أنقرة: يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مساء الإثنين في أنقرة نظيره التركي رجب طيب أردوغان لإجراء مباحثات تتمحور حول مفاوضات السلام غير المباشرة التي جرت بين اسرائيل وسوريا بوساطة تركية. وقال مصدر دبلوماسي تركي ان رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل يقوم بزيارته القصيرة الى انقرة ليوجه quot;الشكرquot; بشكل او باخر الى القادة الاتراك على جهودهم من اجل سلام بين اسرائيل وسوريا.

وعقد مفاوضون اسرائيليون وسوريون اربع جولات من المفاوضات غير المباشرة بوساطة دبلوماسيين اتراك من دون ان يحرزوا نتائج. وتعكس هذه الوساطة التركية رغبة انقرة في لعب دور متزايد في تسوية النزاعات في الشرق الاوسط. وقام البروفسور احمد دافوتوغلو كبير مستشاري رئيس الوزراء التركي بعدة زيارات الى سوريا واسرائيل والاراضي الفلسطينية كما زار عواصم عربية للقيام بعملية جس نبض ومعرفة ما اذا كانت شروط التفاوض متوفرة.

وتؤكد المهمة الموكلة لهذا الاكاديمي رغبة الحكومة التركية في القيام بدور اكبر في الشرق الاوسط. وخلال السنوات الاخيرة حافظت تركيا، وهي دولة مسملة ولكن علمانية، على علاقاتها مع اسرائيل وابدت اهتماما كبيرا بالعلاقات مع بقية دول المنطقة.

وحسنت تركيا علاقاتها مع سوريا بعد ان طردت دمشق قبل سنوات زعيم المتمردين الاكراد عبد الله اوجلان، ومع ايران. واستقبلت انقرة بحفاوة الرئيس السوري بشار الاحد كما تبادل المسؤولون الاتراك والايرانيون الزيارات.

وسيلتقى اولمرت الرئيس التركي عبد الله غول كما سيجري محادثات مع نظيره التركي على عشاء عمل وليس من المقرر عقد اي مؤتمر صحفي. وقبل ان يغادر الى انقرة، تعرض اولمرت لانتقادات من قبل زعيم المعارضة اليمينية في اسرائيل بنيامين نتانياهو (الذي ترشحه الاستطلاعات لخلافة اولمرت) وقادة سياسيين اخرين اعتبروا انه لا يحق له التفاوض حول اتفاق سلام مع اسرائيل.

وقال نتانياهو للاذاعة الاسرائيلية quot;ان تنازلات حكومة اولمرت لا تلزمني لانني اعتقد ان اسرائيل يجب ان تبقى في هضبة الجولانquot;. وكان اولمرت صرح الخميس ان quot;اتفاق سلام مع سوريا ممكنquot; في حين تستعد الدولة العبرية للقيام بعمليات في قطاع غزة للرد على اطلاق الصواريخ من القطاع بعد انتهاء التهدئة بين حماس واسرائيل في 19 كانون الاول/ديسمبر الجاري.

يذكر ان اولمرت المتهم في قضايا فساد يتراس حكومة انتقالية تنتهي ولايتها بتشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات المبكرة التي ستجرى في اسرائيل في العاشر من شباط/فبراير المقبل. وتطالب سوريا بانسحاب اسرائيلي كامل من هضبة الجولان المحتلة منذ العام 1967 حتى شواطئ بحيرة طبرية وهو ما رفضته اسرائيل دوما. وتطلب اسرائيل من جانبها ان تقوم سوريا بانهاء تحالفها مع النظام الايراني وان تتوقف عن تقديم اي دعم لحزب الله او لحركة حماس. وكانت اسرائيل قررت من جانب واحد ضم هضبة الجولان في العام 1981.