تعليمات خاصة للأسطول الملكي البريطاني وتزايد حالة الترقب
تحذيرات من مخاطر كبيرة في حالة اللجوء لاقتحام سيريوس ستار

حسم عسكري ضد القراصنة أم خضوع لإرهاب دولي جديد؟

خاطفو الناقلة السعودية يطالبون بـ25 مليون دولار


إجتماع عاجل في القاهرة لبحث مواجهة القرصنة الصومالية

التايمز: العائلة الملكية في السعودية تصف القراصنة بالإرهابيين
الأمير سعود الفيصل يطالب بشن حملة دولية لوقف خطر القرصنة

البحرية الأميركية: اتصالات بين القراصنة ومالكي ناقلة سعودية

البحرية الأميركية: اتصالات بين القراصنة ومالكي ناقلة سعودية

انباء عن رصد ناقلة نفط سعودية مخطوفة في الصومال

أشرف أبوجلالة من القاهرة: أخذت اليوم الخميس أزمة ناقلة النفط السعودية quot; سيريوس ستار quot; منحنى آخر جديد، بعد نجاح الخارجية البريطانية في تحديد اسمي البحارين البريطانيين المحتجزين مع بقية طاقم السفينة المحتجز، ومناشدة أسرهم بسرعة إطلاق سراحهم، وسط حالة كبيرة من القلق الدولي حيال قضية القرصنة وتداعياتها الخطرة بشكل عام وأزمة الناقلة بشكل خاص. وفي هذا السياق، حذرت صحيفة التايمز اللندنية في عددها الصادر اليوم من تداعيات استمرار الأزمة على هذا النحو، حيث قالت إنه حتى في حالة فرض القوة العسكرية وتحزيم المنطقة التي يسيطر عليها القراصنة الصوماليون ويفرضون سطوتهم، سوف تظل عملية تحرير السفينة العملاقة مهمة شاقة حتى بالنسبة إلى أكثر الأساطيل البحرية تطورا وتقدما. كما أكدت في الوقت ذاته أن أيا من الحكومات التي قامت بإرسال بوارجها إلى المنطقة تبدو عازمة على استخدام القوة لتحرير الناقلة ، مفضلين بدلا من ذلك الانتظار من أجل تسوية المسألة عن طريق المفاوضات ودفع الفدية.

وأضافت الصحيفة أيضا أن كلا ً من أسطول البحرية الأميركي وفريق السرب البريطاني وهو عبارة عن الزوارق البحرية الخاصة التابعة لوحدة مكافحة الإرهاب يمتلكان من الخبرة والتدريب ما يؤهلهم إلى التسلل إلى داخل إحدى السفن المختطفة بطريقة سرية. ونقلت الصحيفة عن لي ويليت، خبير الأمن الملاحي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة قوله :quot; إن المخاطر مرتفعة للغاية، وأنا أستبعد فكرة اللجوء للخيار العسكري على أرض الواقع تماما ً. فالمسألة دخلت الآن بصورة متزايدة في طور المفاوضات الخاصة بتحديد مقدار الفدية quot;.

كما أكدت الصحيفة أنه حتى القيام بعملية توغل لأفراد الكوماندوز سوف يكون من الصعب تبرير تنفيذها، إلا إذا تم الوضع في الحسبان احتمالات تعريض حياة الرهائن المحتجزين للخطر ndash; واحتمال وقوع خسائر كبيرة في الأرواح. هذا بالاضافة إلى العواقب القانونية التي قد تنتج من مثل هذا الإجراء. وقالت الصحيفة إن فرنسا كانت الدولة الوحيدة التي استعانت بفريق من الكوماندوز لاعتقال مجموعة من القراصنة الصوماليين ndash; بعد مطاردتهم قبالة السواحل الصومالية بعد أن تم إطلاق سراح يخت فرنسي مترف وطاقمه، كما قام الفريق في مناسبة أخرى بالصعود سرا ً على متن يخت صغير من أجل تحرير زوجين فرنسيين من أيدي عصابة مكونة من عشرات الخاطفين.

وفي كلتا المرتين تم دفع الفدية، حيث تقل في هذه الأثناء فرص الدخول في معارك قتالية من القراصنة الذين يعتقدون أن مهمتهم قد أنجزت عند هذا الحد. وأضافت الصحيفة أن وزارة الخارجية البريطانية حذرت الأسطول الملكي من أن يعيدوا أيا من القراصنة إلى بريطانيا حيث قد يتمكنون وقتها من طلب حق اللجوء أو يتخذون بعض الإجراءات الخاصة بشرعية اعتقالهم. ومن هنا جاء قرار الأسطول هذا الأسبوع لإيداع القراصنة الذي نجح في اعتقالهم مؤخرا في كينيا.

كما أن القيام بعملية أو بغارة عسكرية أمر يستدعي الحصول أولا على موافقة الحكومة التي يرفرف علمها تحت رايتها، وهي ليبيريا ، وكذلك حكومة الدولة المالكة للناقلة وهي المملكة العربية السعودية وكذلك الشركة المشغلة وهي فيلا انترناشيونال وكذلك الحكومات الخاصة بكل رهينة محتجزة على متن السفينة وهي حكومات دول بريطانيا وبولندا وكرواتيا والفلبين. ومع وضع خيار إمكانية حل الأزمة سلميا ً ، فمن المستبعد الحصول على هذه الموافقات، فتقدير خسائر الأرواح وكذلك فقدان الشحنة النفطية التي تقدر بـ 100 مليون دولار بالاضافة إلى ما قد يسفر عن العملية من كارثة بيئية خطرة، كل هذا يصعب من فرص سماح هذه الدول باللجوء إلى مثل هذا الإجراء.

ويرى خبراء متخصصون في عمليات الشحن أن الوقاية هي السبيل الوحيد في هذه الأزمة. وقامت شركات أمنية بتصميم مجموعة كاملة من أسلحة الردع غير المميتة بداية ً من الخراطيم التي تعمل بالطاقة الكهربية المرتفعة وحتى القضبان المثبتة حول سطح السفينة. لكن سيريوس ستار لا تمتلكأيا من هذه الروادع ndash; فلم يكن يتخيل أحد أن يتمكن القراصنة من السطو والسيطرة على مثل هذه الحاوية البحرية الضخمة.

هذا وينظر البعض إلى آسيا لأخذ الدروس والعبر في مثل هذه الإشكاليات. فقد تناقصت عمليات القرصنة هناك بنسبة الثلث تقريبا منذ عام 2006، ويعود السبب في ذلكإلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومات الثرية التي كانت عازمة على المدافعة عن الطريق الملاحي المربح والواقع في مضيق ملقا. وكانت معظم الهجمات التي تقع هناك هجمات على نطاق صغير لسرقة السفن على عكس ما يفعله القراصنة الصوماليون حيث يحتجزون السفينة وطاقمها انتظارا للتفاوض مع حكوماتهم للحصول على فدية ضخمة.