كوتونو (بنين),واشنطن : بدأ الرئيس الاميركي جورج بوش يوم السبت جولة افريقية ستسلط الضوء على المشاريع الاميركية في قطاعي الصحة والتعليم والمشاريع المؤيدة للديمقراطية في الدول الافريقية كما ستسعى أيضا لتعزيز الجهود التي تهدف لانهاء الازمة الكينية التي اندلعت بعد انتخابات الرئاسة.
ووجه بوش نداء للتوصل الى اتفاق لاقتسام السلطة في كينيا لانهاء الصراع الذي اندلع بعد الانتخابات وقتل فيه 1000 شخص.
وجولة بوش لا تشمل زيارة كينيا لكن الرئيس الاميركي سيوفد وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس الى نيروبي يوم الاثنين لدعم جهود الوساطة بين الرئيس الكيني مواي كيباكي وخصومه التي يقوم بها الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان.
وأكد مسؤولون اميركيون ان جولة رايس تهدف الى دعم جهود عنان في كينيا لا ان تكون سابقة عليها. لكنهم حذروا من ان الولايات المتحدة مستعدة لفرض عقوبات على أي فرد يسعى لعرقلة جهود السلام في الدولة التي تقع في شرق افريقيا.
وقال بوش للصحفيين بعد وصوله الى بنين في اول توقف في الجولة التي تستمر ستة ايام وهي الجولة الثانية لافقر قارات العالم quot; كينيا من القضايا (التي سيتم تناولها) ... ولذلك فانني سارسل وزيرة الخارجية رايس الى هناك لتقديم المساعدة في مبادرة كوفي عنان.quot;
وقال بوش بعد اجراء محادثات مع رئيس بنين توماس بوني يايي خلال توقفه لفترة قصيرة في مطار كوتونو ان مهمة رايس quot;تهدف الى اعطاء رسالة واضحة مفادها هو انه يجب الا يكون هناك عنف وانه يجب ان يكون هناك اتفاق لاقتسام السلطة.quot;
وفي وقت لاحق وصل بوش الى تنزانيا قادما من بنين ليبدأ ثاني واطول مرحلة في جولته التي ستشمل أيضا رواندا وغانا وليبيريا.
ويحاول عنان انهاء الفوضى التي اندلعت في كينيا بعد انتخابات الرئاسة المتنازع عليها التي جرت في 27 ديسمبر كانون الاول. وتسببت الازمة الكينية في تشريد 300 ألف شخص كما أدخلت البلاد في أحلك مراحلها منذ الاستقلال عام 1963 .
وكان عنان قال ان تقدما كبيرا أحرز الاسبوع الماضي بما في ذلك الموافقة على مراجعة جهة مستقلة للانتخابات كما يسعى أيضا لاجراء اصلاحات دستورية وانتخابية.
وأكدت أكبر دبلوماسية اميركية في افريقيا جينداي فريزر ان زيارة رايس لكينيا ستدعم دور عنان. وقالت وهي تطلع الصحفيين على متن طائرة الرئاسة في الطريق الى تنزانيا quot;الان لا نريد ان نحل محل وساطة كوفي عنان.quot;
واضافت فريزر quot;الرئيس بوش لا يحتاج الى الذهاب الى كينيا في هذه المرحلة.quot;
وقالت انها تعتقد ان الرئيس الكيني كيباكي وزعيم المعارضة رايلا اودينجا يدركان انه يتعين عليهما ايجاد حل دائم يعتد به للصراع.
وقالت فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية quot;أي أفراد ... ينظر اليهم على انهم يعرقلون جهود عملية السلام واتفاقية اقتسام السلطة كما صرح الرئيس سيصبحون عرضة لمزيد من العقوبات المحتملة من جانب الولايات المتحدة.quot;
ويتجنب بوش الذي ترافقه في هذه الجولة زوجته لورا مناطق الصراع الساخنة في افريقيا ويزور خمس دول تم اختيارها بعناية لاظهار وجه مختلف للقارة التي تعاني من الفقر والحروب التي يتم تصويرها عادة في وسائل الاعلام.
وتنظر واشنطن الى رؤساء بنين وتنزانيا ورواندا وغانا وليبيريا على انهم ينتمون لجيل جديد من الزعماء الافارقة الديمقراطيين وتقدم لهم الولايات المتحدة الدعم في مجالات الصحة والتعليم وبعض التعاون العسكري.
لكن الازمات في كينيا ودارفور بغرب السودان مازالت تبدو كبيرة.
وعبر بوش مجددا وهو يتحدث في كوتونو عن دعم الولايات المتحدة لقوات حفظ السلام التابعة للقارة الافريقية والامم المتحدة التي يجري نشرها في اقليم دارفور بغرب السودان حيث ادى الصراع السياسي والعرقي هناك منذ عام 2003 الى مقتل نحو 200 الف نسمة.
وقال بوش quot;بدون شك السودان يمثل موقفا صعبا حقيقيا وصفناه بالابادة الجماعية ... وسنفرض عقوبات على البعض وندعم البعض الاخر لتقديم مساعدات على امل ان يكون هناك قوة قوية للامم المتحدة في دارفور تساعد في تخفيف المعاناة.quot;
واضاف ان الولايات المتحدة مستعدة quot;للمساعدة في تسهيلquot; نقل قوات حفظ السلام الى دارفور.
وقال بوش انه تحدث مع الرئيس الصيني هو جين تاو المؤيد الرئيسي للسودان بشأن quot;حاجتنا الى التعاون معا بشأن دارفور.quot;
وفي وقت سابق في كوتونو سلم يايي بوش أعلى وسام شرف في البلاد يمنح للزوار الاجانب.
وسيتسلط الضوء خلال زيارة بوش لافريقيا على الدعم الاميركي للمشاريع المتعلقة بالمستشفيات والمدارس ومبادرات مكافحة الايدز والملاريا التي ينظر اليها على أنها تمثل نجاحات في سياسة بوش الخارجية المثار حولها جدل بسبب تعامله مع العراق وايران وأفغانستان.
وتهدف جولة بوش لتأكيد رغبة واشنطن في ارساء شراكة جديدة تعتمد على التجارة والاستثمار وليس فقط على تقديم المساعدات الامر الذي كان يهيمن على علاقة الغرب من قبل بقارة افريقيا بعد انتهاء الاستعمار.
بوش يلقي اللوم على الديموقراطيين في زيادة خطر الهجمات الارهابية
كماصعد الرئيس الاميركي جورج بوش السبت هجومه على اعضاء مجلس النواب الديموقراطيين وقال ان التباطوء في تمديد قانون التنصت يعرض الولايات المتحدة لخطر الهجمات الارهابية.

