المفكر بيرنبوم في مقابلة مع quot;دير شبيغيلquot; الألمانية:
الأميركيون غير مكترثين بخطر إيران النووي والمال غايتهم
أشرف أبوجلالة من القاهرة: في مقابلة لا تنتقص لأي جانب من جوانب الصراحة الدبلوماسية، دافع الأستاذ الجامعي والمفكر الأميركي البارز quot; نورمان بيرنبومquot; في حديث مطول أدلي به لمجلة دير شبيغيل الألمانية عن اختيارات الرئيس الأميركي المنتخب لطاقمه الأمني الذي أثار جدلا كبيرا في مختلف الأوساط والدوائر السياسية داخل الولايات المتحدة وخارجها، وقال أن أوباما في حاجة لأشخاص يمتلكون قدرا كبيرا من الخبرة، وذلك في الوقت الذي يشن فيه اليسار الأميركي هجوما ضاريا علي اختيارات أوباما الجديدة واتهامه بأن إدارته سوف تسير علي خطي الكثير من سياسات سابقه جورج بوش. وقد جاءت المقابلة كما يلي:

شبيغيل : الأستاذ بيرنبوم، ذكرنا من فضلك : ماذا كان شعار حملة باراك أوباما الانتخابية ؟
بيرنبوم : التغيير ، لكن لماذا ؟

شبيغيل : لأنه وبالنظر لاختيارات الطاقم الأمني الجديد، سوف نلحظ أن شعار التغيير يبدو وكأنه ذكري بعيدة عن أرض الواقع. فقد احتفظ أوباما بروبيرت غيتس في منصب وزير الدفاع وكان يريد أن يعين جيم جونز ndash; أحد أصدقاء جون ماكين ndash; كمستشار للأمن القومي واختياره لهيلاري كلينتون لمنصب وزيرة الخارجية.

بيرنبوم : بالتأكيد، قال بعض الساخرين من أننا أمام حالة من الاستمرارية لمنهاج الرئيس السابق جورج بوش، وأن التغيير لم يكن سوي في هيئة الرئيس الجديد داخل البيت الأبيض. وإشارتهم هنا ليست لأعضاء الطاقم الأمني الجديد، وإنما لبعض التصريحات السياسية التي أدلي بها أوباما حتي الآن. وبدا واضحا أنه عازم علي مواصلة سياسة الصقور الأميركية في أفغانستان أو باكستان، علي سبيل المثال. فأنا وكثيرون غيري من اليساريين يؤمنون بأن فكرة ترسيخ وتعميم حقوق المرأة في أفغانستان علي يد القوات العسكرية هو مثل إرسال قوات الناتو إلي ألاباما للقضاء على الأصولية البروتستانتية. كما يبدو أنه يخطط لصفقة كبري من التدخل ونشاط الدولة لطالما نادي به اليسار منذ فترات طويلة، حتي إبان فترة حكم الرئيس بيل كلينتون.
بيرنبوم : بالتأكيد، قال بعض الساخرين من أننا أمام حالة من الاستمرارية لمنهاج الرئيس السابق جورج بوش، وأن التغيير لم يكن سوي في هيئة الرئيس الجديد داخل البيت الأبيض. وإشارتهم هنا ليست لأعضاء الطاقم الأمني الجديد، وإنما لبعض التصريحات السياسية التي أدلي بها أوباما حتي الآن. وبدا واضحا أنه عازم علي مواصلة سياسة الصقور الأميركية في أفغانستان أو باكستان، علي سبيل المثال. فأنا وكثيرون غيري من اليساريين يؤمنون بأن فكرة ترسيخ وتعميم حقوق المرأة في أفغانستان علي يد القوات العسكرية هو مثل إرسال قوات الناتو إلي ألاباما للقضاء على الأصولية البروتستانتية. كما يبدو أنه يخطط لصفقة كبري من التدخل ونشاط الدولة لطالما نادي به اليسار منذ فترات طويلة، حتي إبان فترة حكم الرئيس بيل كلينتون.
شبيغيل : لكن لماذا يحيط أوباما نفسه بعدد كبير من المطلعين علي الأمور من واشنطن ؟
بيرنبوم : يدرك أوباما أن عليه أن يركز علي الجبهة الداخلية. فليس بامكانه أن يهدر وقته في النداء عل قادة العالم، فيتوجب عليه أن يحكم قبضته علي الأجندة الداخلية لأنه يعرف : أن الناخبين الأميركيين لا يكترثون خلال هذه الأثناء بالقنبلة النووية الإيرانية ، فقط هم يهتمون بالمال الذين يحتاجون إليه كي يرسلوا أولادهم إلي الجامعات. كما أن كل رئيس عليه أن يحارب الجهاز في واشنطن. وأعضاء طاقمه الجديد يمتلك قدر كبير من الخبرات في التعامل مع هذا الجهاز. وهذا يساعد كثير برغم أنه يبدو إشارة علي وجود قدر كبير من الثقة بالنفس التي يري أوباما أنها ستمكنه من التحكم في هذه العناصر المحنكة من حوله.

