لندن: قالت الشرطة البريطانية إنها عثرت على جثة قائد شرطة مانشستر، مايكل تود، الذي سبق له أن قاد التحقيق في ملف يطال تعاون لندن مع وكالة الإستخبارات الأميركية CIA في قضية quot;السجون الطائرةquot; القائمة على اختطاف مشتبهين بالإرهاب ونقلهم سراً عبر عدد من المطارات الدولية. وأعلن نائب قائد شرطة مانشستر، ديف واتون، أن تود، وجد ميتاً في quot;سنودونياquot; الواقعة على بعد حوالي 240 ميلا شمال غربي لندن، بعدما خرج الاثنين للتنزه في يوم عطلته، واعتبر مفقوداً منذ ذلك الحين.

وقال واتون، إن تود، الذي قاد التحقيق في قضية تعاون لندن مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في تنفيذ رحلات جوية سرية لنقل المشتبهين بـquot;الإرهابquot; دون إجراءات رسمية quot;قد وجد ميتاquot; لافتاً إلى أنه لم يتم بعد التعرف رسميا على الجثة، التي أضاف أنها quot;تعود لتود على الأرجح.quot; ورفض نائب قائد شرطة مانشستر تحديد أسباب وفاة قائده، قائلاً إن الطبيب الشرعي سيحقق في الأسباب، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل، وفقاً لأسوشيتد برس.

وكان تود قد انتخب نائبا لرئيس رابطة كبار ضباط الشرطة في إنجلترا وويلز عام 2006، وقد كلفته الرابطة بقيادة التحقيق في اتهامات بأن لندن سمحت لـ CIA باستخدام مطارات البلد لنقل المشتبهين بالإرهاب إلى بلدان أخرى دون جلسات استماع، في الفضيحة التي عرفت باسم quot;السجون الطائرة.quot;

وخلص تحقيق تود في يونيو/حزيران الماضي إلى استنتاج عدم وجود دليل لدعم هذه الإدعاءات، لتعود لندن الشهر الماضي لتقر بأن الولايات المتحدة استخدمت أحد المراكز النائية العائدة لها في المحيط الهندي لتزويد طائراتها بالوقود خلال رحلات نقل سرية لمعتقلين تعتقد واشنطن أنهم على صلة بالإرهاب.

وأقرت وزارة الخارجية البريطانية الخميس، بأن الرحلات السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، الخاصة بنقل quot;إرهابيين مشتبهينquot; إلى دول تسمح بتعذيبهم، استخدمت قواعد بريطانية. فقد أعلن وزير الخارجية، ديفيد ميليباند، أمام مجلس العموم، أن رحلتين من ذلك البرنامج حطتا في قاعدة quot;دييغو غارسياquot; البريطانية بالمحيط الهندي. وأضاف ميليباند أن هذا الاعتراف باستخدام وكالة الاستخبارات الأميركية لأراض بريطانية في رحلاتها السرية، التي أثارت جدلاً واسعاً في أوروبا، يأتي في ضوء quot;معلومات جديدةquot; حصلت عليها لندن مؤخراً من واشنطن.

وكانت العديد من الدول الأوروبية قد طلبت من الولايات المتحدة تقديم quot;توضيحاتquot; بشأن قضية quot;السجون الطائرةquot;، التي كشفت عنها صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية، أواخر العام 2005. وفي وقت لاحق من العام نفسه، أبدت الإدارة الأميركية استعدادها للإدلاء بتوضيحات حول قضية السجون السرية في أوروبا، تلبية لمطالب رسمية مقدمة من الاتحاد الأوروبي.

وفي أبريل/ نيسان من العام 2006، كشفت منظمة العفو الدولية quot;أمنستيquot;، أن CIA استخدمت شركات طيران خاصة وشركات أخرى كواجهات، كما استخدمت أحياناً المجال الجوي الأوروبي، لاعتقال أو نقل مشتبهين بالإرهاب، إلى مواقع سرية أو نقلهم إلى دول تتغاضى عن التعذيب.