واشنطن, دار السلام : يبدأ الرئيس الاميركي جورج بوش جولة تستمر اسبوعا في افريقيا في الموعد المحدد الجمعة بعد ان هدد بتاجيل الجولة بسبب خلاف سياسي بين ادارته والكونغرس، حسب المتحدثة باسم البيت الابيض.وقالت المتحدثة ان بوش سيغادر في وقت لاحق من الجمعة لزيارة كل من بينين وتنزانيا ورواندا وغانا وليبيريا، في جولة يرجح ان تكون الاخيرة التي يقوم بها الى افريقيا اثناء توليه الرئاسة.

ومن المقرر ان يغادر البيت الابيض الساعة 00،16 بالتوقيت المحلي (00،21 تغ). وكان بوش صرح الخميس انه قد يؤجل الزيارة لاجبار اعضاء مجلس النواب على تمرير مسودة قرار بشان تمديد قانون التنصت بعد ان وافق عليه مجلس الشيوخ في وقت سابق من هذا الاسبوع.

وردا على سؤال صباح الجمعة حول ما اذا كانت الجولة ستتم في موعدها، قالت المتحدثة quot;نعمquot;.


افارقة يعتبرون جولة بوش متعلقة بالمصالح الامريكية اساسا

الى ذلك ستؤكد جولة الرئيس جورج بوش القادمة في افريقيا على حرص السياسة الامريكية على الاهتمام بمشاكل القارة لكنها تعتبر على نطاق واسع متعلقة بدرجة اكبر بالمصالح العسكرية وامدادات النفط ومكافحة النفوذ الصيني.

ومن المقرر ان يبدأ بوش جولة في خمس دول بتوقف قصير في بنين يوم السبت رغم انه هدد بتأخير الرحلة بسبب معركة تشريعية مع الكونجرس.واختيرت الدول الخمس تنزانيا وغانا وليبريا ورواندا وبنين نظرا لما يعتبر معايير ديمقراطية قوية ومشاريع مساعدات امريكية ناجحة.

وستكون النقطة الاساسية واكبر توقف في الجولة في تنزانيا التي تعتبر واشنطن زعيمها الرئيس جاكايا كيكويت نموذجا لحكومة أفريقية تقدمية.

وسيزور بوش ترافقه زوجته لورا مستشفيات ومدارس ومشروعات لعلاج الايدز والملاريا. وفي تنزانيا سيوقع على اكبر قرض على الاطلاق من خلال مؤسسته تحدي الالفية بقيمة 698 مليون دولار لتمويل بنية تحتية في مجال المياه والطاقة.وتهدف مؤسسة تحدي الالفية الى مكافأة الحكم الرشيد والسياسات الاقتصادية الجيدة.

وعين كيكويت حكومة جديدة هذا الاسبوع بعد استقالة رئيس الوزراء السابق بسبب تحقيق بشأن الفساد لكن واشنطن تعتبر ذلك تأكيدا على مؤهلات الرئيس في مناهضة الفساد اكثر من كونه سببا للارباك.

لكن محاولات بوش لتسليط الضوء على بعض من انجح سياساته في افريقيا في الشهور الاخيرة من رئاسته قد تخرج عن مسارها بسبب الشكوك حول دوافع الولايات المتحدة فضلا عن التأثر بقضايا اخرى على رأسها العراق أدت الى تاكل شعبيته في اماكن اخرى.

وشارك حوالي الفي مسلم في مسيرة سلمية في دار السلام اليوم الجمعة للاحتجاج ضد بوش وحربه على الارهاب.وقال الشيخ موسى كوندتشا احد منظمي المسيرة لرويترز quot;سيكون بوش هنا من اجل مصلحته بدلا من الاهتمام بأهل البلد.quot;

وقال الطالب ايمانويل ديكسون في وقت سابق quot;امريكا وبوش لهما سياسة واحدة هي البحث عن مصالحهما الخاصة. اذا كان سيعطينا اموالا للبنية التحتية والصحة... ماذا يريد في المقابل. انه يريد ان يأتي بقوات الى افريقيا ويريد ان يمنع الصينيين من ان يكون لهم نفوذ اقوى.quot;

واصبحت بكين الان الشريك التجاري الثالث لافريقيا بعد الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة اثر قفزة هائلة بنسبة 30 في المئة في الشهور العشرة الاولى من 2007 .

ويقول محللون ان السياسة الامريكية المشوشة بشأن افريقيا والتعامل السيء مع القيادة الافريقية الجديدة لقواتها (افريكوم) وخاصة البحث السابق لاوانه عن مقر لها في القارة كلها عوامل ادت الى نفور قوى اقليمية مثل جنوب افريقيا وجعلت واشنطن تفقد شعبية.

ووافق بوش قبل عام على (افريكوم) وهي قيادة جديدة لافريقيا لتقديم التدريب للجيوش الافريقية وايضا العمل الانساني. لكن المعارضة الافريقية اجبرت واشنطن في الوقت الحالي على ارجاء الخطط لاقامة مقر القيادة في القارة.

وزادت افريكوم من عدم سعادة افريقيا ازاء عناصر اخرى من حملة بوش ضد المتشددين الاسلاميين بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 .

وساد غضب واسع بسبب دعم الولايات المتحدة للغزو الاثيوبي للصومال قبل عام لمساندة حكومة انتقالية ضعيفة ضد المتمردين الاسلاميين وما تلى ذلك من نقل مشتبه بهم مسلمين بينهم مواطنون كينيون الى اثيوبيا.وقال باتريك سميث من مطبوعة افريكا كونفيدنشيال ان السياسة الامريكية quot;تبدو في عرض البحر... ما هو اساس السياسة.. هل هو رابط امني يعتمد على اضفاء الصفة العسكرية ام انها سياسة اكثر اهتماما بالتنمية..quot; واضاف quot;يوجد احساس بأن افريقيا اختصت بالجانب الشاق من الحرب على الارهاب وانه تم التعامل معها بصورة سيئة جدا وهو شيء اضر بموقف الولايات المتحدة في المنطقة دون فائدة كبيرة من حيث التأثير العسكري.quot;

ويسود ايضا اعتقاد في انحاء القارة بأن بوش يحاول موازنة النفوذ والاستثمار الاسيوي وخاصة الصيني وان واشنطن مهتمة فقط بموارد النفط في خليج غينيا الذي من المتوقع ان يوفر 25 في المئة من احتياجاتها بحلول 2015 .

وقال الطالب الاوغندي جوزيف مواكا quot;ما يسيطر على عقل بوش هم الصينيون. الصين تزعج الولايات المتحدة. انها لا تأخذ فقط الاسواق والشراكات التجارية البديلة... الدول الافريقية لن تبقى بها حاجة للمساعدة الامريكية كي تعيش.quot;

وقال حسين عكاري وهو تونسي متقاعد لرويترز quot;تقول الولايات المتحدة انها تريد مساعدة افريقيا لدعم الديمقراطية وتقليص الفقر وتحسين اسلوب الحكم. لكن الحقيقة مختلفة جدا. يريد بوش استغلال افريقيا الغنية بالموارد الطبيعية بدون ان يعطي اي شيء لافريقيا.quot;