إيران توقف 12 شخصا يشتبه بتورطهم في إعتداءات
موسكو: حير إيعاز فلاديمير بوتين quot;حول إجراءات تنفيذquot; قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1803 المتعلق بإيران الذي وقعه في أيام رئاسته الأخيرة حير الكثيرين. فهل ستنضم روسيا إلى العقوبات؟ ويا ترى هل يعني هذا أن سياسة روسيا إزاء إيران في عهد الرئيس الجديد، ستعدل بشكل ملموس باتجاه الغرب؟
وسرت حتى روايات، تشير إلى أن بوتين حصل مقابل انضمام روسيا إلى العقوبات ضد إيران، وفقا لإحداها، على توقيع البيت الأبيض اتفاقية الاستخدام السلمي للطاقة الذرية، أقدم حلم لدى مصدري الوقود النووي الروس، والتي تمنحهم حق توريد اليورانيوم الواطئ التخصيب إلى الولايات المتحدة دون وسطاء. وتشير الرواية الثانية إلى انه تقرر بهذه الخطوة تخليص ميدفيديف من عملية غير سارة، وضرورية في الوقت نفسه.
ولكان غريبا لو رفضت روسيا الانضمام إلى العقوبات علما انها كانت أحد المشاركين في إعداد وبلورة تلك العقوبات، وأيدتها في مجلس الأمن الدولي. وإذن نشأت الحالة، عندما من الصعب quot;الانضمامquot;، ولا يجوز quot;عدم الانضمامquot;.
ومن الظريف أن بوتين هدأ طهران مسبقا. فعشية مراسم تنصيب الرئيس الجديد نقل سكرتير مجلس الأمن الروسي بالوكالة فالنتين سوبوليف خلال زيارته طهران رسالة شفوية من الرئيس الروسي إلى نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد، بأن quot;روسيا تؤكد مبادئ علاقاتها مع إيران، ولا تتوقف سياستها على من يمسك بزمام السلطة حالياquot;. وإن عبارة quot;بغض النظر عمن يمسك بزمام السلطةquot;، كان المقصود بها quot;السلطة في الكرملينquot;. وضمن لإيران quot;التتابعquot; في عهد الرئيس الجديد، والضروري لها. ولوحظ حتى في موسكو الاطمئنان الذي كان يبدو على أحمدي نجاد لدى طلب نقل تحياته بالمقابل إلى بوتين وميدفيديف.
وعلى ما يبدو، أن السفير الإيراني في موسكو غلام رضا أنصاري ليس من قبيل الصدفة، وصف فترة رئاسة بوتين بأنها quot;عهد ذهبيquot; في العلاقات الروسية الإيرانية. وأن السفير محق. فإن هذا العهد كان بالنسبة لإيران quot;ذهبياquot; دون شك. وليس فقط لأنه جرى في عهد بوتين إعداد الاتفاقية التجارية الاقتصادية الثنائية لفترة 10 سنوات التي نفذ منها أقل من نصفها بسبب خمول الجانب الإيراني.
ويجدر أيضا نسب تنفيذ مشروع محطة quot;بوشهرquot; الكهرذرية إلى فضائل بوتين. فإن بوتين بالذات أرغم الجانب الإيراني على الموافقة على إعادة الوقود النووي المستنفد وتوقيع البروتوكول الملحق بمعاهدة منع انتشار السلاح النووي، مما بدد، ولو جزئيا، القلق الدولي من محطة quot;بوشهرquot; الكهرذرية، ووفر إمكانية إنجاز المشروع.
كما اقترح بوتين إنشاء مركز دولي في روسيا لتخصيب اليورانيوم، وبوسع إيران الاستفادة منه. ومنحت هذه الفكرة خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمفاوضين الدوليين مع إيران الأمل في إقناع طهران، وعلى الأقل، بفرض موراتوريوم على برنامجها لتخصيب اليورانيوم إن لم تتخل عنه وأتاحت فرصة لحل القضية النووية الإيرانية دبلوماسيا.
وأخيرا تسنى لإيران في عهد بوتين الارتقاء بصفتها في آسيا الوسطى بشكل ملموس بعد حصولها على صفة مراقب في منظمة شنغهاي للتعاون، وأصبحت مرشحا واعدا لعضوية كاملة الحقوق هناك. وتشارك إيران بفضل موسكو في قسم كبير من مشاريع آسيا الوسطى، بما فيها أفغانستان.
ويجدر أن يضاف إلى هذا، أن إيران شريك استراتيجي طبيعي لروسيا في المناطق الهامة حيويا للأخيرة، مثل القوقاز وبحر قزوين وأسيا الوسطى، وكذلك في ميدان الغاز والطاقة. ولم يحدث أن تصادمت مصالح روسيا وإيران في هذا المجال. وإن كلا منهما في كافة صيغ تطور الوضع تكمل الآخرى عمليا، ولا يجري الاستخفاف بمثل هؤلاء الشركاء، وإنما يعتزون بهم.
وكل ما سرد آنفا يعتبر من الإيجابيات التي لا شائبة عليها لعلاقات روسيا وإيران، وعلى أساسها ستمارس إدارة الرئيس الجديد سياسة التتابع. ومع ذلك أن هذا لا يشكل ضمانة عدم تعكر العلاقات بين البلدين. فتوجد مشاكل، وهي معروفة. والأولى والرئيسية بينها برنامج إيران النووي الذي أخذ يقض مضاجع موسكو.
وبصراحة، يتكون انطباع بأن إيران تضارب برغبة روسيا في حل القضية النووية الإيرانية بالوسائل الدبلوماسية. فطهران تعرف على سبيل المثال، أن quot;مجموعة المقترحات الإيجابيةquot; التي أصرت موسكو على إعدادها تعوض بنفع أكبر، عن مجموعة العقوبات الآنفة الذكر التي أعدت بمشاركة روسيا. ومن جانب آخر، غير مفهوم سبب يجعل طهران لا تلاحظ أن حجج موسكو الداعمة للوسائل الدبلوماسية أخذت تتقلص بعد كل قرار يصدره مجلس الأمن الدولي.
ولذلك لا يستبعد أن تقدم إدارة موسكو الجديدة لطهران شروطا جديدة بشأن برنامج الأخيرة النووي. وهذا ليس لأن السياسة في عهد الرئيس الجديد ستتغير، وإنما مجرد يحل الوقت، وذلك لأن طهران برفضها النداءات للعودة إلى طاولة المفاوضات على أساس شروط مجلس الأمن الدولي، تجعل العقوبات المشددة وحتى العزل، الوسيلة الممكنة الوحيدة لحل القضية. وإن العقوبات ستطبق، مهما ستتخذه موسكو.
هذا وإن البرنامج النووي الإيراني ليس المشكلة الوحيدة التي تقلق المجتمع الدولي، وليس الواقعة الوحيدة التي لا تستطيع العاصمة الروسية تجاهلها. ويدور الحديث أيضا حول برنامج إيران الصاروخي، وتصريحاتها المعادية لإسرائيل وموقفها المريب من حل القضية العربية الإسرائيلية.
ومع ذلك تعول طهران على أن يواصل الرئيس الروسي الثالث ميدفيديف العلاقات مع إيران التي بدأت في عهد بوتين. وإن التتابع سيجري بالطبع، ولكن في ظل التزامات متبادلة معينة.
بقلم بيوتر غونتشاروف
التعليقات