بلغت حصيلة ثلاثة أيام من المواجهات الطائفية التي اندلعت في مدينة جوس النيجيرية إلى أكثر من 340 قتيلاً على خلفية الانتخابات المحلية، وفقاً لزعيم أحد الطوائف ومصادر محلية. فمنذ الجمعة الماضية، تم إرسال أكثر من 340 جثة إلى المسجد الرئيسي في المدينة الواقعة بوسط نيجيريا، بحسب ما ذكر إمام المسجد الشيخ خالد أبوبكر. وقال أبوبكر: quot;لقد انتهينا من إحصاء كافة الجثث.. ومعظم القتلى من المسلمين، وجاءت وفاتهم جراء عيارات نارية.. وأعرف أن هناك بعض الجثث لمسيحيين، لكنني أم أر أياً منها.quot;

وأوضح أبوبكر أن العنف نجم على خلفية الانتخابات المحلية لاختيار أعضاء المجلس الحكومي، حيث كان أحد المرشحين المسلمين يخوض تنافساً انتخابياً ضد مرشح مسيحي، وكانت نتيجة الاقتراع مثيرة للجدل بين الجانبين، ما أدى إلى اندلاع العنف. من جهته، قال أتش إيه أنغولو، مدير وزارة الإعلام النيجيرية إن الحكومة تحاول إرسال مندوبين عنها لوقف العنف الحالي.

وأشار أنغولو إلى أنه لا يعرف عدد القتلى العنف الطائفي، لكنه أوضح أن الحكومة أرسلت ممثلين عنها للتحقيق في الأحداث. وأضاف قائلاً: quot;لقد شهدت مدينة جوس بعض المشادات والمناوشات.. غير أنها انتهت وتمت السيطرة عليها.quot; من جهته، أوضح أبوبكر أن الهدوء بدأ يعود إلى المدينة، غير أنه أشار إلى أن كثيرين لا يشعرون بالأمان. وأضاف: quot;نحن لا نشعر بالأمان، فمنازلنا ومساجدنا كانت مستهدفة وحرقت.. وتشرد كثيرون وأصبحوا من دون مأوى.quot; وكان مراقبون قد وصفوا التطورات الأخيرة بأنها أخطر تصعيد طائفي تشهده البلاد منذ سنوات. إذ تخلل المواجهات إحراق متاجر وكنائس ومساجد في المدينة، التي تتميز بتاريخ طويل من أحداث العنف والشغب.

وتعتبر هذه المواجهات الأخطر منذ عام 2004، عندما قُتل 700 شخص في مواجهات بين مسلمين ومسيحيين بولاية بلاتيو التي تشكل مدنية جوس عاصمتها. وسبق أن سقط في جوس أكثر من ألف قتيل خلال مظاهرات تزامنت مع موعد إجراء الانتخابات العامة عام 2001. يذكر أن نيجيريا شهدت العديد من المواجهات الطائفية منذ رحيل المجموعة العسكرية الحاكمة عام 1999، وسقط ضحية تلك الأحداث أكثر من عشرة آلاف شخص، وتدور الخلافات غالباً حول أمور سياسية مرتبطة بتقاسم الثروات والمنافع في هذا البلد الأفريقي الثري بالنفط.