كاتشاجاري: أعادت باكستان فتح مخيمات - اقامتها في ثمانينات القرن الماضي لايواء افغان فروا من الاحتلال السوفيتي لبلادهم - لاستقبال من شردتهم هجمات تستهدف مسلحين إسلاميين في منطقة الحدود الشمالية الغربية.
ويقول غلام احمد لرويترز من مخيم كاتشاجاري على مشارف مدينة بيشاور quot;لم اعتقد ابدا ان اصبح نازحا في بلدي.quot;
وجلس احمد الذي وخط الشيب لحيته وهو امي لا يعرف حتى سنه فوق كومة من الاغطية انتزعها من عمال الاغاثة لاسرته المكونة من ثمانية افراد وقال انه امله الوحيد ان يكون ذلك مجرد كابوس يصحو منه.
وقبل عدة سنوات شرعت السلطات في ازالة المخيمات داخل بيشاور وحولها في محاولة لاقناع الافغان بالعودة لبلادهم.
وكانت بيشاور بؤرة تجمع للمتطوعين المسلمين لخوض حرب العصابات التي مولتها الولايات المتحدة والسعودية سرا لاخراج الاتحاد السوفيتي من افغانستان.
وفي وقت لاحق اضحت المخيمات مفرزة لمتشددين إسلاميين انضموا لطالبان وغيرها من الجماعات لتستمر دائرة العنف في افغانستان ولكن في السنوات الاخيرة امتدت منطقة الضراع للمناطق القبلية في باكستان.
واغلق مخيم كاتشاجاري بالقرب من منطقة خيبر القبلية امام اللاجئين الافغان في العام الماضي.
ودمرت الجرافات منازل بناها الافغان من الطين بدلا من الخيام التي كانت موجودة في الاصل.
واليوم يوجد في كاتشاجاري اكثر من 1700 خيمة تتسع كل منها لاسرة مكونة من ستة افراد وسط انقاض منازل الافغان المهجورة.
واعيد فتح المخيم في 28 سبتمبر ايلول ويؤوي الان أكثر من 11 الفا معظمهم من منطقة قبيلة باجاور حيث بدأ هجوم عسكري في اغسطس اب لطرد حركة طالبان وتنظيم القاعدة وغيرهما من الجماعات المسلحة.
ويقول الجيش ان أكثر من 1500 مسلح لقوا حتفهم بينما قتل 73 جنديا في القتال منذ اغسطس اب غير انه لم يرد تأكيد مستقل لعدد الضحايا.
وعلى عكس الهجمات السابقة اعتمد الجيش كثيرا على الغارات الجوية.
ويتصارع العشرات على الغذاء والاغطية والخيام وزيت الطعام الذي تقدمه الامم المتحدة ووكالات اغاثة اخرى.
وقال احمد quot;كان لدي متجر لبيع البقالة في باجاور وقطعة ارض زراعية. لم اكن فقيرا الى هذا الحد.quot;
ويرفع رجال الامن الهراوات لاعادة النظام بين الرجال البائسين.
وقريبا منه يلهو في التراب اطفال متسخو الوجه بعضهم لا يرتدي سراويل غير مدركين لما يحدث حولهم.
وقال اسلام خان (25 عاما) وهو يراقب المشهد البائس quot;هذا مصيرنا الآن. يحدث هنا كل يوم.quot;
وتقدم المفوضية العليا لشؤون الاجئين التابعة للامم المتحدة مواد غير غذائية مثل الخيام والاغطية والادوات المنزلية كما تقدم اموالا لتسوبة الارض واقامة مخيمات.
ووضعت المفوضية مصابيح ووفرت مياه الشرب وفتحت مدارس مؤقتة.
وقال كيليان كلاينشميدت المندوب المساعد للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين ان وكالات اغاثة تابعة للامم المتحدة دعت في سبتمبر ايلول لتقديم 54 مليون دولار لمساعدة النازحين.
وأضاف ان نصف المبلغ فقط قد جمع.
وذكر انه ينوي تعديل الرقم في ضوء تنامي اعداد من يفرون من مناطق الصراع.
ومضى قائلا ان نحو 35 الف نازح سجل في مخيمين في كاتشاجاري وسبعة مخيمات اخري في اماكن اخرى في الشمال الغرب.
وتابع quot;نتوقع ان تؤوي هذه الخيام 70 الفا بحلول منتصف ديسمبر.quot;
واغلق مخيم جالوزاي وهو من اقدم المخيمات في شرق بيشاور هذا العام وقيل انه سيفتتح مرة اخرى يوم الثلاثاء.