وزراء الخارجية العرب يؤكدون الالتزام بالسلام العادل

نبيل شرف الدين من القاهرة : لوح مجلس وزراء الخارجية العرب بسحب مبادرة السلام العربية بشأن الشرق الأوسط في غياب أي رد إيجابي عليها من جانب إسرائيل، كما جدد الوزراء العرب التأكيد على التزامهم بالمبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية، إضافة لدعوة كل القوى السياسية اللبنانية للتجاوب مع جهود الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في هذا الصدد، الذي أشار بدوره إلى أنه إذا لم يتم انتخاب رئيس لبناني قبل القمة فإن الدعوة ستوجه إلى لبنان بالطريقة المناسبة وطبقا للدستور اللبناني إلي الحكومة التي تتولى السلطة في ظل الفراغ الرئاسي الراهن في لبنان. وقال الوزراء العرب في بيانهم الختامي quot;يعبر المجلس عن موقفه من أن مبادرة السلام العربية لا ينبغي أن تظل قائمة من دون تجاوب حقيقي من إسرائيل مع طرحها وتنفيذها إلى جانب المرجعيات الدولية الأخرى، والتي لم تحدث التحرك المطلوبquot;. وطالب وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم بتوفير حماية دولية للفلسطينيين، مجددا في الوقت ذاته التأكيد على المبادرة العربية الخاصة بحل الأزمة اللبنانية .

جاء ذلك في البيان الذي ألقاه محمود علي يوسف وزير خارجية جيبوتي رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب، خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى .

الأزمة اللبنانية

ولدى مغادرته مصر التقى الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي مع منوشهر متقي، وزير خارجية إيران، الذي كان قد توقف بمطار القاهرة قادما من جنيف، كما التقى الفيصل أيضاً مع ديفيد وولش مساعد وزيرة الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الاوسط عقب وصوله إلى القاهرة قادما من عمان.

وفي ختام اجتماع استمر أكثر من ست ساعات، خرج وزراء الخارجية العرب بقرار أعادوا فيه التأكيد على التزامهم بالمبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية ودعوة القيادات السياسية اللبنانية إلى إنجاز انتخاب المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان في الموعد المقرر والاتفاق على أسس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في أسرع وقت ممكنquot; .

وبينما اكتفى مجلس الجامعة بالتأكيد على المبادرة العربية بعناصرها الثلاثة ودعم جهود الأمين العام عمرو موسى والطلب منه الاستمرار في جهوده بما يحقق الأهداف المنشودة، فقد أكد الوزراء العرب مبادرة الحلول المتكاملة بشأن الأزمة اللبنانية التي جاءت في بيان المجلس رقم 113 بتاريخ 5 يناير 2008 ورقم 116 بتاريخ 27 يناير 2008.

ودعا البيان قيادات الأغلبية والمعارضة النيابية إلى التجاوب مع جهود الأمين العام لتنفيذ المبادرة والتوصل إلى توافق بشأنها دون إبطاء، وذلك في ضوء ما تم إحرازه من تقدم في لقاءات الاجتماع الرباعي السابقة، كما دعا إلى العمل على وضع العلاقات السورية اللبنانية على المسار الصحيح وبما يحقق مصالح البلدين، وتكليف الأمين العام البدء في العمل على تحقيق ذلك .

الأزمة الفلسطينية

وطالب وزراء الخارجية كل الأطراف الفلسطينية بالبدء في حوار وطني يحقق الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني، كما طالبها بالتجاوب مع الجهود العربية المبذولة في هذا الصدد على أساس اتفاق مكة وإعلان القاهرة والمبادرة اليمنية .
وقال البيان انه في ضوء هذه التطورات البالغة الخطورة ، يؤكد المجلس حرصه على الحفاظ على المصالح العربية بالشكل الذي يراه مناسبا ، وسوف يرفع للقمة تقييما لهذا الوضع ومقترحات بشأنه وما تتطلبه التطورات من مراجعة للاستراتيجية التي انتهجتها الدول العربية تجاه جهود إحياء عملية السلام .

وأدان المجلس quot;الجرائم الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي أدت إلى سقوط المئات من الشهداء والجرحى المدنيين وخلفت دمارا واسعا في المرافق الحيوية في غزة، وأصابت الحياة المعيشية اليومية للفلسطينيين بأفدح الخسائر في خرق لكافة القوانين الدولية والإنسانية واتفاقيات جنيف الخاصة بمعاملة السكان المدنيين تحت الاحتلال بما يتطلب اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل أجواء تهدد فيه قيادات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب محرقة quot;هولوكوستquot; ضد الشعب الفلسطيني، كما يسجل هذه الجرائم الإسرائيلية كجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لاتخاذ الإجراءات اللازمة إزاءهاquot; .

ومضى البيان قائلاً إنه quot;في ظل خطورة هذا الوضع ، أجرى المجلس تقييما للأوضاع في الأراضي الفلسطينية جراء عدم التزام إسرائيل بأهداف مؤتمر انابوليس والتفاهمات التي سبقت انعقاده وخروجها على النتائج المتفق عليها للمؤتمر وعدم وجود آلية تضمن وفاء إسرائيل بالتزاماتها ومنعها من الاستمرار في عدوانها ومن المضي في سياسة العقوبات الجماعية المناهضة لكل القوانين الدولية والإنسانية واتفاقيات جنيف الخاصة بمعاملة المدنيين تحت الاحتلال، بالإضافة إلى عدم إظهار إسرائيل الجدية تجاه ما قدم من مقترحات للسلام ومن ضمنها المبادرة العربيةquot;.

يذكر أن مبادرة السلام العربية التي وضعتها السعودية في الأصل، تبنتها القمة العربية في بيروت في آذار (مارس) 2002، وأعيد تحريكها في آذار (مارس) 2007 في القمة التي عقدت في الرياض.