الياس توما من براغ : ارتفع اهتمام التشيك والسياح الأجانب الذين يزورون تشيكيا بزيارة المحطتين النوويتين الموجودتين في البلاد وهما محطة تيملين ومحطة دوكوفاني ففيما زار الأخيرة العام الماضي 28818 سائحا بلغ عدد زوار المحطة الأولى أكثر من 26 الف سائح وزائر. وقد دفع تنامي الاهتمام بالمحطتين شركة quot; تشيز quot; للكهرباء التي تمتلكهما إلى فتح جناح لها ولأول مرة في تاريخها في معرض السياحة quot; ريغيون تور 2008 quot; في مدينة برنو ثاني اكبر المدن التشيكية للترويج لمحطاتها وكأنها منتجعات سياحية .

و على الرغم من أن هذا النوع من quot;السياحة quot; يعتبر مستغربا بالنظر لخصوصية عمل المحطتين والإجراءات الأمنية المتبعة فيهما إلا أن الناطق باسم اتحاد مكاتب السياحة التشيكية توميو اوكامورا يرى أن هذا الأمر خطوة جيدة في مجال التسويق مشيرا إلى أن الشركات الاحتكارية الكبيرة في الدول المتقدمة تفتح أيضا أبواب شركاتها ومعاملها الكبيرة أمام السياح و الناس العاديين.

ويؤكد الناطق باسم محطة دوكوفاني بيتر سبيلكا بان العدد الأكبر من زوار محطته مع محطة تيميلين هم من الطلاب وان المثير حسب رأيه هو أن أكثر من 26 % من المهتمين بزيارة المحطتين هم من النمسا المجاورة غير انه يعتبر أن الأمر يتصف هنا بالمنطقية بسبب الخلاف القائم بين البلدين بشأن مدى توفر المعايير الأمنية اللازمة في محطة تيميلين القريبة من الحدود التشيكية مع النمسا وبالتالي فان شركة تشيز تحاول فتح المحطة أمام النمساويين كي يطلعوا على كيفية عملها .

ويشير سبيلكا إلى أن زوار المحطتين يمكن لهم الوصول إلى داخل المحطة غير أن ذلك يتطلب زيادة الإجراءات الأمنية ويتوجب على الزائر أن لا يقل عمره عن 15 عاما كما يجب أن ترافقه حراسة خاصة .

وبالتوازي مع هذا النوع من السياحة إلى المحطات الكهربائية التي تعمل بالطاقة النووية بدأت معامل كبيرة أيضا تفتح أبوابها أمام السياح والمهتمين بالإطلاع على إنتاجها فشركة الحديد في فيتكوفيتسي مثلا فتحت هي الأخرى أبوابها أيضا أمام السياح كي تطلعهم على التطور التاريخي الذي قطعته وافران الصهر الأولى التي تم استخدامها .

وتؤكد الناطقة باسم المعمل ايفا كييونكوفا انه يتم أيضا تنظيم زيارات لطلاب الاختصاصات التكنولوجية والآلات للإطلاع على الأفران الحالية مؤكدة أن الإقبال كبير على زيارة معامل الشركة . ويقدم متحف المناجم الإمكانية أيضا لزواره لزيارة منجم اوسترافا ــ كارفين غير أن الزوار لا يسمح لهم بالتوجه إلى لاماكن التي يقوم فيها العمال بأعمالهم .

ويؤكد اوكامورا بان محطة تشيرنوبيل في أوكرانيا تحولت في الفترة الأخيــــرة إلى quot; صرعة quot; في الدول الأجنبية مشيرا إلى أن الناس الذين يزورونها يحصلون على أقنعه واقية وأحذية وألبسة خاصة وأجهزة قياس كي يتأكدوا بأنفسهم بان الإشعاعات النووية لا تزال مرتفعه في منطقة تشيرنوبيل رغم السنوات الطويلة التي تفصلنا الآن عن تاريخ الحادثة أما المعدل الطبيعي للإشعاعات فهو في الأماكن الأخرى اقل بمرتين من منطقة تشيرنوبيل .