صنعاء: أكد المشاركون في ندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية على ضرورة إعتماد تاريخ الثورة اليمنية مادة رئيسية في مناهج الدراسة في المدارس والجامعات والمنشآت التعليمية المدنية والعسكرية.ودعوا مراكز الدراسات والبحوث والباحثين المختصين والمهتمين إلى كتابة تاريخ الثورة اليمنية بحيادية تامة وإنصاف وموضوعية ومسئولية كبيرة.
وأوصى المشاركون في ندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية التي اختتمت أعمالهاأمس بصنعاء, بإعتماد ورقة العمل المقدمة من رئيس الجمهورية على عبدالله صالحالقائد الأعلى للقوات المسلحة وثيقة رئيسية للندوة وتعميمها على المناضلين والباحثين والمهتمين ووسائل الإعلام والمؤسسات التربوية والثقافية.
وأشاد المشاركون في الندوة التي نظمتها دائرة التوجيه المعنوي وصحيفة 26 سبتمبر على مدى ستة أيام بمشاركة 612 من مناضلي الثورة اليمنية, بمبادرة فخامة الرئيس واهتمامه بشهداء الثورة اليمنية وتجسيد ذلك في تحسين أوضاعهم المعيشية وتكريمهم تقديرا لمواقفهم النضالية.
كما أشادوا بمبادرة فخامته المتضمنة تعديلات دستورية تستهدف إصلاح النظام السياسي وتطوير الحكم المحلي وإقامة نظام الغرفتين سعيا إلى تعزيز الديمقراطية وتوسيع المشاركة الشعبية في الحكم.
وأكدوا أهمية استمرار عقد مثل هذه الندوات المرتبطة بتاريخ الثورة اليمنية لتوثيق كل شهادات المناضلين في مختلف المناطق وضمها إلى وثائق الندوة وإصداراتها.
وقدر المشاركون تقديرا عاليا رعاية فخامة الرئيس واهتمامه بالمناضلين بصورة عامة ومناضلي ملحمة السبعين يوما بصورة خاصة. ودعوا إلى عقد مؤتمر عام لمناضلي الثورة اليمنية (سبتمبر وأكتوبر) للوقوف أمام مستوى التمسك بأهداف الثورة ونبذ كل محاولات الخروج عن هذه الأهداف والتطاول على إرادة الشعب وخياراته ومصالح الوطن العليا وبما يعزز من الوحدة الوطنية والثقافة والفكر والقناعات الوحدوية الراسخة. وأكدوا رفضهم لكل الأصوات النشاز الداعية إلى الإضرار بالوحدة الوطنية ومحاولات العودة إلى ماضي التجزئة والتشطير والحكم الأمامي الكهنوتي.
ودعت التوصيات التي تضمنها البيان الختامي الصادر عن الندوة التي قرأها اللواء نعمان المسعودي, كافة الأحزاب والتنظيمات السياسية إلى نبذ الخلافات والابتعاد عن المزايدات والمكايدات السياسية التي تضر بالوطن ووحدته الوطنية وبالثورة ومكاسبها وأهدافها... مستهجنين أعمال العنف والخطف التي يرتكبها بعض ضعفاء النفوس من وقت إلى آخر بهدف تشويه صورة اليمن وشعبه وإلحاق أضرار كبيرة بالاقتصاد الوطني. ودعوا الأجهزة المختصة للضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن واستقراره.
وأيد المشاركون دعوات رئيس الجمهورية اليمنية علي عبد الله صالحللأشقاء في فلسطين لنبذ الخلافات وتوحيد الصف وبما يمكنهم من مواجهة العدوان الإسرائيلي الشرس الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني البطل, مباركين جهود فخامته الرامية إلى تعزيز التضامن العربي لمواجهة التحديات التي تواجهها أمتنا العربية.
وفي الجلسة الختامية للندوة عبر القاضي محمد اسماعيل الحجي مستشار رئيس الجمهورية لشؤون القضاء عن اعتزازه وتقديره لتكليفه من قبل فخامة رئيس الجمهورية بترأس الجلسة الختامية من أعمال الندوة. وأكد بان ملحمة السبعين يوما شارك فيها كل المناضلين من أبناء الشعب إلى جانب أبطال القوات المسلحة والأمن والجيش الشعبي والمقاومة الشعبية ومناضلي الثورة الأحرار.
