مسلحون فلسطينيون يهاجمون معبر رفح بعد الغارات على الأنفاق
القاهرة تبلغ السفير الإسرائيلي بضرورة وقف العمليات
نبيل شرف الدين من القاهرة : في وقت تتصاعد فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، تصاعدت أيضاً لهجة الانتقادات الحادة المتبادلة بين قادة حركة quot;حماسquot; من جانب، والمسؤولين المصريين، وقادة السلطة الفلسطينية وحركة quot;فتحquot; من جانب آخر، حيث تبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن هذه العمليات العسكرية الإسرائيلية التي خلفت حتى الآن نحو ألف من الضحايا بين قتيل وجريح .

وللمرة الثانية خلال يومين استدعت وزارة الخارحية المصرية السفير الإسرائيلي لدى القاهرة، شالوم كوهين، لإبلاغه احتجاجها على التصريحات التي صدرت عن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، بشأن توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة .
والتقى فوزي جوهر مدير إدارة إسرائيل بالخارجية بالسفير الإسرائيلي حيث أبلغه بالموقف المصري، وصرح المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي بأنها أبلغت كوهين بأن الهدف الذي تعمل مصر لأجله وتطالب به إسرائيل هو وقف هذه العمليات العسكرية وليس توسيعها .

وحول خيارات التعامل مع الأزمة، قال المتحدث باسم الخارجية إننا سنبحث هذا في اجتماع وزراء الخارجية العرب، فليكن القرار عربيا ، وليكن البحث في الأمر بشكل جماعي بين الوزراء العرب ليتخذوا القرار المناسبquot;، على حد تعبيره .
وحول وجود اتصالات مصرية ـ إسرائيلية على مستوى أعلى من السفراء لمحاولة وقف عملياتها العسكرية على غزة، قال المتحدث المصري :quot;إننى لا أستطيع أن أشير لمثل هذه الأمور الآن وهناك اتصالات على مستويات عديدة لتحقيق الهدفquot; .
وحول وجود خطة أو هدف إسرائيلي منذ فترة لإضعاف حماس عن طريق ضربة عسكرية وهي الخطة الموضوعة منذ فترة والمخاوف من ألا توقف إسرائيل عملياتها العسكرية إلا بعد تحقيق أهدافها قال المتحدث إن مصر ليست في وارد تخمين الأهداف الإسرائيلية، فنحن بصدد عدوان ضد قطاع غزة سقط فيه حتى الآن نحو 300 قتيل والعدد مرشح للزيادة طالما أن هذا العمل ممتدquot;، على حد تعبيره .
مصر وحماس
وفي وقت سابق من يوم الأحد قال وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط إن الأولوية الآن لدى القاهرة تتمثل في وقف الغارات الإسرائيلية قبل الحديث عن قمة عربية، وأضاف إنه يجب التحرك سريعا لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وإن المطلوب من وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم المزمع يوم الأربعاء المقبل، أن يقرروا كيفية تحقيق وقف شامل لإطلاق النار واستعادة التهدئة بين الجانبين .

وترى حركة حماس أن مصر بصفتها راعي اتفاق التهدئة، تتحمل مسؤولية عدم إلزام إسرائيل برفع الحصار وفتح المعابر، إلا أن القاهرة تعتقد أنها إذا تركت الحدود بين مصر وغزة مفتوحة على مصراعيها فمن شأن هذا أن يستنزاف الموارد المصرية، إذ يشكل القطاع الذي يعيش به نحو 1.5 مليون فلسطيني تحت الحصار مصدر الإزعاج الأكبر على صعيد السياسة الخارجية الذي تواجهه الحكومة المصرية .
كما يشكل الانقسام الأيديولوجي العميق بين حماس وفتح نموذجاً يشله لحد كبير ما يجري بين جماعة الإخوان المسلمين في مصر والحكومة، فحركة حماس هي الفرع الفلسطيني للإخوان، والسلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها حركة فتح أنشئت على غرار المؤسسات المصرية، ومن بين الشروط اللازمة لإعادة فتح الحدود تطالب الحكومة المصرية حماس بالاعتراف بشرعية السلطة الفلسطينية، كما تخشى مصر أيضا من أن تتعاون حركة حماس مع الإخوان المسلمين، أو تشكل نموذجاً قابلاً للتكرار في مصر، مما يزيد من التهديدات لأمنها القومي ونظامها السياسي .

وسعت مصر لعقد مصالحة بين حركتي حماس وفتح، واقترحت أن يشكل الفلسطينيون حكومة وحدة وطنية غير فصائلية، على أن تكون مسؤولة أمام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مباشرة، حينذاك تفرض الحكومة الفلسطينية إرادتها في أنحاء أراضيها، حيث تحاصر أنشطة الجماعات المسلحة غير الرسمية، وتتوصل إلى هدنة مع الإسرائيليين من خلال المفاوضات .
ولعبت القاهرة دوراً محوريا في التوصل لتهدئة بين إسرائيل وحماس استمرت ستة شهور وانتهت في 19 كانون الأول (ديسمبر)، كما حاولت التقريب بين الفصائل الفلسطينية في مؤتمر للمصالحة الوطنية، غير أن حماس رفضت الحضور في آخر مرة دعت فيها مصر الفصائل لمؤتمر مصالحة وطينة في القاهرة .