شبيغيل : الآن ، بدأ اليسار الذي سبق له وأن دعم أوباما بكل قوة خلال حملته الانتخابية أن يتذمر. كما أن المدونين التقدميين بدؤوا يستشاطون غضبا ً من منهاج أوباما المركزي، ما تعليقك ؟
بيرنبوم : اليسار الأميركي يمر الآن بحالة من التفرق. فنهاك مدونين وهناك أيضا ً اتحادات وهناك سياسيين وجماعات من الناشطين. وإذا تفحصت الأمر عن قرب، فإنك ستكتشف أن المزيد من الأشخاص بعيدون عن التواجد المتكامل في واشنطن، في حين أن أعداد قليلة تميل لأن تمنح أوباما فائدة الشك. وأنا كمؤرخ، أدرك انه من السخافة أن أحكم علي رئيس قبل أن يتولي مقاليد الأمور بشكل رسمي.

شبيغيل : هل هناك أي سبب علي الإطلاق يستدعي اهتمام طاقم أوباما بالشكاوي التي تخرج من اليسار ؟
بيرنبوم : هم يأخذون تلك الشكاوي بمنتهي الجدية. وتذكر: أن أوباما مراقب ليس فقط من بعض المدونين المجهولين أو محرري المجلات اليسارية مثل quot; The Nation quot; . فهناك أيضا ممثلين طامحين وفاعلين للغاية عن التيار اليساري في الحزب الديمقراطي الذين يتفحصون كل خطوة يخطوها أوباما. وطاقم أوباما قلق بشأن تكوين تحالف بين مثل هذه الحركات النشطة وبين قادة المؤسسة اليسارية الذين يطمحون في رفع أسهمهم من خلال هجومهم علي الرئيس.

شبيغيل : أنت نفسك عضو فخري في اليسار الأميركي .. هل سبق لك علي الإطلاق وأن اتقدت بوعد أوباما الخاص بالتغيير في واشنطن ؟
بيرنبوم : تعد ثقافة البيت الأبيض أمر شديد الأهمية لجميع السياسات الأميركية. لذا ملت لأن أبرر الشك لصالح مبدأ التغيير الخاص بأوباما ndash; لأنه يبدو بمثابة الوسيلة التي ستحرك عدد كبير من الأشخاص في بلدنا.

شبيغيل : هل يمتلك أوباما حظوظ أن يصبح رئيسا ناجحا بالرغم من حدة الأزمة المالية الحالية ؟
بيرنبوم : هذا يتوقف علي تعريفك لمفهوم النجاح. فالرئيس الناجح ليس بالضرورة هذا الشخص الذي يحل جميع المشكلات ndash; بل إنه هذا الشخص الذي يعطي الناس الانطباع بأنه في صفهم. ويمكنك أن تأخذ فرانكلين روزفيلت مثالا علي حديثين فهو لم يحل مشكلة البطالة من خلال برنامج quot;الصفقة الجديدة quot;. لكنه أعطي انطباعا ً بأنه مهتم وعازم علي فعل شيء، وهو ما كان سببا في كسب التأييد الشعبي.