بلد، العراق: قال مسؤول عسكري أميركي بارز إن تنظيم القاعدة يعمل على تصيفة حلفائه السابقين من الجماعات السنية لاختلافات أيديولوجية، فيما أظهر شريط فيديو إعدام مجموعة من السنة بدعوى عدم الولاء المطلق للحركة. وظهر في شريط الفيديو، قدمت قوات التحالف الدولية نسخة منه ، فرقة إعدام مسلحة غطى أفرادها وجوههم، وهي تصطف خلف تسعة معتقلين جاثين على الأرض أعصبت أعينهم وقيدت أيديهم خلف ظهورهم، قبيل إطلاق النار عليهم.
وذكر مسؤول عسكري من التحالف أن الشريط عُثر عليه خلال حملة دهم العام الماضي، على مقر استخدمه التنظيم لعمليات التصفية والتعذيب بالقرب من quot;سامراءquot;. وصرح الأدميرال غريغوري سميث من الجيش الأمريكي: quot;القاعدة في العراق - الحركة التي يقودها ويهيمن عليها أجانب داخل العراق، لا تقتل الجماعات السنية الرافضة لحكومة العراق أو القوات الأجنبية، بل تلك التي لا تشاركها ذات الأفكار.quot;
وتدعم العديد من المستندات، استولي على بعض منها خلال غارة سامراء، نظرية قوات التحالف أن التنظيم يشن حملة شعواء ضد حلفائه السابقين، وفق محللين عسكريين أميركيين. وقال المحللون إنه يُعرف عن القاعدة توثيق كافة أعمالها. وشهدت سامراء في فبراير/شباط عام 2006 تفجير قبة مسجد quot;العسكريةquot; الذي أدى لإشعال حرب طائفية بين السنة والشيعة، وتقع المدينة الشمالية في محافظة quot;صلاح الدينquot;، واحدة من أربع محافظات صعد التحالف عملياته العسكرية فيها لملاحقة المليشيات السنية. وأوضح مسؤولون من التحالف أن المستندات مؤشر على شرخ عميق بين التنظيم المسلح الذي يخوض مواجهات ضد القوات الدولية في العراق.
وتنتقد القاعدة، في بعض المستندات، جماعات quot;جهاديةquot; أخرى بدعوى إتباعها quot;مسار زائفquot;، فيما وصفت في مستند آخر موقف ستة جماعات سنية منشقة استهدفها التنظيم. وذكر المحللون إن القاعدة حددت بإحدى المستندات، موقعة من قبل كبار قيادات التنظيم، أُطر معارضتها للوجود الأمريكي في العراق، وتعهدها بتفادي مهاجمة المدنيين. ويشار إلى أن الولايات المتحدة دفعت، خلال الشهور القليلة الماضية، 148 مليون دولار لجماعات سنية وشيعية للمساعدة في مقاتلة المسلحين المتشددين.
وكان الجيش الأميركي في العراق قد كشف قبل أكثر من أسبوع عما قال إنها مذكرات أحد القياديين بتنظيم quot;القاعدةquot;، حيث جاء فيها أن المئات من مقاتلي التنظيم quot;الإرهابيquot; انقلبوا عليه، بعد انضمامهم إلى quot;مجالس الصحوةquot;، في القتال إلى جانب قوات التحالف ضد عناصر التنظيم. وذكر الأدميرال سميث، أن تلك المذكرات، والتي تعود لشخص يُدعى quot;أبو طارقquot;، عُثر عليها مؤخراً، خلال إحدى الحملات الأمنية التي استهدفت عناصر القاعدة بمنطقة quot;بلدquot; شمالي بغداد.
وعلق المتحدث العسكري الأميركي بالقول: quot;مذكرات أبو طارق تقدم لنا دليلاً واضحاً على أن مجموعة المواطنين المتطوعين يقومون بدور كبير في إقرار الأمن ببلدهم، من خلال إضعاف القاعدة، وتقييد حرية الحركة للعناصر الإرهابية.quot; ولا يمتلك الجيش الأميركي الكثير من المعلومات عن أبو طارق، صاحب المذكرات التي يبلغ حجمها 16 صفحة، إلا أن سميث وصفها بأنها quot;بالغة الأهمية، نظراً لأنها وثائق أصلية، إضافة إلى المعلومات المحددة التي قدمهاquot;، مشيراً إلى أنها تمثل quot;نظرة منفردة على قطاع صغير جداً من العراق.quot;
التعليقات