تايبه : تنتخب تايون السبت رئيسا لها في وقت اعرب فيه المرشحان للرئاسة عن عزمهما التقرب من بكين خلال حملة تمحورت حول العلاقة مع البلد الشيوعي المجاور الذي وجهت اليه انتقادات عنيفة بسبب ادارته للازمة في التيبت.ويبدو ان مرشح الحزب الديموقراطي التقدمي الحاكم منذ ثماني سنوات فرانك هسيه الذي يقدم نفسه على انه الضامن الوحيد للسيادة الوطنية في وجه طموح الصين الى اعادة ضم الجزيرة، قد خفف لهجته حيال بكين.

وقد وعد هسيه الذي كان لا يزال حتى الخميس يستنكر القمع الصيني في التيبت معتبرا انه مقدمة لاجتياح تايوان، الجمعة في اليوم الاخير من الحملة الانتخابية باعادة فتح حوار على مستوى عال في حال الفوز.وقال خلال مؤتمر صحافي عقده في تايبه quot;سافتح الحوار مجددا لاسيما مع الصينquot; مضيفا ان quot;الحزب الديموقراطي التقدمي تعرض في السابق للانتقادات بحجة عدم الانفتاح لكني ساسعى الى التسوية. سابذل قصارى جهدي. انني اتعهد ذلكquot;.

والحوار السياسي مع الصين في طريق مسدود منذ تولي الحزب الديموقراطي التقدمي السلطة في العام 2000 عندما انهى حكم حزب كوومينتانغ الذي استمر 51 عاما. وتميزت ولايتا الرئيس الحالي شين شوي-بان بعدم الثقة حيال الصين الشيوعية.وفي عرض قوة بات معهودا، غالبا ما تنظم تايبه عروضا عسكرية تتضمن مرور دبابات وصواريخ وتتعهد الدفاع عن الجزيرة حتى الرمق الاخير. اما بكين فتحض الجزيرة quot;المتمردةquot; على العودة الى quot;الوطن الامquot; رغم اعلان استقلالها قبل حوالى 60 عاما.

ودعا ما ينغ-جيو مرشح حزب كوومينتانغ المعارض والمؤيد لحصول انفراج في العلاقات مع بكين، الجمعة كذلك الى علاقات افضل مع العملاق الاسيوي وهو موضوع شكل حجر الزاوية في حملته الانتخابية.وايد التوصل الى quot;اتفاقية سلامquot; وتشكيل سوق مشتركة مع النظام الشيوعي.وبعدما دان باشد العبارات وبطريقة غير اعتيادية القمع quot;الوحشي والغبيquot; للصين في مقاطعة التيبت التي تتمع بحكم ذاتي، عاد مرشح المعارضة الجمعة الى تصريحات اكثر اعتدالا.وقال لاذاعة محلية quot;بعد الانتخاب ساعتمد سياسة اكثر ليونة لتحسين العلاقات على جانبي المضيقquot;.

وساهمت هذه التصريحات الايجابية حيال النظام الشيوعي الشريك التجاري الاول لجزيرة تايوان في تحسن بورصة تايبه.وانتخابات السبت تترافق مع استفتاءين. يتعلق الاول بمبادرة للحزب الديموقراطي التقدمي تدعو الناخبين البالغ عددهم 17 مليونا الى ابداء رأيهم حول احتمال انضمام الجزيرة الى الامم المتحدة تحت اسم تايوان.

اما الاستفتاء الثاني الذي اقترحه الحزب المعارض فيطلب من الناخبين ما اذا كان ينبغي على البلاد الانضمام الى الامم المتحدة وتحت اي اسم.وقد خسرت جمهورية الصين، وهو الاسم الرسمي لتايوان، في العام 1971 مقعدها في الامم المتحدة الذي تشغله منذ ذلك الحين جمهورية الصين الشعبية. وقد عطلت الصين في كل مرة محاولات تايبه (حوالى عشر محاولات) لاستعادة هذا المقعد.

والاستفتاءان اللذان لهما بعد رمزي خصوصا ويجب ان يصوت فيهما 50% من الناخبين لاعتماد نتائجهما، اثارا استياء جزء من المجتمع الدولي ولا سيما الولايات المتحدة.ودانت الصين هذا quot;الاجراء الخطرquot; خشية ان يكون الاستفتاءان مقدمة لاستفتاء حول استقلال الجزيرة.