وقال بوش quot;لقد اختار زعماء مجلس النواب السياسة بدلا من حماية البلاد -- ونتيجة لذلك فان بلادنا معرضة لخطر اكبرquot;.

وجاءت تصريحات بوش تعليقا على عدم تصويت مجلس النواب على قانون التنصت الذي ينتهي العمل به منتصف ليل السبت ويسمح للحكومة بالتنصت على المكالمات الخارجية والمراسلات الالكترونية دون الحصول على اذن مسبق.

وصادق حزب الشيوخ على مشروع قانون يجعل من قانون التنصت دائما الا ان مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديموقراطيون لم يصادق عليه قبل ان يبدأ عطلة تستمر اكثر من اسبوع، بحجة انه يحتاج الى مزيد من الوقت لدراسة المشروع.

واضاف quot;عند منتصف الليل، سيحرم وزير العدل ومدير الاستخبارات القومية من سلطاتهم بالسماح بعمليات تنصت جديدة ضد التهديدات الارهابية في الخارجquot;.واضاف quot;وهذا يعني انه مع تغيير الارهابيين لتكتيكاتهم لتجنب عمليات المراقبة التي نقوم بها، قد لا تكون لدينا الادوات التي نحتاجها لمتابعة رصدهم .. وربما نفقد ادلة مهمة يمكن ان تحول دون تعرض الولايات المتحدة لهجومquot;.

وتابع quot;لان الكونغرس اخفق في التحرك، سيكون من الاصعب على حكومتنا ان تبقيكم في امان من اي هجوم ارهابيquot;.

ويوفر المشروع كذلك الحصانة لشركات الاتصالات التي تشارك في عمليات التنصت الا ان الديموقراطيين يخشون من ان تتعدى سلطات القانون الواسعة على الحريات المدنية وقوانين الخصوصية الشخصية في البلاد.