نيروبي، لندن: إستأنف الخصوم السياسيون في كينيا محادثات الأزمة يوم الأربعاء على الرغم من أن تحضيرا لإجتماع لوزراء خارجية شرق أفريقيا أغضب زعماء المعارضة. وهددت المعارضة بالمزيد من الإحتجاجات في الشوارع اذا ما رأست الحكومة يوم الخميس اجتماعا مزمعا للهيئة الحكومية للتنمية (ايجاد) لدول شرق افريقيا التي يرأسها الرئيس الكيني مواي كيباكي. وتقول المعارضة التي تتهم الرئيس كيباكي بالتلاعب في انتخابات الرئاسة التي أجريت في 27 ديسمبر كانون الاول ان رئاسة الاجتماع ستضفي الشرعية على موقف كيباكي quot;من الباب الخلفيquot;.

ولكن الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان الذي يتوسط بين الطرفين بشأن الانتخابات المتنازع عليها قال انه لن تكون هناك اجراءات جماعية أثناء تواصل المحادثات. وقال وزير الخارجية الكيني موسى ويتانجولا ان بعض وزراء من التجمع الذي يضم سبع دول وصلوا الى نيروبي الأربعاء. وقال مسؤول من المعارضة quot;اذا ما مضت الحكومة في عقد اجتماع ايجاد فسوف نحتج سلميا. سننظم مسيرة ونحمل لافتات ونظهر رسالتنا.quot; وحظرت الشرطة الكينية كل أشكال الاحتجاجات منذ الانتخابات وأشعلت مظاهرات في وقت سابق أعمال عنف ونهب.

وكشفت الاحداث التي بدأت كنزاع على الانتخابات الرئاسية التي أعيد فيها انتخاب كيباكي يوم 27 ديسمبر كانون الثاني عن الانقسامات المتعلقة بالارض والثروة والسلطة والتي تعود الى عهد الاستعمار وظل الساسة يذكون التوترات منذ ذلك الحين. ولقي اكثر من ألف شخص حتفهم ونزح نحو 300 ألف من ديارهم في واحدة من أسوأ الفترات التي تمر بها كينيا منذ استقلالها عن بريطانيا قبل 44 عاما. وسقط أغلب القتلى نتيجة موجات من القتل العرقي اضافة الى المحتجين الذين قتلتهم قوات الامن بالرصاص.

وقال عنان يوم الثلاثاء ان المعارضة أخطأت عندما هددت بالمزيد من الاحتجاجات في الوقت الذي كانت تجرى فيه المحادثات في اطار بنود اتفاق الوساطة الذي وافق عليه الجانبان. وتقول الحركة الديمقراطية البرتقالية التي ينتمي اليها زعيم المعارضة رايلا أودينجا ان فريق كيباكي تلاعب في الانتخابات وأصرت على وساطة من الخارج. وأدى هذا الى قيام عنان بجهود الوساطة التي أسفرت الى الان عن التزامات بانهاء العنف ومساعدة النازحين.

وحث عنان يوم الثلاثاء الجانبين على التركيز على البند الثالث من جدول الاعمال وهو الازمة السياسية التي حدثت نتيجة الانتخابات الرئاسية. ويقول مراقبون دوليون ان عملية فرز الاصوات اتسمت بالفوضى الشديدة حتى أنه كان من الصعب تحديد الفائز. وتقول الحكومة ان كيباكي انتخب بشكل مشروع وشددت على هذا الوضع عبر قنوات دبلوماسية افريقية مثل الاتحاد الافريقي وايجاد اللتين تتمتع فيهما الحكومة الكينية بسمعة طيبة بسبب دورها في الوساطة للسلام في الصومال والسودان.

تحذير من أزمة انسانية

الى ذلك نبهت الامم المتحدة الى الازمة الانسانية وحالة الطوارىء فى كينيا وناشدت الهيئات والدول المانحة تقديم المزيد من الدعم المالى للحد من مضاعفات تلك الازمة. وقال الامين العام للامم المتحدة بان كى مون انه سيرسل مسؤول الاغاثة الانسانية فى المنظمة الدولية جون هولمز الى كينيا للاطلاع على محنة مئات الالاف من الكينيين الذين فروا من منازلهم هربا من العنف الناجم عن الانتخابات الرئاسية التى جرت فى ديسمبر الماضى. كما ناشد مون الزعماء السياسيين فى كينيا حل خلافاتهم بالحوار وبالوسائل الديمقراطية وحثهم على ضرورة وقف العنف والقتل الذى لايمكن قبوله والعمل على مصلحة بلادهم بدل التركيز على المصالح الشخصية والحزبية.