بيروت: رأت صحيفة quot;النهارquot; اللبنانية أنه إذا كان من علامة فارقة طبعت هذه الجولة من الحوار، فهي جاءت من خارج سياق الحوار في إطار العام والتفصيلي وحتى من خارج طاولة قصر بعبدا. وعبّر عن ذلك أحد اقطاب الحوار الـ 14 بقوله لـquot;النهارquot; ان هذا الحوار بدا quot;مسبوقاً بتطورات باتت تحتم تهيؤ لبنان لتحولات كبرى تدور من حوله وفوقهquot;، وكان القطب يشير بذلك الى التصريح quot;البالغ الأهميةquot;، على حد وصفه، للرئيس السوري بشار الأسد امس بالذات، وتزامناً مع انعقاد جولة الحوار الثالثة، عن استعداد سوريا للانخراط في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل quot;لتحقيق السلامquot;. وأبرز القطب نفسه هذا التصريح بمثابة تطوّر غير عادي سيفرض انعكاسات حتمية قريبة ليس على مجمل اطار الحوار اللبناني فحسب بل أيضاً على الوضع اللبناني برمته وبما فيه موضوع الاستراتيجية الدفاعية التي يعالجها المتحاورون.

خطر اسرائيل ليس فقط بالتهديد العسكري

في سياق متصل نقلت صحيفة quot;السفيرquot; عن أوساط مواكبة للنقاش حول الاستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار ان النموذج السويسري الذي بنى عليه رئيس الهيئة التنفيذية في quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع تصوره غير قابل للتطبيق في لبنان، حيث تركيبة النظام والشعب مختلفة، خلافا لنمط الكانتونات المعتمد في سويسرا والتي تملك للمناسبة أقوى جيش في محيطها. وترى ان ألشرط الاول لضمان جدوى أي استراتيجية دفاعية يتمثل في ان تكون موضع توافق داخلي، وإلا، فان أهم استراتيجية تصبح مجرد وجهة نظر إذا كانت سببا للخلاف.

وتعتقد الاوساط ان الخطر على لبنان لا ينحصر في التهديد العسكري المباشر الذي يشكله العدو الاسرائيلي، بل هو أبعد من ذلك ويشمل تهديد المصالح الحيوية للدولة والذي يمكن ان يتأتى ليس فقط عن الحرب وإنما أيضا عن تسوية غير عادلة للصراع مع إسرائيل، قد يدفع لبنان ثمنها إلغاء لحق العودة وتوطينا للفلسطينيين المقيمين على أرضه، هذا إذا لم يستقبل المزيد منهم في حال نفّذت إسرائيل وعيدها بطرد فلسطينيي الـ٤٨من ارضهم، ما يعني استطرادا ان المطلوب تعريفا عميقا للخطر المحدق بلبنان، استنادا الى خيارات سياسية واضحة تحدد موقعه في الصراع من دون أي لبس، حتى يتم في ضوء ذلك تحديد سبل المواجهة تحت سقف الاستراتيجية الدفاعية.