مراقبون مصريون يصفون العلاقة بأنها quot;ضحك ولعب وجلد وحبquot;
مصر: علاقات القاهرة والرياض إستراتيجية ولا تتأثر بأزمة عابرة

ردود الفعل تتصاعد حول أزمة الطبيبين المحكومين في السعودية

مثقفون يستغربون الأسلوب المصري ومدونون يطالبون بعقوبات أشد

السفير المصري بالرياض ينفي إستدعاءه بسبب الطبيبين

الحكومة المصرية تمنع سفر الأطباء للعمل في المستشفيات الخاصة السعودية

الأمير نايف يأسف للحملات المسيئة للسعودية من الصحف المصرية

نبيل شرف الدين من القاهرة: في ما بدت وكأنها حملة رسمية مضادة، تأتي ردًا على الحملة الصحافية التي إحتدمت في مصر على خلفية قضية الطبيبين المصريين المحكوم عليهما بعقوبتي السجن والجلد في السعودية، فقد وصف حسام زكي المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية العلاقات بين القاهرة والرياض بأنها ممتازة، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات سوف تستمر وثيقة وقوية وبأكبر قدر ممكن من الزخم. واستدرك المتحدث المصري قائلاً إن هناك بعض المشاكل التي تحدث من وقت لآخر في ما يتعلق برعايا مصريين بالسعودية أو برعايا سعوديين ولهم حالاتهم في مصر، مؤكدًا أن هذه الأمور يقتضي التعامل معها بجدية وهدوء على حد قوله. جاءت تصريحات المتحدث الرسمي في سياق احتدام أزمة لقضية رأي عام فجرتها تغطية صحافية مكثفة في الصحف المحلية المصرية، تؤكد براءة الطبيبين اللذين حوكما في السعودية، وقضي بجلدهما وسجنهما، وهو ما تفجرت على أثره حالة جدل واسعة في مصر تأييدًا لموقف الطبيبين المحكومين .

ووصف معلقون في القاهرة وكتّاب رأي في الصحف المحلية وزارة الخارجية المصرية بأنها quot;جزء من نظام حاكم يهين شعبه في الداخل، ولذلك تهون كرامة أفراد ذلك الشعب في الخارجquot;، وتندر أحد كتّاب الرأي على العلاقة بين القاهرة والرياض حين وصفها بأنها تتراوح بين quot;ضحك ولعب وجلد وحبquot;، على غرار كلمات الأغنية الشهيرة للمطرب المصري الراحل عبد الحليم حافظ.

أما هشام ناظر سفير السعودية لدى القاهرة فقد صرح بأن بلاده لن تسمح مطلقًا بتعكير أجواء علاقاتها مع مصر، وأشار في سياق تعقيبه على قضية جلد الطبيبين المصريين لوجود مساع رسمية غير معلنة على أرفع المستويات لإيجاد تسوية للأزمة الطبية بين مصر والسعودية، لكنه رفض في المقابل كشف المزيد من التفاصيل حول هذه المساعي وطبيعتها وما توصلت إليه.

من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية quot;إن كل دولة ترعى رعاياها وتحاول الحفاظ على مصالح مواطنيها، لكن الإطار الأعم والأشمل لهذه العلاقات أنها علاقات متميزة سواء على مستوى القيادات أو الحكومات أو الشعوب ، وهي راسخة وقوية ومتميزة ولكن عندما يكون هناك مشاكل من هذا النوع يتم التعامل معها بانفتاح، وبالشكل الذي يحقق مصالح كل طرفquot;.

اتصالات هادئة

ومضى المتحدث باسم الخارجية المصرية قائلاً إن هناك إتصالات مصرية سعودية هادئة مع الجانب السعودية عبر قنوات دبلوماسية لكي نصل إلى نهايات ترضي أهل هؤلاء المواطنين وأسرهم، وتضع حدًا لمعاناتهم . وفي ما يتعلق بمسألة الحكم بالجلد في حالة الأطباء المصريين وتنفيذ الحكم، فقد أوضح المتحدث المصري أن ما وردناقد تم التنفيذ مرة واحدة فقط ثم توقف بعد ذلك، معربًا عن الأمل في أن يستمر هذا التوقف حتى يحسم الأمر على نحو يرضي الجميع .

وأضاف أنه لا يفضل أن يخوض إعلاميًا في التفاصيل المتعلقة بهذه الحالات لأن هناك قنوات مفتوحة وهناك حديث دائر بين السلطات المصرية والسعودية وهي مسألة يجب أن يتم التعامل معها بهذا الشكل وتستمر بهذا الشكل إلى أن نتوصل إلى النهاية المأمولة من جانبنا لهذه المشكلة. وقال ان كافة الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية تتم بشكل هادئ وبعيد عن النشر الإعلامي احترامًا منا للجهة المقابلة ورغبة منا في إبداء الجدية ، فالمسألة ليست مجرد جهود إعلامية أو تصريحات، لكنها مسألة كيف يمكن لنا أن نساعد في إجلاء موقف يتعرض له بعض المواطنين المصريين في إحدى الدول وليكن دولة شقيقة مثل السعوديةquot;، على حد تعبيره .

وردًا على سؤال بشأن المذكرة التي تسلمها من أسرتي الطبيبين المصريين المحكوم عليهما بالسجن والجلد في السعودية، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية إن وفدا حضر للوزارة وتحدث عن المشكلة وكان معهم زوجة الدكتور رؤوف وابنه وكذا والد المهندس عشماوي وتحدثوا عن مشكلتهم ورغبتهم في مساعدة وزارة الخارجية والتعرف على ماقامت به الوزارة والاتصالات التي قمنا بها للتعرف على الموقف القانوني لهؤلاء المواطنين المصريين، ولافتًا إلى أنه أبدى تعاطفًا كاملاً مع قضاياهم، معربًا عن الرغبة في أن يتم حل هذه القضايا في أسرع وقت ممكن.

وظل التنسيق الإقليمي على مستوى القمة بين مصر والسعودية وسورية سمة من سمات السياسة العربية خلال الأعوام الأخيرة، خاصة حيال الأوضاع والتطورات ذات الامتدادات الخارجية، باعتبار أن الدول الثلاث أكبر القوى المؤثرة على الساحة، واستمر الأمر على هذه الوتيرة لسنوات، حتى اعتبر المراقبون أن القرار العربي أصبح قرارًا ثلاثيًا quot;مصريًا ـ سعوديًا ـ سوريًاquot; .

غير أن مراقبين يرون أن سورية بارتمائها في أحضان إيران، وإصرارها على تشجيع الفصائل الفلسطينية الراديكالية ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها، وغير ذلك من المواقف التي لم تنسق فيها سورية مع كل من حليفتيها مصر والسعودية، فإنها بذلك تكون قد خرجت تماماً من هذا التحالف التقليدي الذي ظل يربط العواصم الثلاث على مدى أعوام مضت .