الجيش الأميركي: شرائط فيديو لأطفال يتدربون على شن هجمات
القاعدة تتوعد بالثأر لمقتل أبو ليث الليبي

المتحدث باسم الجيش الأميركي جريجوري سميث والمتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية محمد العسكري في مؤتمر صحفي يعرض فيه شريط فيديو يظهر أطفالا يتدربون على يد تنظيم القاعدة في بغداد يوم الأربعاء - رويترز

بغداد-دبي: قال الجيش الأميركي ومسؤولون عراقيون اليوم الاربعاء ان القوات الأميركية ضبطت شريط فيديو يظهر أطفالا عراقيين لا تتجاوز أعمارهم 11 عاما وهم ينفذون تدريبات على عمليات خطف وهجمات، بينما توعد قيادي في تنظيم القاعدة في تسجيل وضع على الانترنت بالانتقام لمقتل قائد ميداني كبير في هجوم يشتبه أن الولايات المتحدة نفذته في يناير كانون الثاني. وقال مصطفى أبو اليزيد في التسجيل إن مقاتلي القاعدة سيثأرون من quot; أعداء الله quot; لمقتل أبو ليث الليبي في باكستان. وكان أبو ليث الليبي يعتبر من كبار قادة أسامة بن لادن الذين قادوا القوات في أفغانستان. وقتل فيما يشتبه بأنه ضربة صاروخية أميركية قتلت زهاء 13 متشددا أجنبيا في منطقة شمال وزيرستان الحدودية بباكستان في أواخر يناير كانون الثاني.

وقال أبو اليزيد quot; الرجال الذين رباهم وأحسن إعدادهم... لن يهنأ لهؤلاء بال حتى يأخذوا بثأره ويحققوا رجاءه وآماله باذن الله.quot; وأضاف quot;وانَّ أعداء الله لم يستطيعوا مواجهة الشيخ أبي الليث في الميدان ولا منازلته منازلةالأقران فهم أجبن من ذلك وأحقر.quot;

وأضاف quot; ان شهادته لهي نور ونار..نور لأولياء الله ينير لهم الطريق ويحدوهم الى المقامات العالية الشريفة في الدنيا والاخرة. ونار على أعداء الله تحرق - باذن الله- قلوبهم وأجسادهم.quot; وصدر الشريط عن مؤسسة السحاب وهي الذراع الاعلامي للقاعدة.

وبرز اسم الليبي في صفوف القاعدة العام الماضي عندما ظهر في شريط فيديو مع أيمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم. وكان أول متحدث يعلن أن ابن لادن نجا من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لافغانستان في أواخر عام 2001. وقالت وسائل الاعلام الأميركية أن المتشدد المولود في ليبيا يعتقد أنه المسؤول عن تفجير انتحاري في فبراير شباط 2007 أدى الى مقتل 23 شخصا

وبالعودة الىشرائط الفيديو التي عرضت على وسائل الإعلام فقد أظهرتنحو 20 صبيا أغلبهم دون الحادية عشر من العمر يرتدون أغطية للرأس تظهر منها أعينهم فقط ويحملون بنادق من طراز ايه. كي-47 وقذائف صاروخية تعادل حجمهم تقريبا.

وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي جريجوري سميث quot; هذه ليست المرة الاولى التي نرصد فيها مثل هذه المواد لكن الحجم والمحتوى كان الأكثر أهمية والأشد ازعاجا على الاطلاق بين المواد التي عثرنا عليها حتى الان.quot;وأضاف سميث أن شرائط الفيديو تهدف لنشر رسالة تنظيم القاعدة بين الشبان وليس تدريب الصبيان من أجل تنفيذ مهام. وضبطت خمسة شرائط فيديو للأطفال خلال عملية ضد تنظيم القاعدة أوائل ديسمبر كانون الأول الماضي.

وتراجع العنف في انحاء العراق حيث انخفضت الهجمات بنسة 60 بالمئة منذ يونيو حزيران الماضي لكن سميث قال إن تنظيم القاعدة لا يزال يمثل أكبر تهديد للأمن في العراق. وأضاف أن الجيش الامريكي لا يعرف تحديدا متي وأين صورت تلك الافلام أو عدد الأطفال الذين شاركوا فيها.

وظهر في الشريط أطفال وهم يوقفون رجلا على متن دراجة ويأخذونه رهينة كما أجبروا ركاب سيارة على النزول منها ووجهوا البنادق إلى رؤوسهم كما شوهدوا وهم ينفذون هجمات على منازل بينما كان يوجههم مدربون.

وأظهرت صور أخرى مصادرة صبيا مرتديا quot;سترة ناسفةquot; بينما عثر جنود أميركيون أيضا على اقتراح مكتوب لنص فيلم بشأن تدريب الأطفال للمعارك. وقال سميث quot;كان من المقرر أن يشمل النص قيام أطفال باستجوب واعدام الضحايا .. وزرع شحنات ناسفة محلية الصنع والقيام بعمليات قنص.quot;

وأضاف أن القاعدة اخترقت مدارس أيضا لنشر الدعاية. ويقول قادة عسكريون أميركيون ان تنظيم القاعدة لجأ مؤخرا إلى استخدام أساليب مختلفة بعدما أعاقت العمليات الأمنية قدرته على شن هجمات تفجيرية كبيرة. وقال سميث إن صبيين عمرهما 15 عاما نفذا مؤخرا تفجيرين انتحاريين كما زاد عدد الهجمات التي شاركت فيها نساء.

وفجرت امرأتان نفسيهما الاسبوع الماضي في سوقين للحيوانات الأليفة مما أدى إلى مقتل 99 شخصا في أكثر الهجمات دموية في بغداد منذ نحو تسعة أشهر. وقال الجيش الأميركي ومسؤولون عراقيون ان المرأتين معاقتين عقليا وتعرضتا للخداع على يد تنظيم القاعدة.

وشنت قوات أميركية وعراقية هذا العام هجمات في أنحاء وسط وشمال العراق حيث أعاد تنظيم القاعد تجميع صفوفه بعدما طرد من معاقله في محافظة الأنبار بغرب العراق وحول بغداد في عمليات أمنية العام الماضي. وأمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشن حملة quot;حاسمةquot; بمدينة الموصل في شمال العراق لطرد مقاتلي القاعدة من اخر معاقلهم في المدن.

وقال العميد قاسم الموسوي المتحدث باسم الخطة الأمنية في بغداد ان أعمال العنف في يناير كانون الثاني تراجعت مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي عندما كانت قوات الأمن تحاول منع نشوب حرب أهلية بين الشيعة والسنة. وتشير احصائيات ذكرها الموسوي إلى أن 1958 شخصا قتلوا في بغداد في يناير كانون الثاني من عام 2007 مقارنة مع 16 في يناير كانون الثاني 2008. غير أن احصائيات جمعتها رويتزر تشير إلى أن 27 مدنيا عراقيا قتلوا في أعمال عنف في بغداد في الاسبوع الأخير فقط من الشهر الماضي.

وقال تقرير للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ان تحسن الأمن لم يكن السبب الرئيسي لعودة اللاجئين العراقيين إلى منازلهم من سوريا حيث فر قرابة مليوني عراقي من أعمال العنف الطائفية. وأشار التقرير إلى أن 46.1 بالمئة من عينة ضمت 110 عراقيين أجريت معهم مقابلات في دمشق قالوا انهم لم يعد بمقدورهم تحمل العيش في سوريا بينما قال 1 ر14 بالمئة ان تحسن الأمن هو سبب عودتهم.