أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: ما زالت طلبات اللجوء تتقاطر على المغرب ، إذ استفاد الشهر الماضي حوالى ثمانمئة شخص ، من حق اللجوء الذي تمنحه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيما تدرس المفوضية طلبات تقدم بها أكثر من مئة شخص للحصول على اللجوء السياسي في المملكة .
وخلال مائدة مستديرة نظمها المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ، بالتعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ، حول موضوع quot; حماية اللاجئين في المغرب quot; ، أكد يوهانس فان دير كلاو ، ممثل المفوضية بالمملكة ، أن ما يقارب خمسمئة شخص منح لهم اللجوء السياسي ، أغلبهم من البلدان التي تشهد توترات ، من بينها العراق وبعض البلدان الإفريقية .
وأبرز يوهانس فان دير كلاو ممثل المفوضية العليا للاجئين ، الخميس ، أن للمغرب تقاليد عريقة في استقبال اللاجئين ، مذكرا بأن المملكة كانت دائما طرفا في الاتفاقيات الدولية الرامية إلى حماية اللاجئين .
وبعدما وصف هذا اللقاء ب quot; الأول من نوعه quot; ، والذي سيشكل مناسبة للتفكير في التوجهات الكفيلة بتطوير مسألة اللجوء في المغرب، سجل كلاو أن هذه القضية تتطلب مساهمة جميع المتدخلين، سواء تعلق الأمر بالسلطات العمومية أو بالمجتمع المدني.وقال quot;نريد مباشرة مسلسل سيمكننا من تحديد اللاجئين وإيجاد الحلول للمشاكلquot; التي يواجهونها، موضحا أن المفوضية العليا للاجئين سجلت عشرات طلبات اللجوء التي تقدم بها مواطنون من ساحل العاج والكونغو الديمقراطية والعراق.
من جهته، قال أحمد حرزني، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، إن المغرب لا يشكل سوى حلقة ضمن سلسلة مسار الهجرة، حيث يتعين على كل بلد أن يقوم بدوره، مؤكدا أنه ليس باستطاعة المملكة لوحدها تدبير تدفقات الهجرة.وذكر حرزني بأن الهجرة تعد نتاجا للتفاوتات المسجلة في مجال التنمية، مبرزا في هذا السياق أن المهاجرين معرضون لمخاطر يمكن أن تضر بحقوقهم الأساسية.
وأضاف أن تشديد إجراءات المراقبة التي تم القيام بها على المستوى الأوروبي يدفع المرشحين للهجرة للجوء إلى السرية، مشيدا في الوقت نفسه بتنظيم هذا اللقاء، الذي يشكل فرصة لبحث مشكلة اللاجئين، على الخصوص، ومشكلة الهجرة القادمة من بلدان إفريقيا وجنوب الصحراء بصفة عامة، كما جدد التأكيد على الطابع الكوني لحقوق الإنسان.
وكان الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون عمر هلال أعلن عن قرار المغرب وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق المقر مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وأوضح هلال، خلال لقاء صحافي نظمته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بمناسبة اليوم العالمي للاجئين في السنة الماضية، أن هذا الاتفاق سيمكن هذه المفوضية الحاضرة بصفة شرفية في المغرب منذ أكثر من 50 سنة، من الحصول على تمثيل حقيقي لها في المملكة.
وأضاف هلال أنه بفضل هذا الاتفاق، سيكون للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تمثيلية دبلوماسية تمكنها من العمل باستمرار من خلال قنوات مفتوحة مع جميع السلطات والوزارات لتنفيذ مهمتها الإنسانية على أكمل وجه.
وعرفت خمسينات وستينات القرن الماضي توافد لاجئين من الشرق الأوسط والقارة الإفريقية الى المغرب، ففي حرب استقلال الجزائر ما بين 1954 و1962، استقبلت المملكة أكثر من 110 آلاف لاجئ جزائري.
التعليقات