ودعا القاضي الحجي المشاركين إلى العمل في ضوء الورقة المقدمة من فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية, وقال:quot; إن هذا الجمع الكبير في هذه الندوة يمثل توحد الوطن الكبير الذي هو نعمة من الله ويجسد واحدية النضال والثورة اليمنية... داعيا الله العلي القدير أن يوفق زعيم الأمة وباني نهضة الوطن وأبناء الشعب جميعا لبناء اليمن المزدهر والمتطور.
وكان العميد الركن يحيى عبدالله بن عبدالله نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي قد قدم إيجازا عن سير الإعداد والتحضير ونتائج التنفيذ لمسار ومحاور الندوة. وأشار إلى أنه شارك في الندوة 612 مناضلا من المقاتلين الحقيقيين الذين صنعوا ملحمة السبعين يوما.
وقال ان الندوة ناقشت من خلال 17 جلسة 120 ورقة عمل في مقدمتها ورقة فخامة رئيس الجمهورية, عكست في مجملها النماذج الإنسانية الفريدة والنادرة من المناضلين الأجلاء الذين احتلوا مكانة مرموقة وعالية في ذاكرة النضال.
وأشار إلى أنه أقيم على هامش الندوة معرض للصور والوثائق الذي احتوى على صور وثائقية نادرة نقلت للجمهور الواقع النضالي والحياتي للمناضلين المدافعين عن صنعاء إبان حرب السبعين يوما, وبلغ عدد زائريه 3220 زائرا.
وقال نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي: quot; إن هذه الندوة تجلت فيها واحدية الثورة اليمنية والرؤى والأهداف وطموحات الشعب اليمني الذي يدرك أنه لا يمكنه بلوغ طموحاته وآماله السامية إلا في ظل راية الوحدة والديمقراطية والقيادة الحكيمة ممثلة بمحقق الوحدة وقائد مسيرة الشعب نحو الغد المشرق والوضاء في يمن الحرية والتنمية والاستقرارquot;.
وفي فعاليات الاختتام قدم عدد من أبناء شهداء الثورة اليمنية وثيقة ممهورة بالدم لفخامة الرئيس على عبدالله صالح تعهدوا فيها بمواصلة السير على درب آبائهم الشهداء دفاعا عن الثورة والوحدة والديمقراطية.
وكانت الندوة قد واصلت اليوم أعمالها الختامية بقاعة الأمن المركزي برئاسة اللواء عبداللطيف ضيف الله, حيث قدم اللواء فارس سالم الشريف ورقة عمل بعنوان quot;ملحمة السبعين - توثيق دور القوات الجويةquot; تناول فيها دور الطيارين والمهندسين وجميع المقاتلين بالقوات الجوية أثناء الحصار.
وقرأ اللواء على العنسي ورقة العمل المقدمة من المناضل اللواء عبدالله عبدالسلام صبرة بعنوانquot; ملحمة السبعين يوما خلود في الوجدان الوطنيquot; التي أكدت أن حصار السبعين يوما قد مثل مفصلا هاما ومنعطفا كبيرا وحدثا وطنيا عظيما في تاريخ اليمن المعاصر، وشاءت إرادة الله أن يتمكن الشعب اليمني من الدفاع والمقاومة والانتصار لثورته وجمهوريته والتحكم في قدره ومصيره بكل ما قدمه من التضحيات بالأرواح الطاهرة والنفوس الزكية. وأشارت الورقة إلى ان ملحمة السبعين كانت هي الخلاصة لكل المجابهات والمعاناة التي استمرت سنوات عديدة.
وتناولت ورقة العمل المقدمة من الدكتور عبدالعزيز المقالح المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية المقاربات الأولية لملحمة السبعين يوما، وما ظهرت من كتابات حتى الآن عن حصار صنعاء والدروس المستخلصة من تلك الملحمة العظيمة التي أفسح لها تاريخ الثورة 26 سبتمبر و 14 أكتوبر مكانا بارزا في صفحات كتاب ملاحمه الوطنية التي لا تحصى.
فيما تحدث اللواء أحمد علي شيبان عن الأعمال القتالية في المناطق الشمالية الغربية من العاصمة صنعاء خلال فترة الحصار، مشيدا بأدوار عدد من مناضلي ملحمة السبعين يوما. وقدم العميد محمد عامر العومري مداخلة تضمنت دور الأمن المركزي في الدفاع عن النظام الجمهوري.
وتناول العميد مصلح قائد هادي في مداخلته دور اللواء العاشر في ملحمة السبعين يوما، مشيرا إلى الدور البطولي لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال تلك الملحمة البطولية عندما كان ضابطا في سلاح المدرعات يدافع عن الثورة والنظام الجمهوري.
