الدوحة: أكد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثانى رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية أن حل المشاكل المتعلقة بالامن فى المنطقة يكمن فى العمل الدولى المشترك المستند على القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة وقررات الشرعية الدولية ومبادىء العدل والانصاف مشيرا الى ان فى مقدمة هذه المشاكل والصراعات التى تنتظر الحل quot;القضية الفلسطينية والصراع فى الشرق الاوسط وتحقيق الاستقرار فى العراق وحل ازمة الملف النووي الايرانيquot;.

وشدد فى كلمة القاها مساء اليوم تحت عنوان quot;امن منطقة الخليج الى اينquot; ضمن فعاليات مهرجان الدوحة الثقافي السابع على ان امن الخليج سيبقى فى النهاية مسوءولية ابنائه لافتا الى انه يعتمد بصفة رئيسة على بناء الثقة المتبادلة والاعتماد على الذات. واكد وجوب عدم اغفال تحديات العولمة عند التعامل مع مسالة الامن فى المنطقة لان النظرة الاقليمية البحتة لمفهوم الامن قاصرة عن اصابة الهدف.

واوضح رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بان امن الخليج بات ظاهرة اقليمية ودولية تضم فى طياتها مجموعة من العلاقات المتشابكة والمتداخلة التى تخص امن الطاقة والارهاب وانتشار اسلحة الدمار الشامل والنزاعات القائمة معربا عن اعتقاده بانه لايمكن مقارنة التقدم الكبير فى علاقات التعاون بين دول الخليج فى الميدان الاقتصادى بالتعاون على الصعيد الامني والسياسي.

ودعا دول الخليج الى استغلال مواردها النفطية الهائلة فى تعزيز التنمية الاقتصادية ليس فقط على الصعيد الداخلى بل على مستوى المنطقة كما شدد على ضرورة التوصل الى موقف خليجي مشترك فى مواجهة القضايا الامنية الاقليمية الهامة بحيث تصاغ السياسات الاقليمية ليس انطلاقا من ردود الفعل وانما من مسار واضح للسياسات المتفق عليها.

وطالب دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بوضع الية مناسبة تبدأ بصياغة برنامج امني شامل مع ادراك لهذه الغاية عند تعاطيهم مع مسالة ترتيبات الامن الشامل لها وقال ان هناك مصلحة مشتركة للجميع فى المنطقة وخارجها لتحقيق وادامة الامن فى المنطقة معربا عن يقينه بوجوب النهوض بهذه المسوءولية بصورة جماعية على اساس مفهوم الشراكة الاستراتيجية للاطراف كافة.

واكد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثانى ان الشراكة الاستراتيجية لايمكن ان تستقيم بالمواقف الانفرادية وبمعزل عن التعاون الواضح الذى يستند على الاحترام المتبادل للمصالح والشفافية والاستعداد لتقديم التنازلات المتقابلة وقال quot;فى مجال الامن بالذات يملى الواقع علينا ان يتم التشاور مع دول المنطقة من قبل شركائنا الرئيسيين قبل ان تحصل الصعوبات والمازق التى تنجم عن سياسات ومواقف انفراديةquot;.

واشار الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثانى الى ان هذه العناصر المطلوبة لتحقيق امن المنطقة كانت المحور الرئيسى فى الكلمة الافتتاحية لسمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثانى امير دولة قطر فى قمة مجلس التعاون التى انعقدت بالدوحة فى اوائل ديسمبر الماضى. وقال رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري quot;اذا كنا نتساءل الى اين يمضى امن المنطقة فان الجواب على ذلك كما اشارت كلمة سمو امير البلاد المفدى ينحصر فى مضاعفة الجهد المشترك للحفاظ على المكتسبات التى تحققت حتى الان والارتقاء بها الى معدلات أعلى ونزع فتيل الازمات المتصاعدة لكى لايفلت زمام الامورquot; واكد ان دولة قطر ماضية فى هذه السياسة بحكمة مع الاعتماد على النفس وسلوك سبيل الحوار والتفاعل مع الاخرين لتحقيق المصلحة المشتركة.

كما أكد الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثانى ان منطقة الخليج تتمتع باهمية استراتيجية استثنائية بالنسبة الى دول العالم نظرا لموقعها الجغرافى المتميز وثرواتها الضخمة الثابتة من احتياطيات النفط والغاز لافتا الى انه ومن هذا المنطلق كان التعامل مع المنطقة من الناحية التاريخية فرعا من فروع مفهوم الامن العالمى من الناحيتين السياسية والاقتصادية وبالتالى محلا للمصالح الحيوية للدول الكبرى. واوضح بان موضوع امن هذه المنطقة موضوع مهم يشغل تفكير الساسة والمواطنين على حد سواء وهو يقتضى التأمل فى وضع المنطقة من زاوية quot;اين نحن من الامنquot;.

وأضاف quot;هل هو متوفر حاليا وما هى عناصره والياته وماهى افاقه المستقبليةquot; واشار الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثانى الى ان تحديد مفهوم الامن شهد تطورا ملموسا اذ هو اليوم مفهوم شامل يضم كل ما يمت بصلة للامن الانسانى حيث لم يعد الامن مقتصرا على حماية حدود الدولة من التهديد بعد ان اصبح الشاغل الرئيسى للشعوب اليوم لمواجهة الحياة المتمثلة بديمومة العمل والدخل والصحة وسلامة البيئة والقضاء على الجريمة واحترام حقوق الانسان. واعرب عن اعتقاده بانه عند الحديث عن الامن فى المنطقة ينبغى ان ننطلق من مفهومه الشامل وليس من مجرد الجانب السياسى فقط.

وقال أن الامن السياسى لايمكن ان يتحقق بدون توفر الامن الاقتصادى موضحا بانه منعا لاية حلقة مفرغة نتيجة هذا الارتباط يجب ان نولى اقصى درجات الاهتمام لعملية الاصلاح التى تتوطد بموجبها دعائم الدولة العصرية التى تعتمد الديموقراطية القائمة على الدستور والقانون والموءسسات وحقوق الانسان فى مجتمع تسوده فى خط متواز سياسة التحديث والتنمية من اجل توفير الامن الانسانى للمواطنين.

واضاف ان تحقيق هذا الهدف بسياسات نابعة من ارادتنا الذاتية يجعلنا قادرين على التعامل مع العالم من موقع الشريك الموءثر وليس مجرد المتلقى الذى لاسبيل له سوى قبول ما يعرض من الاخرين معتبرا ان هذا هو التحدى الرئيسى وخاصة على الصعيد الداخلى وهو تحد يبدو من بعض الموءشرات ان دول المنطقة قد بدات فى مواجهته ولو بدرجات متفاوتة. واوضح الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثانى فى ختام كلمته بانه ولكى يثمر هذا النهج ينبغى تحقيق الاستقرار السياسى والامنى فى المنطقة على اساس حل النزاعات الثنائية والصراعات الاقليمية ونبذ استخدام القوة المسلحة ونزع اسلحة الدمار الشامل واخلاء المنطقة منها بدون استثناء اي دولة.