نيويورك، الولايات المتحدة: ندد القادة الروحيون للجاليات المسلمة من الأميركيين من أصول أفريقية، بالتصريح الأخير المنسوب إلى الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، الذي يستخدم فيه تعابير عنصرية ضد الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما. ووصف الأئمة التصريح الذي حمله التسجيل المزعوم بأنه quot;إهانةquot; من أشخاص يُعرف عنهم quot;تاريخياً ابتعادهم عن الجالية الأفريقية الأميركية بشكل عام وعن المسلمين الأمريكيين من أصول أفريقية بشكل خاص.quot;

وجاء في البيان الذي قرأ في مؤتمر صحفي عقد في مركز مالكوم إكس والطبيبة بيتي شهباز للتعليم والثقافة: quot;نجد المسألة مهينة عندما يتحدث أي شخص عن جاليتنا بدلاً من منحنا شرف التحدث لأنفسنا.quot; وكان التسجيل المزعوم قد نقله الأربعاء الماضي أحد المواقع المتشددة على الشبكة العنكبوتية.

وقال الظواهري في التسجيل الذي امتد على 11 دقيقة 23 ثانية إن أوباما هو نقيض quot;للأميركيين السود الشرفاءquot; من أمثال مالكولم إكس (مالك الشهباز.) وأضاف quot;أنت (أوباما) ولدت لأب مسلم، ولكنك اخترت أن تقف في صف أعداء المسلمين، وتصلي صلاة اليهود، ... ويوم الاثنين الماضي قتلت طائراتك أربعين مسلماً أفغانياً في حفل زفاف في قندهار.quot; وقال quot;إنّ مالك الشهباز ولد لقس أسود قتله المتعصبون البيضquot; ولكنه اعتنق الإسلام quot;وأدان جرائم الغربِ... وصدق فيك وفي كولن باول ورايس وأمثالكم قول مالك الشهباز عن عبيد البيت.quot; واستخدم الظواهري مصطلح house negroes أي quot;عبيد البيتquot; في التسجيل الذي حمل ترجمة بالإنكليزية.

مالكوم إكس الناشط الحقوقي المسلم الذي عرف في خضم حركة الدعوة إلى الحقوق المدنية بالولايات المتحدة من الخمسينيات حتى التسينيات من القرن الماضي، كان عضواً وقائداً في منظمة quot;أمة الإسلامquot; ليغادرها في عام 1963 بعد خيبة أمله في زعيم المنظمة حينها إليجا محمد، وإن بقي متعتنقاً الدين الإسلامي.

وبعد أشهر من التهديد بالموت، اغتيل في فبراير /شباط 1965 على يد أعضاء من quot;أمة الإسلامquot; الذين أفرغوا فيه عن مسافة قريبة 16 رصاصة. والجمعة أعاد الإمام الحج طالب عبد الرشيد إلى الأذهان إرث مالكوم إكس قائلاً إنه دافع عن حقوق الإنسان ومبدأ الدفاع عن النفس والقانون الدولي، مضيفا أنه (مالكوم إكس) كان quot;ليرفض، ونحن قادة المسلمين الأميركيين الأفارقة كنا سنرفض، أعمال التطرف السياسي..quot; يُذكر أن مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية quot;كيرquot; قد أدان بشدة الأربعاء الماضي التصريحات المنسوبة للظواهري.

من جهتها، وصفت الناطقة باسم البيت الأبيض، دانا بيرينو، تعليقات الظواهري الشخصية بحق أوباما بأنها quot;حقيرةquot; وquot;مثيرة للشفقة والازدراءquot; مؤكدة أن عملية انتقال السلطة من الإدارة القديمة إلى الجديدة ستستمر وستشهد البلاد تغييرات، لكن تلك التغييرات لن تطال quot;الالتزام بمحاربة الإرهاب.quot;

وقالت بيرينو إن ما ورد على لسان الظواهري quot;يذكّر العالم بنوعية الأشخاص الذين نتعامل معهمquot; وأضافت أن تعليقات القاعدة حول انتخاب أوباما quot;غير منطقيةquot; وهي تظهر نية هذا التنظيم quot;بمهاجمة كل شخص وأي شيءquot; في الولايات المتحدة، معتبرة أن ذلك يعطي واشنطن سبباً كافياً للعمل على التصدي له.