وقدم العميد أمين عزيز الزنداني في مداخلته أسماء بعض الشخصيات التي شاركت وأسهمت في الدفاع عن العاصمة صنعاء أبان ملحمة السبعين يوما الخالدة، لاسيما من أولئك المناضلين الذين لازالت أدوارهم ومواقفهم مغمورة.
في حين تطرق الأخوان احمد علي الجلوب واحمد صالح عفيف في مداختلهما إلى طبيعة الأحداث التي دارت في بداية الحصار, واستعرضا عدد من الأسماء التي صمدت وناضلت دفاعا عن الثورة والجمهورية.
كما تم الاستماع إلى عدد من المداخلات والمناقشات الهادفة إلى أغناء الندوة واستكمال محاورها وبلوغ الأهداف المرسومة لها.
وقد عقب اللواء احمد علي حسين على بعض المداخلات حول بعض الأسماء التي تضمنتها المداخلات. فيما أشار العميد محمد حاتم إلى وقوف النقابات والتنظيمات العمالية والمواطنين إلى جانب المدافعين عن العاصمة صنعاء، مشيدا بأولئك الأبطال الذين حملوا أرواحهم على اكفهم في سبيل الانتصار للنظام الجمهوري.
وأشاد الشيخ علي حسن هادي في مداخلته بجهود دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة في الإعداد والتنظيم للندوة وما سبقتها من ندوات لتدوين تاريخ الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر. وتناول علي عبدالله الضالعي في سياق مداخلته التلاحم الجماهيري البطولي لشعبنا اليمني من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه دفاعا عن عاصمة الثورة والجمهورية.
وأوضع العميد صالح كباس رؤيته حول بعض مواقع الدفاع عن العاصمة صنعاء، مشيرا إلى دور الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب رئيس الأركان خلال ملحمة السبعين يوما في إدارة وقيادة معارك الدفاع عن العاصمة صنعاء.
من جانبه أشار العميد صالح محمد الغيل إلى دور المدفعية والدبابات أثناء التصدي لجحافل القوات الملكية ودحر الحصار، وتطرق إلى دور الأبطال المغمورين، مطالبا بإبراز أدوارهم والاهتمام بأوضاعهم.
وتحدث العميد محمد على الحضرمي عن دور المدفعية التي كانت تتخذ من مطار الرحبة موقعا لها ، وتتصدى للقوات الملكية المتواجدة في شمال العاصمة صنعاء .
في حين أشارت المداخلة التي قدمها العميد عبدالولي طاهر سعيد إلى الدور الريادي البارز لأبطال ملحمة السبعين يوما وتضحياتهم الغالية من أجل الانتصار لإرادة الوطن والثورة والجمهورية. كما تحدث الشيخ يحيى محمد القوسي محييا مناضلي ملحمة السبعين يوما الخالدة ، منوها بصمودهم في المعارك التي دارت بين القوات الجمهورية وجحافل المرتزقة في الاتجاه الجنوبي للعاصمة صنعاء وما رافق ذلك من أعمال قتالية في نقيل يسلح, مؤكدا أهمية الندوة ودورها في تدوين وتوثيق تاريخ الثورة اليمنية.
وأشارت المداخلة التي قدمها العميد أحمد السواري إلى دور جبهة التحرير الذي كان لضباطها دور حيوي وهام في الدفاع عن النظام الجمهوري، فيما قدم الأخوة صالح حسن العزاء والعقيد محمد مصلح الرباحي مداخلتين حول الأهمية البالغة التي اكتسبتها هذه الندوة باعتبار هذه الملحمة تمثل جزءا أساسيا من تاريخ الثورة اليمنية.
وتحدث العميد محمد إسماعيل الحمادي عن دور أبطال السبعين يوما في صد هجمات أعداء الثورة والجمهورية وإفشال مخطط التآمر على النظام الجمهوري، داعيا إلى أنصاف المناضلين الحقيقيين الذي صمدوا دفاعا عن عاصمة الثورة والجمهورية.
فيما تناول العميد حميد محسن طالب في مداخلته عددا من المواقف القتالية التي كان لها الأثر الأكبر في إلحاق الهزيمة بجحافل الملكيين، مشيدا بدور الأبطال الميامين الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل إنتصار الإرادة الوطنية في الثورة والجمهورية والحرية.
التعليقات