الياس توما من براغ: سيواجه الحزب المدني الديمقراطي اكبر أحزاب الائتلاف الحاكم في تشيكيا ورئيسه رئيس الحكومة ميريك توبولانيك بدءا من الثاني عشر من الشهر القادم تحديا جديدا ياتيهما هذه المرة ليس من صفوف اليسار كما هو الأمر حتى الآن وإنما من جانب اليمين وبالتحديد من أوساط مقربة فكريا وعقائديا من الحزب المدني .

وعلى الرغم من نفي الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس في الخامس من هذا الشهر عزمه على الانخراط في أي مشروع سياسي جديد إلا أن تقديمه استقالته خلال مؤتمر الحزب من الرئاسة الفخرية للحزب المدني وإعلانه فيه بان الحزب الآن تحول من حزب يميني إلى حزب وسط جعل العديد من الأوساط السياسية والإعلامية هنا تتحدث عن أن الرئيس كلاوس يريد خلق قوة سياسية منافسة للحزب المدني لاسيما وان الذين أعلنوا عن أنهم يعتزمون بلورة هذا الحزب هم من المقربين للرئيس كلاوس فكريا وسياسيا .

ويعترف رئيس المركز من اجل الاقتصاد والسياسة بيتر ماخ أن هدف الحزب الجديد الذي سيقدمه للرأي العام في الثاني عشر من الشهر القادم هو كسب الناخبين اليمينيين الذين خاب أملهم من الحزب المدني الأمر الذي يعني بدء محاولة للاستحواذ ليس على القاعدة الانتخابية للحزب المدني وإنما أيضا محاولة كسب أعضاء من الحزب المدني نفسه الذي يشهد داخل صفوفه حالة من التململ الواضح بسبب سياسات رئيس الحكومة الحالية التي أدت إلى تراجع شعبيتة بشكل واضح وملموس الأمر الذي ظهر من خلال هزيمة سياسية شنيعة مني بها في الانتخابات المحلية على مستوى المحافظات وانتخابات مجلس الشيوخ الجزئية التي جرت في تشرين الأول أكتوبر الماضي .

ويؤكد ماخ أن بعض النواب الحاليين سيتواجدون في اللجنة التحضيرية للحزب الجديد غير انه لم يكشف عن أسمائهم في حين رجحت بعض المصادر أن ينضم إلى هذا الحزب بعض نواب الحزب المدني المنشقين الآن عمليا عن الحزب ومن بينهم فلاستيميل تلوستي .

ويوضح ماخ انه بعد الإعلان عن تشكيل الحزب الجديد وأسماء أعضاء اللجنة التحضيرية سيتم جمع الأصوات اللازمة كي يتم تسجيل الحزب رسميا لدى وزارة الداخلية كاشفا عن وجود رغبة كبيرة من قبل الناس للانتماء إلى الحزب لان عشرات الرسائل والهواتف تصله يوميا يعبر أصحابها عن تضامنهم مع فكرة نشوء الحزب والرغبة بالانتماء إليه .

ويرى مراقبون سياسيون هنا انه على الرغم من الدعم المعنوي الذي سيقدمه كلاوس لهذه الحزب إلا أن فرص تحقيقه نتائج جيدة لا تعتبر منتظرة لان الساحة السياسية تتواجد فيها العديد من الأحزاب اليسارية واليمينية ومن يمين ويسار الوسط وبالتالي فان فرص تحقيق هذا الحزب نتائج قوية لا تعتبر عالية .

وستكون الانتخابات إلى البرلمان الأوروبي التي ستتم في حزيران يونيو القادم أول اختبار لمدة شعبية هذا الحزب خاصة وان هذا الحزب سيتبنى حسب إعلان مؤسسيه مواقف رافضة لمعاهدة لشبونة وعملية تعميق التكامل الأوروبي وضد العمل باليورو أي نفس المواقف التي يتبناها الرئيس كلاوس .