نبيل شرف الدين من القاهرة: بينما كشفت مصادر دبلوماسية في القاهرة عن اعتزام مصر تجديد وساطتها بين حركتي ''فتح'' و''حماس'' الفلسطينيتين خلال الأيام المقبلة، في ضوء التطورات الميدانية الخطرة في قطاع غزة، فقد أعلن مصدر دبلوماسي مصري استضافة اجتماع تشاوري بالقاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة تشارك فيه وفود من كافة الفصائل الفلسطينية، لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة وتهيئة المناخ للحوارالوطني الفلسطيني، مشيراً إلى أن موعد هذا الاجتماع سوف يتحدد بعد أن تتلقى القاهرة موافقة رسمية من قادة الفصائل الفلسطينية على عقد هذا الاجتماع التشاوري المرتقب.

وقبيل ساعات على زيارة من المقرر أن تقوم بها تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية إلى القاهرة يوم الخميس، فقد أعلن الدبلوماسي المصري عن استعداد بلاده لاستضافة هذا الاجتماع التشاوري بالقاهرة خلال الفترة المقبلة، والذي تشارك فيه وفود من كافة الفصائل الفلسطينية، لبحث رفع المعاناة عن سكان غزة وتهيئة المناخ للحوار الوطني الفلسطيني المزمع أن تستضيفه القاهرة. وقال المصدر إن استعداد مصر لاستضافة الفصائل الفلسطينية في اجتماع تشاوري بالقاهرة يأتي بعد تأجيل مؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني الذي كان مقررا عقده بالقاهرة يومي 9 و 10 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وفي ظل ما أسفرت عنه قرارات مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية التي عقدت يوم 29 نوفمبر من نفس الشهر بالقاهرة بشأن التطورات على الساحة الفلسطينية.

الحوار والتهدئة

ومضى ذات المصدر الدبلوماسي لافتاً إلى ترحيب مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، بإعلان مصر الاستمرار في جهودها لتحقيق المصالحة الفلسطينية الشاملة ودعوة كافة الفصائل الفلسطينية إلى العمل الجاد لاستعادة وحدة الصف والشروع في جهود المصالحة الوطنية والمشاركة الجادة في الحوار الوطني بأسرع وقت، فضلاً عن تأييد مبادئ الحوار التي تم التوافق عليها بين الفصائل الفلسطينية برعاية مصرية لإنهاء حالة الانقسام بين الفصائل المختلفة.

على صعيد متصل قال المسؤول المصري إن بلاده لن تتحرك من أجل تجديد إتفاقية التهدئة بين إسرائيل وحماس من دون توافق بين الفصائل المعنية، وقال: لسنا واقفين بالباب بانتظار أذن بالتحرك لتجديد الاتفاق، وعلى الجميع أن يتحملوا مسؤوليتيهم ولسنا عرابين العلاقة بين حماس وإسرائيل.

وأوضح ذات المصدر أن التحرك المصري جاء من أجل إنجاز اتفاق للتهدئة دخل بالفعل حيز التنفيذ في 19 حزيران (يونيو) الماضي ولمدة ستة شهور جاء من أجل الفلسطينيين، وأن تمديد اتفاق التهدئة الذي ينتهي العمل به هو من أجل الفلسطينيين والإسرائيليين أيضاً.

ولفت المصدر إلى أنه في الوقت الذي كان عاموس جلعاد مستشار وزير الدفاع الإسرائيلي يزور القاهرة قبل أيام لبحث تمديد اتفاقية التهدئة كان قادة حماس تطلق تصريحات من دمشق وغزة لا تشجع على تمديد هذه الاتفاقية، وقال : أبلغنا المسؤول الإسرائيلي أن الأوضاع بعد اتفاق التهدئة تحسنت نسبيا عما قبله لكن الممارسات الإسرائيلية خصوصا استمرار الحصار وقطع الكهرباء وإمدادات الوقود وإغلاق المعابر يجب ألا تستمر في حالة تمديد العمل باتفاق التهدئة.