جاكرتا: قد يزيل مصرع الفريد رينادو، أول المرهوبين من زعماء المتمردين، اكبر عقبة امام نضال تيمور - ليست من اجل احلال السلام والاستقرار الدائمين على الرغم من ان الدولة نصف الجزيرة يجب ان تدفع ثمنا باهظا لذلك.
لقى رينادو مصرعه يوم الاثنين اثناء محاولة اغتيال الرئيس جوزيه راموس - هورتا الذى تعرض لاصابات خطيرة ويعالج الان فى استراليا.
وقد نجا رئيس الوزراء زانانا جوسماو من هجوم تلى ذلك على موكبه، وهى محاولة اغتيال اتهمت ايضا جماعة رينادو بتنفيذها.
قاد رينادو، وهو ميجور سابق بالجيش، مئات الجنود المتمردين لشن اشتباكات طائفية تطورت الى اضطرابات واسعة النطاق وقتال فى الشوارع، مما شل الحركة فى هذا البلد الفقير فى منتصف عام 2006.
ولقى مالا يقل عن 37 شخصا مصرعهم واضطر اكثر من 100 الف اخرين الى ترك ديارهم خلال هذه الاضطرابات.
وانصب جام غضب رينادو فى بادئ الامر على رئيس الوزراء انذاك مارى الكاتيرى الذى اقال على نحو مفاجئ حوالى 600 جندى فى عام 2006.
وتم نشر قوات دولية بقيادة استراليا وشرطة تابعة للامم المتحدة لاستعادة النظام واعتقل رينادو لتورطه فى جرائم لها علاقة بعنف الشوارع. ولكنه فر من السجن فى غضون شهر فى اغسطس من عام 2006 مع 50 نزيلا واختبئ منذ ذلك الحين فى الغابات مع مجموعة من اتباعه.
ومع خروج الكاتيرى من السلطة، واصل الجندى المتمرد مقاومته المسلحة وطالب بمغادرة القوات الاسترالية وبان تتم اعادة رجاله الى الجيش.
وتزايد الغضب المحتمل عندما داهمت جماعته مركزا للشرطة وسرقت اسلحة فى مارس من عام 2007، مما حفز الحكومة على القيام بعملية مطاردة شاملة.
ورفض الجندى الذى دربته استراليا دعوات بالاستسلام بما فيها محاولة اقناع شخصية قام بها الرئيس راموس - هورتا الذى ادى اليمين فى بداية العام الماضى.
وشنت جماعته هجمات متفرقة على القوات الدولية واستمرت فى شنها لتصبح المصدر الرئيسى لزعزعة الاستقرار فى البلاد التى يبلغ عدد سكانها مليون نسمة.
وفى نوفمبر من عام 2007، هدد بنقل قواته الى العاصمة ديلى مالم تنفذ الحكومة مطلبه. وتعهد بتفجير اضطرابات quot;اسوأ من أزمة عام 2006quot;.
والان وقد لقى مصرعه، فان الحكومة امامها فرصة فريدة لتحقيق المصالحة بين الفصائل المتحاربة واحلال السلام الدائم فى البلاد التى عانت من احداث عنف منذ اندلاع الاشتباكات الطائفية فى منتصف عام 2006.
وقد حانت الان افضل لحظة لاعادة بناء الجيش الذى فقد ثلثى قوته باقالة 600 جندى منذ عامين تقريبا وحل الصعوبات الداخلية التى تضعف من الجيش مع غياب عوامل الشقاق التى كان يزرعها رينادو فى الماضى.
وصحيح ان الكثير من القضايا الاخرى ستسهم فى النجاح فى بناء السلام والاستقرار السياسى فى تيمور - ليست التى حصلت على استقلالها منذ ست سنوات فقط.
ولكن المهمة الصعبة المتعلقة باحلال الاستقرار يجب ان تكون ابسط اليوم مقارنة بالايام التى كان فيها رينادو الذى كان يتعذر وقفه على قيد الحياة.
التعليقات