدد صحته و حياتهquot;.
وقال الناطق الإعلامي باسمها الحقوقي سامي نصر في تصريح لإيلاف:quot;نحن نطالب بوقف هذه الاستفزازات و المضايقات و نحمّل السلطة مسؤولية أي مكروه قد يصيب صحة السيد عبد الحميد الجلاصيquot;.
ودعا نصر إدارة المستشفى للتدخل بحزم لفرض احترام القانون من الجميع بما يساعد على احترام نظام المستشفى و حماية صحة المرضى.
ودعا الحكومة كذلك إلى quot;تمكين المسرحين من المساجين السياسيين من العلاج المجاني و ذلك بمدهم ببطاقات علاج مجاني و التعويض لمن اضطر للعلاج على حسابه الخاص بحكم أنهم أصيبوا بأمراض خطيرة بسبب ظروف إقامتهم بالسجن و ما تعرضوا له من إهمال صحي أدى بعدد منهم إلى الوفاةquot;.
من جهتها عبرت منية ابراهيم زوجة عبد الحميد الجلاصي عن قلقها الشديد من تدخل الأمن بتلك الطريقة وذكرت إنها quot;تخشى على حياة زوجها من هذا السلوك المريب و أكدت أنها تحمل المسؤولية لوزير الداخلية و رئيس منطقة الشرطة باب سويقة في صورة تعرض زوجها لأي مكروه.quot;
أما quot;الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونسquot; ومقرها لندن فقد استنكرت في بيان مررت نسخة منه إلى quot;إيلافquot; عبر البريد الالكتروني quot;عملية التسلل إلى غرفة عبد الحميد الجلاصي وهو تحت تأثير المخدر دون احترام للتراتيب الصحية المتبعة في المستشفى والتي تمنع الدخول إلى غرفة العناية المركزة حرصا على سلامة المرضى، ودون احترام للنفس الإنسانية التي تخضع لعملية جراحية دقيقة لاجتثاث ورم سرطاني خطيرquot;.
واعتبرت quot;الحملةquot; ما حدثquot; جريمة في حق عبد الحميد الجلاصي،و أعربت عن انشغالها إزاء الخطر الذي يتهدد حياته، ويلاحقه حتى بعد عقد ونصف من الإهمال الصحي المتعمد داخل السجونquot; على حدّ تعبير البيان.