نابلس: شهد والدا ناشطة السلام الأميركية، ريتشل كوري، التي لقيت مصرعها في غزة بواسطة جرافة (بولدوزر) تابعة للجيش الإسرائيلي، إحياء للذكرى الخامسة لوفاتها، الخميس عبر إقامة نصب تكريمي صغير في الضفة الغربية.

وكانت كوري تبلغ من العمر 23 عاماً، عندما دهمتها جرافة إسرائيلية عام 2003، بينما كانت تحاول إيقاف هدم منزل لأحد المواطنين الفلسطينيين. وآنذاك، قال سائق الجرافة التابعة للجيش الإسرائيلي إنه لم يرها (ريتشل)، وقال الجيش الإسرائيلي إن وفاتها كانت حادثة، وفقاً للأسوشيتد برس.

وبهذه المناسبة الخميس، حضر حوالي 150 فلسطينياً وأجنبياً مراسم ذكراها، حيث اجتمعوا في مدينة نابلس بالضفة الغربية، وتقدمهم والدا كوري، سيندي وكريغ، بينما حمل بعضهم صوراً لريتشل، التي ولدت في مدينة أولمبيا بواشنطن. وهذه ليست المرة الأولى التي يعود فيها والدا ريتشل إلى الأراضي الفلسطينية، فقد عادا مراراً، وزارا مدينة رفح جنوبي غزة، حيث قتلت ريتشل.

وقالت سيندي كوري للحشد، إن ابنتها اعتقدت بأن فلسطين قد تكون quot;مصدر أمل للناس المناضلين في كافة أنحاء العالم.quot;

هذا ولم يتطرق والدا كوري للأسباب وراء إقامة حفل التكريم لابنتهم الراحلة في الضفة الغربية بدلاً من غزة، التي يجتاحها العنف بين الفينة والأخرى وتخضع للحصار المشدد حالياً، وبخاصة في أعقاب سيطرة حركة حماس عليها.

وحاول والدا ريتشل كوري مقاضاة شركة quot;كاتربيلارquot; الأميركية التي تقوم بتصنيع الجرافات، ومن بينها تلك التي قتلت ابنتهم في غزة، محاولين أن يحملوا الشركة مسؤولية المساعدة والتحريض على انتهاك حقوق الإنسان، بتدمير منازل المدنيين. وتتحمل الحكومة الأميركية كافة تكاليف جرافات كاتربيلار التي تباع إلى إسرائيل.

ورفضت محكمة أمريكية الدعوى القضائية التي رفعها والدا كوري بحجة أن الأمر يتعلق بقضايا السياسة الخارجية، ومن الأفضل ترك الأمور للبيت الأبيض والكونغرس. يذكر أن إسرائيل عشرات المنازل على حدود مصر وغزة، لكي توسع منطقة عسكرية عازلة كانت تخضع لسيطرتها قبل انسحابها مكن غزة في العام 2005.