واشنطن، وكالات: بدت الإدارة الأميركية الاثنين مربكة حيال عرض المصالحة الذي قدمه الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إلى زعيم طالبان الملا عمر أحد ابرز المطلوبين لدى الولايات المتحدة. وتجنبت ادارة الرئيس جورج بوش اعلان موقف من اي ترتيب قد يتم التوصل اليه بين كرزاي والملا عمر.
وفي حال تقبلت واشنطن مثل هذا الترتيب مع رجل مطلوب لديها حيا او ميتا، فسوف يشكل الامر تحولا هائلا في موقفها اذ كان البنتاغون (وزارة الدفاع الاميركية) يؤكد حتى فترة قريبة انه لن يكون هناك مصالحة مع شخص quot;يداه ملطختان بدماء الاف الاميركيينquot;. غير ان رفض المصالحة المعروضة بشكل صريح سيضع الادارة الاميركية في خلاف فاضح مع احد حلفائها الاساسيين الرئيس الافغاني في وقت لا يزال الوضع في افغانستان مضطربا.
واكتفت ادارة بوش الاثنين بالقول انها فيما تبقى مفتوحة امام المصالحة بين الحكومة الافغانية وعناصر طالبان المستعدين لتبديل موقفهم، الا انه من الصعب تصور مصالحة مع الملا عمر في الوقت الحاضر.
وميز رئيس اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن بشكل واضح بين فئة من عناصر طالبان يمكن التصالح معها في المستقبل وفئة اخرى لن يكون ذلك ممكنا معها اطلاقا. واكدت دانا بيرينو المتحدثة باسم بوش quot;اننا ندعم حميد كرزايquot;. وتابعت quot;لكن ما لمسناه من جانب طالبان والملا عمر الذي لم نتلق معلومات عنه منذ فترة، هو رفضهم التخلي عن العنفquot;.
واعلن كرزاي الاحد انه سيبذل quot;كل ما في وسعهquot; لحماية الملا عمر مقابل السلام، مشيرا الى استعداده حتى لتجاوز معارضة دولية ان اقتضى الامر. وقالت بيرينو ان الولايات المتحدة quot;تشكك في نوايا طالبان الحقيقيةquot; وهي مصممة على مواصلة الضغط عليهم. وقالت quot;اننا نقر باحتمال ان يرغب بعض عناصر طالبان في وقت ما في المصالحة والتخلي عن العنفquot;. لكنها اضافت quot;لا نعتقد بكل بساطة ان ذلك ممكن في الوقت الحاضرquot;.
وقال مولن متوجها الى الصحافيين quot;اعتقد ان هناك في هذا النوع من حركات التمرد مجموعة من الذين يمكن التصالح معهم ومجموعة اخرى من الذين لا يمكن التصالح معهمquot;، في موقف بدا منسجما مع تصريحات صدرت عن البنتاغون في 29 تشرين الاول/اكتوبر غير انه لطفها بصياغة اكثر دبلوماسية حرصا منع على عدم مناقضة الرئيس الافغاني علنا.
وكان المتحدث باسم البنتاغون جيف موريل اعلن quot;لا نعتقد كحكومة ان الملا عمر شخص يمكن التصالح معهquot;. واضاف ان quot;يدي الملا عمر ملطخة بدماء الاف الاميركيين نظرا الى الدعم الذي قدمه لاسامة بن لادنquot; زعيم تنظيم القاعدة.
والملا محمد عمر الفار منذ 2001 والذي لا توجد له سوى صور نادرة، هو زعيم الحركة المتطرفة التي حكمت افغانستان بين 1996 ونهاية 2001 وتأخذ عليه الولايات المتحدة ايواءه اسامة بن لادن ورفضه تسليمه بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر وهي تعرض مكافأة بقيمة ملايين الدولارات لقاء اي معلومات تسمح بالقبض عليه. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك معلقا على امكانية توفير حماية اميركية يوما ما الى مسؤول كبير في طالبان quot;هذا امر يصعب حقا تصوره من هنا اليومquot;.
ومعلوم أن الولايات المتحدة عرضت مكافأة بملايين الدولارات على يساعد على إلقاء القبض زعيم الحركة الأفغانية. لكن الرئيس الأفغاني قال أثناء مؤتمر صحافي إذا اعترض الأميركيون والغرب فما عليهم إلا أن يغادروا البلد أو ينحوه عن الحكم. وأضاف قائلا: quot;إذا ما نُحيت بالقوة من أجل السلام في أفغانستان فسأكون مسرورا. وإذا لم يوافقوا فيمكنهم أن يغادروا البلاد. لكننا لم نبلغ هذه المرحلة بعد.quot;
ولم ترد الحركة الأفغانية لحد الآن على عرض كرزاي. وقد أفلت الملا عمر من الاعتقال عندما سقط نظامه عام 2001. ويقول المراسلون إن هناك جدلا قائما على الصعيد الدولي بشأن التفاوض مع طالبان التي حققت بعض التقدم الميداني.
التعليقات