واشنطن: أوقعت القنابل التي تزرع في الطرقات المئات من عناصر مشاة البحرية الأميركية quot;مارينزquot;، بين قتيل وجريح، في العراق بسبب بيروقراطية قيادات quot;المارينز كوربquot; التي رفضت طلباً عاجلاً لتزويد القوات هناك بمركبات عسكرية مدرعة مضادة للقنابل، وفق ما خلصت له دراسة داخلية.

واتهمت الدراسة التي أعدها القسم المدني بـquot;مارينز كوربquot;، وتحصلت الأسوشيتد برس على نسخة منها، قيادات الجناح العسكري بـquot;سوء الإدارةquot; التي أدت لتعطيل تسليم المركبات المصفحة المعروفة باسم quot; مراب - MRAPquot; لأكثر من عامين.

ورجحت الدراسة التكلفة الباهظة لتلك المركبات المصفحة والضخمة الحجم، التي قد تصل إلى مليون دولار للواحدة، كإحدى العوامل المؤثرة في تأخير إرسالها للقوات الأميركية في العراق.

ووضع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، تلك المركبات المدرعة على سلم أولويات quot;البنتاغونquot;، منذ مايو/آيار العام الماضي، حيث بدأت في التدفق، وبأعداد كبيرة على قوات بلاده في العراق.

وأثبتت المركبة، التي يصل وزنها إلى 40 طناً، فعالية بالغة في حماية القوات الأميركية من المتفجرات الخارقة للدروع، السلاح الفتاك والمفضل للعناصر المسلحة والذي ساهم في إسقاط عدد كبير من خسائر الجيش الأميركي البشرية في العراق.
وعدد واضع الدراسة، فرانز جي. غيل، في بحثه بعض أوجه قصور قيادات quot;مارينز كوربquot; منها:

- فشل الجهات القائمة على الموازنة في تحديد الأضرار الناجمة عن استخدام المتفجرات الخارقة للدروع في أواخر عام 2004، وقناعتهم في مطلع عام 2005 بأن أفضل سُبل التصدي لتلك القنابل هي بإضافة مزيد من التعديلات المصفحة على مركبات quot;همفيquot; الأقل كلفة والمتداول استخدامها من قبل المارينز، والتي فشلت، وحتى ببعض الإضافات، تحجيم الخسائر التي تتسبب بها تلك المتفجرات، التي زادت قوة وفتكاً.

- ضل طلب عاجل من العميد بالجيش الأميركي دينيس هيجيك في فبراير/شباط عام 2005، لإرسال 1169 مركبة quot;مرابquot;، سبيله بسبب بيروقراطية نظام quot;مارينز كوربquot;. وجاء في طلب هيجيك- تولى قيادة القوات الأميركية غربي العراق- أن quot;المارينز ليس في مقدورهم احتمال المزيد من الخسائر الفادحة والخطيرةquot; التي تلحقها تلك المتفجرات الفتاكة فيما quot;هناك حلاً تجارياً متاحاً.quot;

- فشل بعض جهات quot;مارينز كوربquot; في إيصال مدى الحاجة الماسة والحقيقية لتلك المركبات المدرعة الأمر الذي نجم عنه إخفاق قائد القوة، الجنرال جيمس كونوي، في تقديم quot;معلومات دقيقة وغير متكاملةquot; إلى الكونغرس.

- نظر quot;قيادة التطوير القتاليquot;، التي تحدد أسلحة quot;مارينز كوربquot; إلى quot;MRAPquot; كعائق باهظ التكلفة لخططها، على المنظور البعيد، لحيازة أسلحة ومعدات خفيفة تتلاءم ورؤية القوة العسكرية كقوة تدخل سريع، ومن تلك الخطط استبدال quot;همفيquot; بأخرى تدعىquot; المركبات التكتيكية الخفيفة المشتركةquot; وأخرى مصممة لمهام الاستكشاف والاستطلاع.

- افتقاد بعض قيادات تلك القوة للخبرات التقنية المناسبة.

وأوضحت الدراسة أن مركبات quot;مرابquot; لم تتؤام مع معايير quot;التحرك السريعquot; للقوة، مما دعا quot;قيادة التطوير القتاليquot; للعزوف عن شرائها.

ووصفت الدراسة تلك السياسات بـquot;توجه الحرب الباردةquot; الذي أفضى لخنق القدرات للتحرك أثناء الأوضاع الطارئة.

وحثت المفتش العام للمارينز كورب لفتح تحقيق للوقوف على قصور بعض القيادات العسكرية أو الحكومية التي تخفق في التجاوب مع حاجيات القيادات العسكرية في أرض المعارك.

هذا وقد بدأ البنتاغون في أغسطس/آب العام الماضي في السعي لتوفير الآلاف من تلك المركبات المدرعة المضادة للألغام، والمصممة لحماية الجنود من العبوات الناسفة المزروعة على جوانب الطرق، بعد الانتقاد الذي وجه إليه بسبب التأخير في إرسال هذه المركبات إلى العراق.

وقال العميد مايكل بروغان، قائد قوات مشاة البحرية (المارينز) المسؤول عن تسلم هذه المركبات المعروفة اختصاراً بـ MRAP، إن الشركات الخمسة المصنعة لهذه المركبات سلمت المئات منها.

وأضاف أن هذه الشركات تجهد من أجل الحفاظ على التقدم المطلوب في عملية التصنيع، وفي تزويد المركبات بكل المعدات اللازمة للجنود في ساحات الحرب خارج الولايات المتحدة، ومنها أنظمة لاسلكية للتشويش على إشارات تفجير العبوات الناسفة المزروعة على الطرقات.

وتشبه هذه المركبات عربات quot;همفيquot;، إلا أنها تحتوي على عجلات كبيرة مثل تلك التي توجد في الشاحنات.

وبإمكان هذه المركبات حماية الجنود الذين في داخلها من الانفجارات الناتجة عن العبوات الناسفة، من خلال دفع قوة الانفجار إلى جانبي المركبة، وذلك بفضل درع من الفولاذ على شكل حرف V يحمي أسفل المركبة.

وتبلغ تكلفة المركبة الواحدة مليون دولار تقريباً.