موسكو: قالت روسيا ان مفرزة إضافية من قواتها بدأت تصل الى اقليم أبخازيا الانفصالي في جورجيا في إجراء وصفته تفليس بأنه عدوان عسكري غير مشروع.

وأعلنت روسيا هذا الاسبوع أنها سترسل مئات الجنود الإضافيين لحفظ السلام الى الاقليم الصغير المساحة المطل على البحر الاسود للتصدي لما تقول انها خطط جورجيا لشن هجوم على انفصاليين تساندهم موسكو في المنطقة.

واستدعت جورجيا السفير الروسي للاحتجاج على نشر هذه القوات وقالت انها زادت من التوتر في المنطقة حيث خاض انفصاليون حربا ضد القوات الجورجية في التسعينات.

وقالت وزارة الدفاع الروسية ان قوة حفظ السلام ستظل في إطار حد الثلاثة آلاف المسموح به في اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة عام 1994.

وبث التلفزيون الرسمي الروسي لقطات لطابور من الشاحنات والمركبات المدرعة التابعة للجيش الروسي وهي تسير عبر مدينة سوخومي أكبر المدن في اقليم أبخازيا.

وقالت الوزارة في بيان نشرته الوكالة الروسية للاعلام quot;المفرزة تستكمل تركيز الوحدات في مواقع انتشارها.

quot;قوات حفظ السلام الروسية بدأت تعد مخازن الاسلحة ومواقف المركبات وأماكن الطهي في الميدان. العملية جارية لحراسة نقاط الانتشار وتزويد نقاط القيادة ونظم الاتصالات بالمعدات.quot;

وقال دبلوماسيون ان روسيا ترسل حوالي 1200 جندي اضافي الى المنطقة مع ان مسؤولين في موسكو لم يقدموا أرقاما عن حجم تعزيزاتهم.

وقال ديفيد باكرادزة وهو مبعوث رئاسي جورجي خاص للصحفيين في تفليس quot; اننا قلقون للغاية من قرار روسيا بزيادة وجودها العسكري في ابخازيا.quot;

وقال quot;بموجب القانون الدولي فان نشر اي قوة عسكرية دون موافقة الدولة ذات السيادة يعرف بوضوح على انه عمل عدواني. لذلك فان ما نواجهه حاليا هو عمل عدواني عسكري روسي في ابخازيا.quot;

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان الولايات المتحدة تشعر quot;بقلق كبيرquot; من نشر روسيا قوات اضافية في ابخازيا وقالت انها ستثير المسألة حينما تلقى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في لندن اليوم الجمعة.

وقالت رايس للصحفيين حينما وصلت الى لندن quot;من المهم للغاية ان تحترم روسيا سلامة اراضي جورجيا وسيادتها. وابخازيا وجنوب اوسيتيا هما جزءان لا يتجزان من جورجيا. هما ليسا اراضي منفصلة بشكل ما عن الدولة الجورجية.quot;

واضافت قولها quot;لقد تحدثت الى الجورجيين والروس لاقول لهم لا تدعوا هذه الامور تخرج عن نطاق السيطرة.quot;

وكان اقليم أبخازيا وهو قطاع يطل على البحر الاسود ساحة ترفيه للنخبة السوفيتية. ونال منه الدمار خلال القتال بين القوات الانفصالية وقوات جورجيا خلال التسعينيات.

ولايزال الاقليم معترفا به دوليا كجزء من جورجيا لكنه يدير نفسه بدعم من روسيا منذ انتهاء القتال.

وتقول جورجيا التي أثارت غضب موسكو بسبب سعيها لنيل عضوية حلف شمال الاطلسي والتي تعد طريقا مهما لصادرات الطاقة ان قوات حفظ السلام الروسية منحازة للانفصاليين وتسعى لحشد التأييد من أجل ابدالها بقوات متعددة الجنسيات.ونفت أي خطط لها لمهاجمة أبخازيا.ويقول الجنرالات الروس ان قواتهم لحفظ السلام تمنع وقوع حمام دم عرقي في البلاد.

وجاء نشر القوات بعد اعلان موسكو انها ستوطد العلاقات مع الانفصاليين وبعد مزاعم من تفليس بأن موسكو أسقطت طائرة تجسس جورجية بدون طيار الامر الذي نفته موسكو.

ويقول دبلوماسيون غربيون ان التحركات الروسية زادت التوتر في المنطقة المضطربة ويقولون ان شرارة صغيرة كافية لاشعال القتال من جديد.

ويقول معظم سكان ابخازيا انهم ارغموا على البقاء كجزء من جورجيا في ظل الحكم السوفيتي وانهم يريدون ممارسة حقهم في تقرير المصير.

وتقول جورجيا ان أغلبية سكان ابخازيا قبل الحرب يريدون ان يظلوا جزءا من جورجيا لكنهم ارغموا على الفرار ويعيشون منذ ذلك الوقت كلاجئين.