برلين : توفي ليلة أمس الخميس عن زهاء تسعين عاماً فيليب فرايهر فون بوسلاغر آخر عضو حي في المجموعة التي أقدمت على محاولة اغتيال الزعيم النازي أدولف هتلر في العشرين من تموز/يوليو من عام 1944 والتي باءت بالفشل .

ولد البارون بوسلاغر في بلدة بورغهاييمرتسهايم بالقرب من مدينة بون عام 1917 لأسرة كاثوليكية وسرعان ما التحق بالجيش الألماني وارتقى في الرتب حتى أصبح قائداً لمشاة الخيالة في روسيا البيضاء شرقي اوروبا. انضم بوسلاغر إلى الخطة التي ابتكرها الكونت شتاوفنبرغ وكانت تقضي بالإعداد لهجوم بالقنابل على اجتماع يرأسه ادولف هتلر، لكن حرارة الجو وتقديم موعد الاجتماع ثلاثين دقيقة أدى إلى انفجار عبوة واحدة وانهيار الخطة ثم القاء القبض على كافة المشاركين في المؤامرة وفي مقدمتهم شتاوفنبرغ ثم اعدامهم رمياً بالرصاص ومن ثم اعتقال كافة أسرهم .

وعن بوسلاغر، فقد كانت مهمته تتمثل في التوجه على رأس ألف ومائتي رجل إلى مطار برلين والقبض على رئيس جهاز الامن النازي (اس اس)، لكنه استطاع ان يعلم في الوقت المناسب عن فشل محاولة اغتيال هتلر فعاد أدراجه إلى الجبهة الشرقية وأفلت من التحقيق أو الملاحقة حيث قال في إحدى المقابلات الصحافية مع فرانفكورتر ألغيمايني quot;كنت أحمل في جيبي حبوب السيانيد في حال اعتقاليquot;.

وفي إحدى المقابلات التي أجرتها معه صحيفة فرانفكورتر ألغيمايني مؤخراً أكد الضابط السابق أن رغبته في القضاء على هتلر كانت بسبب المحرقة وعدم قدرة الجيش على التحرك وأضاف quot;ما كانوا ليناموا قريري العين لو أنهم قالوا لاquot; في إشارة إلى قيادات الجيش .

قضى البارون بوسلاغر سنوات حياته التي تلت الحرب العالمية الثانية في التعريف بحقيقة النازية وأبعادها حيث كان يجول في المدارس الألمانية ملقياً المحاضرات والدروس، كما شارك بنشاط في خدمات فرسان مالطا الخيرية التي أصدرت صباح اليوم بياناً جاء فيه quot; ننعي شخصية متميزة وقدوة خلاقة على النهج الكاثوليكيquot;.