واشنطن: تركت 10 انتصارات متتالية للمرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الاميركية السيناتور باراك اوباما منافسته السيناتور هيلاري كلينتون دون خيارات حقيقية في المراحل المتبقية من السباق الرئاسي بل حتمت عليها الفوز بانتخابات تكساس واوهايو مطلع الشهر المقبل ان ارادت الاستمرار في مسعاها للبيت الأبيض.
وتواجه كلينتون خيارات عدة في استراتيجيتها لمواجهة الزخم الذي اكتسبه اوباما بعد سلسلة انتصاراته اذ ينبغي عليها ان تقرر ما اذا كانت ستزيد من هجماتها عليه او ستعزز في المقابل من رسالتها وتركز في الحديث على خبرتها ومواقفها من القضايا الرئيسية لدى الناخبين.
وعلى الرغم من ان كلينتون حاولت استخدام كلا الاسلوبين في السابق الا انهما لم يساعداها في الحد من شعبية اوباما الطاغية التي منحته 10 انتصارات متتالية كان اخرها امس بنسبة 76 الى 24 في المئة في ولاية هاواي و 58 الى 41 في المئة في ولاية ويسكونسن.
وحاولت كلينتون قبل معركة ويسكونسن امس التركيز على ان اوباما يقدم quot;خطابا حماسيا فقط خاليا من الخطط والقضايا الرئيسيةquot; كما اتهمته باستخدام جمل حصل عليها من حاكم ماساشوستس ديفال باتريك وهو احد مؤيدي اوباما وذو اصول افريقية ايضا.
ولم تفلح تلك الانتقادات في وقف انتصارات اوباما بل ان الناخبين اعتبروها غير عادلة وذلك بعد ان قلل اوباما منها واكد ان هناك صداقة تربطه بباتريك وانهما يتشاوران حول الاستراتيجيات الواجب اتباعها في حملته الانتخابية.
ومما ضاعف من مشكلات كلينتون تمكن اوباما من النفاذ الى قاعدة مؤيديها من الفئات الاقل تعليما والعمال وكبار السن مع قيامه في الوقت ذاته بتعزيز شعبيته لدى الشباب والحاصلين على شهادات جامعية والفئات الاكثر دخلا.
ووفقا لنتائج انتخابات الامس فقد حصل اوباما على 53 في المئة من اصوات البيض في ويسكونسن مقابل 41 في المئة في انتخابات quot;الثلاثاء الكبيرquot; مطلع الشهر الحالي كما فاز بنسبة 48 في المئة من تأييد النساء بارتفاع 7 نقاط مئوية وبنسبة 39 في المئة من اصوات كبار السن بزيادة 8 نقاط مئوية وبنسبة 50 في المئة من اصوات غير الحاصلين على شهادات جامعية بزيادة 8 نقاط مئوية عن انتخابات quot;الثلاثاء الكبيرquot;.
وامتدت مكاسب اوباما لدى الناخبين الكاثوليك حيث حصل على نصف اصواتهم في ويسكونسن بزيادة تجاوزت نحو 15 نقطة مئوية كما عزز من موقفه لدى الناخبين الذين يعتبرون الاقتصاد اهم قضاياهم فحصل على تأييد 55 في المئة منهم مقابل 44 في المئة في الخامس من فبراير.
وعلى الرغم من انتصارات اوباما فان كلينتون تعول بشكل اساسي على 3 ولايات رئيسية هي تكساس واوهايو اللتان تعقدان انتخاباتهما في الرابع من مارس المقبل وبنسلفانيا التي تعقد انتخاباتها في شهر ابريل القادم الا ان قدرة اوباما على النفاذ الى قاعدة كلينتون الرئيسية تهدد تلك الطموحات.
وتستند كلينتون في طموحاتها بالفوز بانتخابات تكساس واوهايو الى ان ثلث الناخبين في الولاية الاولى هم من ذوي الاصول اللاتينية كما ان غالبية سكان الولاية الثانية هم من العمال واصحاب الدخول الاقل فيما يحتفظ اوباما بامل مواصلة سلسلة انتصاراته وضم هاتين الولايتين الى سجله بفضل صعود شعبيته لدى ذوي الاصول اللاتينية كما اظهرت نتائج الانتخابات في ولايتي فيرجينيا وميريلاند الاسبوع الماضي ولدى العمال كما اظهرت انتخابات الامس في ويسكونسن.
ويخوض المتنافسان مناظرة تليفزيونية مساء غد في ولاية تكساس تعول عليها كلينتون لتعزيز تقدمها الضئيل في الولاية والحصول على فوز كبير في ولايتين تضمان اكثر من 300 وفد انتخابي في سباق يتقدم فيه اوباما على كلينتون بنحو 71 وفدا حتى الأن.
ومع بزوغ نجم اوباما وفوزه بالجولة تلو الأخرى ركز الجمهوريون نظرهم على منافسهم المحتمل في الانتخابات الرئاسية العامة حيث بدأ المرشح الجمهوري الأوفر حظا السيناتور جون ماكين (71 عاما) في شن هجمات متتالية على اوباما (46 عاما) والتقليل من خبرته العملية.
ويحتفظ ماكين بتفوق هائل على اقرب منافسيه حاكم اركانساس السابق مايك هاكبي الذي يحتاج الى معجزة حقيقية لمنع ماكين من حسم الترشح رسميا عن الحزب الجمهوري واستغلال تضاؤل شعبية ماكين لدى المحافظين من حزبه الذين يفضلون هاكبي.