أسامة العيسة من القدس: أظهر شريط فيديو نشرته حركة السلام الإسرائيلية، أن جنودا إسرائيليين، خلعوا سراويلهم وظهروا مؤخراتهم عندما وصلوا بؤرة استيطانية يهودية، لتنفيذ مطالب المستوطنين بإبعاد فلسطينيين من المكان. والحديث عن جنود إسرائيليين، وصلوا إلى مستوطنة ماعون، القريبة من مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، لاجلاء مواطنين فلسطينيين من البدو يسكنون في المكان.

وقالت صحيفة يديعوت احرنوت التي نشرت الشريط، بان الحادث وقع في 11 كانون الثاني (يناير) الماضي. وصور الشريط ناشط سلام أجنبي، وهو ضمن منظمة مسيحية كان أفرادها يرافقون الفلسطينيين جنوب جبل الخليل، لحمايتهم من المستوطنين الدائمي الاعتداء عليهم، عندما وصل الجنود لابعاد الفلسطينيين والمتضامنين معهم.

وقال المتضامنون الأجانب، بان المستوطنين اعتادوا على التعرض للفلسطينيين، وان المتضامنين رافقوهم لحمايتهم من بطش المستوطنين، الذين يلقون الحجارة بشكل دائم على كل فلسطيني يرونه، وفي هذه الأثناء وصل جنود الاحتلال لتنفيذ مطالب المستوطنين بإبعاد الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب من المكان.

ويقول متضامن أجنبي بأنه لدى وصول الجنود، وقع أمر غريب، عندما خلع الجنود سراويلهم، معرضين خلفياتهم للفلسطينيين والمتضامنين معهم، استهتارا واستهزاء بهم. واثار الشريط انتقادات من قبل نشاطين سلام في إسرائيل، وأعضاء الكنيست العرب، مثل الدكتور احمد الطيبي الذي قال بان مشاهد الجنود وهم يخلعون سراويلهم تذكر بما فعله الجنود الأميركيون في معتقل أبو غريب العراقي.

وقال بان جنود الاحتلال quot;ليس لديهم أي هم أخلاقي، وهم مجردون من أية قيم إنسانيةquot;، ولم يستغرب الطيبي ما جاء في الشريط. وانتقد النائب محمد بركة ما حدث أيضا، وقال بأنه يشير إلى التدهور الأخلاقي لدى الجيش الإسرائيلي، الذين يفتقد جنوده للمعايير الأخلاقية. وعلق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على المشاهد في الشريط قائلا بأنها تتناقض مع ما وصفها روح وقيم وقواعد الجيش الإسرائيلي، وأنها أمر نادر الحدوث، وان الجيش يحقق في الحادث.

أما بالنسبة للفلسطينيين، فروا بما حدث quot;أمرا عادياquot; من قبل جنود الاحتلال، وانه عينة مما يمارسه هؤلاء الجنود، حيث دأبوا على الإتيان بما يطلق عليها الفلسطينيون ممارسات غير أخلاقية في المدن الفلسطينية، مثلما يحدث بشكل دائم في الخليل مثلا، حيث لا يتورع الجنود عن التبول وهم مكشوفين أمام المارة، والإتيان بحركات جنسية أمام النسوة، واظهار أعضاءهم التناسلية، وغيرها من ممارسات.

أما على الحواجز الإسرائيلية، التي تقطع أوصال الأراضي الفلسطينية، فان جنود الاحتلال يتحرشون بالنساء ويأتون بأفعال أخرى مسيئة لهن وخادشة للحياء. ويأتي نشر هذا الشريط مع اشتداد الهجمة الاستيطانية الإسرائيلية على المناطق التي يسكن فيها البدو الفلسطينيين، الذين لا يلتفت لمعاناتهم أحد حتى السلطة الفلسطينية.

وقال الحاج سالم عيد الهذالين، من عشائر عرب الهذالين في جبل الخليل، بان مستوطنة (كرمائيل) اليهودية تتوسع على حساب أراض العشيرة وعشيرة الرماضين، مشيرا إلى سلطات الاحتلال تنوي هدم عشرة منازل فلسطينية، بينما تستمر أعمال البناء في المستوطنة المقامة أصلا على أراض فلسطينية.