طلال سلامة من روما: باشرت إدارة quot;فايس بوكquot;، شبكة الربط الاجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية، استهداف بعض الأحزاب السياسية الإيطالية من دون إعطاء أي مبرر أم تفسير منطقي. وقد يأتي ذلك في ظل قرارات اتخذها أصحاب هذه الشبكات الاجتماعية الإنترنتية ترمي الى اقتحام الساحة الوطنية من أجل ترويج تلك الشخصية السياسية وإسكات أخرى. هكذا، سيخضع استعمال الإنترنت الاجتماعي هنا لعملية تسييس خارجية غير مرغوب بها خصوصاً في الأوساط الحكومية.

ويعتبر quot;ماثيو سالفينيquot;، البرلماني الإيطالي المنتمي الى حزب رابطة الشمال، أول ضحية سياسية تقع في مرمى إدارة quot;فايس بوكquot; الأميركية. كما يأتي ذلك عقب فوز باراك أوباما، الذي يتعاطف اليساريون الإيطاليون معه، بالانتخابات الرئاسية الأميركية. فهل سيمثل موقع quot;فايس بوكquot; محطة تخول حكومة واشنطن الجديدة معاقبة بعض الشخصيات الإيطالية، المنتمية الى الوسط اليميني، عن طريق تعتيم آرائها السياسية المنشورة على الإنترنت؟

وتجدر الإشارة الى أن البرلماني quot;ماثيو سالفينيquot;، وكان له منصباً رفيعاً في البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورغ، قاد وما يزال يقود حملات تشهير بالتعايش السلمي الإيطالي الأجنبي هنا، أحرجت حكومة روما بغض النظر عن الائتلاف الذي يديرها. فكل ما هو أجنبي، لا سيما قادم من أوروبا الشرقية وأفريقيا والشرق الأوسط والديانة الإسلامية، يعتبره هذا النائب مواطن إرهابي أم عنفواني. لأكثر من مرة، اتخذ البرلمان الأوروبي إجراءات صارمة بحق هذا البرلماني مما استدعى طرده، عدة مرات، من الجلسات البرلمانية الأوروبية. وهاهو الانتقام، باسم جميع من قام السيد سالفيني بجرحهم معنوياً وأخلاقياً، يأتي عن طريق الشبكة العنكبوتية التي منعت زوارها من الدخول الى صفحاته الشخصية(بواسطة قرارات فايس بوك) سوية مع ردود فعل جمهور غفير من المتعاطفين معه الذي يقدر عدده بألفي مستعمل!

في هذا الصدد، بدأت رابطة الشمال تحركاتها لدى وزارة الاتصالات ابتغاء الاستفسار والاطلاع على معالم حقيقة إنترنتية اجتماعية باتت مريرة على مسؤوليها. ويلقي بعض أعضاء رابطة الشمال التهمة على لوبي ناشئة ترى بعض الشخصيات اليسارية المتواطئة مع أصحاب شبكات الربط الاجتماعية لمعاقبة بعض البرلمانيين وأعضاء مجلس الشيوخ، الموجودين في ائتلاف برلسكوني، بواسطة نبذهم من كافة المنتديات الإنترنتية.