كويتا (باكستان): كانت المدارس من بين أكثر البنايات تضرراً من الزلزال الذي ضرب بلدة زيارات والمناطق المحيطة بها في إقليم بلوشستان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي والذي بلغت شدته 6.4 درجة على مقياس ريختر.

وقال وزير التربية والتعليم في بلوشستان، شفيق أحمد خان أن quot;الزلزال دمر 98 بالمائة من المؤسسات التعليمية في زيارات و50 بالمائة منها في لورالاي وبيشين و25 بالمئة في كويتاquot;. ويوجد في زيارات 150 مدرسة ابتدائية وإعدادية وثانوية تعرض معظمها للدمار.

وقال خان: quot;لا يمكن البدء بأعمال التصليح في الحال بسبب الظروف الجويةquot;.

وقد شهدت منطقة زيارات التي تقع على بعد 100 كلم من كويتا رياحاً باردة جداً ودرجات حرارة دون الصفر مئوية خلال الأيام القليلة الماضية بينما تتوقع دائرة الأرصاد الجوية هبوط درجات الحرارة أكثر من ذلك في الأيام القادمة.

وأوضح خان أن quot;عدم ذهاب الأطفال إلى المدرسة له أثر سلبي على التعليمquot;، مضيفاً أنهم بحاجة للأموال لإصلاح المدارس. ومن أجل ذلك قامت حكومة بلوشستان بطلب المساعدة من الحكومة المركزية.

دعوة إلى التحقيق

ولكن لماذا تعرضت المباني المدرسية لهذا الضرر الكبير؟ فمعظم البيوت التي انهارت كانت مصنوعة من الطين والخشب أما المدارس فتبنى بالعادة بشكل أكثر قوة ومتانة.

وعن ذلك قال أسد زهير، وهو مهندس معماري من كويتا يناصر بناء مبان آمنة ضد الزلزال في المناطق الزلزالية: quot;علينا أن نحقق في أسباب تضرر هذا العدد الكبير [من المدارس]quot;. وكانت الحكومة قد أفادت أيضاً أن 5,000 مدرسة على الأقل قد دمرت في زلزال عام 2005.

من جهتها قالت المنظمات غير الحكومية، كمفوضية حقوق الإنسان في باكستان، أن سوء التشييد واستخدام مواد بناء دون المقاييس هو السبب وراء انهيار العديد من المباني.

مراكز تعليم مؤقتة

وفي اجتماع للمنظمات التعليمية نظمه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الجهود الإنسانية (أوتشا) يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني في كويتا، تم اتخاذ قرار بتأسيس مراكز تعليم مؤقتة في 30 مدرسة من أكثر المدارس تضرراً في بيشين. وستقوم إدارة التعليم في الإقليم وبمساندة من برنامج دعم المدارس الابتدائية التابع لليونيسف بإقامة هذه المراكز وإدارتها. ولكن إلى أن تبدأ هذه الجهود ويتم الانتهاء من تجهيز المراكز، سيبقى الأطفال خارج المدارس.

وقالت بالفاشاي كوثر، 16 عاماً، وهي طالبة من زيارات: quot;كنت في السنة الأخيرة من الدراسة ولكن المدرسة أقفلت الآن بسبب الشقوق في السقف. أخشى أن يؤثر ذلك على تعليمي واجتيازي امتحان الثانوية العامة الذي يجب أن أتقدم له العام القادمquot;.

وعلى الرغم من أن بالفاشاي وأخوتها الستة لم يصابوا بأي مكروه بسبب الزلزال ولكنه أثر على حياتهم حيث قالت: quot;لا يستطيع الأطفال التركيز بسبب غياب المدارس. إنهم يشعرون بالضياعquot;.

كما بدأت جهود غير رسمية لتعليم الأطفال في منطقة، فعلى سبيل المثال قامت زينات بيبي، 40 عاماً وهي معلمة وأم لثلاثة أطفال، بجمع مجموعة من مؤلفة من 20 طفلاً وطفلة في شرفة منزلها كل صباح لتعليمهم الإنجليزية.

وقالت زينات: quot;على الرغم من برودة الطقس، لا يمكننا الدخول إلى الداخل بسبب الهزاتالمتواصلةquot;. ولكنها تعتقد أنه على الحكومة أن تقوم بالمزيد حتى يتمكن الأطفال من العودة إلى المدرسة وحتى quot;تعود الحياة إلى طبيعتهاquot;.

المصدر: شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)