الدوحة: أعرب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن امتنانه لأمي قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ولرئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني على الجهود التي بذلاها في سبيل التقريب بين الفصائل اللبنانية، وأدت إلى خروج لبنان من المأزق السياسي الذي وقع فيه.

وقال في محاضرة نظمها مركز الدراسات الدولية والإقليمية في كلية الشؤون الدولية في جامعة جورجتاون ان الجهود التي بذلتها قطر أثمرت عن ولادة اتفاق الدوحة. مؤكداً أن نجاح الاتفاق وتنفيذه خطوة جيدة جدا، ومشيرا إلى أن انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية والموافقة على تعديل الدستور من قبل جميع أعضاء البرلمان وتشكيل حكومة وحدة وطنية هي من أهم ثمار الاتفاقية.

كما ثمّن بري مساعدات قطر في إعادة إعمار لبنان بعد حرب 2006 في مجالات الرعاية الصحية والمنازل ودور العبادة. ودعا إلى المزيد من المساعدة للتخلّص من 2.4 مليون من القنابل العنقودية التي مازالت متناثرة في أنحاء الجنوب اللبناني كافة.

وفي سياق حديثه قدم برّي توضيحاً نظرياً لأسس الديمقراطية التوافقية اللبنانية والخصائص الرئيسية التي تميزها عن سائر أشكال الديمقراطية. كما عدّد نماذج عن تطبيقات عملية للديمقراطية التوافقية في لبنان.
وأوضح برّي أن الديمقراطية التوافقية تنبثق وتتطور في حالات التفكك الوطني والانقسام والتركيبة السكانية غير المتجانسة مؤكداً أن أهم سمة للديمقراطية التوافقية هي عنصر الحكم من خلال تحالف كبير مثل حكومة وحدة وطنية.

وفي حديثه عن التجربة اللبنانية، أشار برّي إلى أن البلاد تبنت هذا النظام من الحكم منذ فترة تاريخية تعود إلى 23 مايو 1926 مع إنشاء أول دستور للبلاد. وسلط الضوء على الأحكام الدستورية التي تتمحور على مفهوم الديمقراطية التوافقية، وتحديداً ضمان التمثيل المتساوي للطوائف كافة في مجلس الوزراء وفي وظائف الخدمات العامة وضمان الحرية الدينية المطلقة quot;المادتان 95 و 9 من الدستور اللبناني على التواليquot;.

كما شدد على حقيقة أن الديمقراطية في لبنان ليست مستقرة منذ استقلاله في عام 1943بسبب مجموعة من التأثيرات المحلية والإقليمية والدولية التي أدت إلى تعديلات دستورية في عام 1990.
ورفض بري النهج السياسي الذي يطالب لبنان بـquot;الحياد الإيجابيquot;. ملحاً على هوية لبنان العربية والتزامه بتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.