طلال سلامة من روما: تستأثر الانتخابات بإقليم quot;أبروتسوquot;، وسط ايطاليا، بمساحة شاسعة من حياة السياسيين الإيطاليين اليومية. فالجميع، على رأسهم رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني وزعيم المعارضة فالتر فلتروني، بدؤوا استعراض عضلاتهم في هذا الإقليم اعتماداً على خطابات تهجمية لا تستثني أحداً من الخصوم.
صحيح أن هذا الإقليم لا ثقل كبير له في المعادلات الوزارية الإقليمية إنما سيكون له معنى ضخماً اعتماداً على الانتماء الحزبي للفائز برئاسة هذا الإقليم، أي حاكمه المقبل. يمكننا القول ان هذه الانتخابات مرآة ثقة أم عدم ثقة ببرلسكوني رافقته منذ انتخابه في شهر أبريل(نيسان) الماضي لكنها تعرضت لأكثر من هزة بدأت تؤرق برلسكوني وفريقه. ويبدو فلتروني غير خائف من نتائج هذه الانتخابات الإقليمية. إذ آن الأوان كي تتمكن ايطاليا من إبداء رأيها بصوت عال. فبرلسكوني فاز بالانتخابات السياسية لكن ذلك لا يعطيه الحق في الهيمنة على البلاد ومعاملتها وكأنها شركة تابعة له. هكذا، يرفض فلتروني أن تضحي ايطاليا جزء من شركة quot;فينينفيستquot; الإعلامية المملوكة الى برلسكوني وعائلته.
في سياق متصل، يتطرق فلتروني الى الشراسة التي يقود من خلالها برلسكوني، في هذا الإقليم، حملته التي تتميز بلجوئه، وفق فلتروني، الى شتى أنواع الشتائم. بما أن ايطاليا دولة ديموقراطية، فان رئيس الوزراء الحالي عليه احترام المعارضة ورؤسائها لأن واحد من أصل ثلاثة ناخبين اصطفوا مع الحزب الديموقراطي اليساري. فهل يحارب برلسكوني المعارضة كلامياً مقابل توجهه بصورة غير إرادية الى أول كارثة انتخابية يدبرها اليساريون له في هذا الإقليم؟ في الحقيقة، فان تحركات اليساريين هناك غير واضحة وتعتليها المفاجآت!
ما يستطيع قلب المعادلات في هذا الإقليم، على حساب الوسط اليساري، هو حزب قيم ايطاليا التابع للمدعي العام السابق أنتونيو دي بياترو، الذي يحسب له برلسكوني ألف حساب. ثمة من يرجح فوز اليساريين بإقليم quot;أبروتسوquot; بفارق جيد قد يصل الى 55 في المئة مقابل 47 الى 48 في المئة لصالح الوسط اليميني الذي يمثله المرشح quot;جياني كيوديquot;. على برلسكوني ألا ينسى أنه يخوض حرباً انتخابية في إقليم من الصعب أن يعتنق بسرعة منهجاً سياسياً جديداً لأنه ما يزال قلعة لليساريين.
التعليقات