كامل الشيرازي من الجزائر: رأى رئيس الوزراء الجزائري الأسبق مولود حمروش، السبت، أنّ ظاهرة (الإسلاماوية) التي شهدت تصاعدا لافتا في الجزائر منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، quot; أنتجها نظام بلاده، ولم تفرزها الديمقراطيةquot;، وتصورّ الرجل أنّ الانتخابات التي اكتسحتها جبهة الإنقاذ المحظورة منذ أول اقتراع تعددي في تاريخ البلاد ndash;صيف 1990- لم تكن ndash;بحسبه- سوى آلية مكنّت الإسلاميين من البروز بطريقة محددة.
ورفض مولود حمروش الذي ترشّح للانتخابات الرئاسية الجزائرية ربيع 1999، قبل أن ينسحب في آخر لحظة، نظرية quot;إيجاد صناديق الاقتراع للإسلاميينquot;، مقللا من شأن مجمل العمليات الانتخابية في بلاده، قائلا أنّ هذه الانتخابات ما هي إلاّ وسيلة لتنظيم وصول مرشحين إلى السلطة تم اختيارهم سلفا، كما أوعز الرجل أنّ الحرية تمثل التحدي الحقيقي المطروح اليوم في الجزائر، أما الديمقراطية فليست سوى إحدى نتائجها، مثلما قال.
وشدّد حمروش في تصريحات صحفية، على ضرورة تموقع القانون كسلطة حقيقية في الجزائر وليس كمجموعات بعينها، معتبرا أنّ التيار الإسلامي ليس في الجزائر فحسب، بل في عموم الدول العربية، لا يبحث عن تغيير النظام السياسي، بل لاستخلافه، وهذا ما يدفع الأنظمة الحاكمة إلى التحالف مع ناشطيه بغرض استيعابهم في منظومة الحكم. ولم يتردد حمروش عن انتقاد الأحزاب الإسلامية في الجزائر، وأعاب عليها ما سماه quot;جهلها الكبير بأهمية الدولةquot;، ذاهبا إلى مهاجمة تمظهر الإسلاميين كمهتمين فقط بفكرة الحكم والتسيير بدون الدولة، وهو ما اعتبره quot;ضلالا كبيراquot;.
ولاحظ الرجل أنّ السلطة الجزائرية مخطئة حين تعتقد بأنّ بإمكانها أن تحافظ على الوضع القائم إن هي تمادت في رفضها لإجراء أي إصلاحات سياسية واقتصادية ما أورث بحسبه انغلاق البلاد على نفسها، متوقعا اتجاه الأوضاع نحو التعفّن، إن لم يجري احترام القانون وتفعيل مسار الانخراط في تغيير منهجي شامل، يتجاوز اتساع الهوة بين الحكام والشعب.
وتقول مصادر مقربة من مولود حمروش الذي لم يخف اهتمامه باعتلاء كرسي الرئاسة في الجزائر، يحضر لإنضاج مبادرته السياسية مع حليفيه الزعيم التاريخي حسين آيت أحمد وعميد السياسيين الجزائريين عبد الحميد مهري، في مسعى مشترك لإصلاح الوضع السياسي وإنهاء الأزمة المزمنة في البلاد، وكذا تفعيل ما يسميه الثلاثة ''مسار دمقرطة السلطة وممارستها ورقابتها''، ونتظر مراقبون خطوات مؤثرة لحمروش في غضون المرحلة القادمة، قبيل الانتخابات الرئاسية في الجزائر المزمع إقامتها في أبريل/نيسان 2009.
التعليقات