ليما: إختتمت مساء الجمعة القمة الخامسة بين الإتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية التي شارك فيها الجمعة في ليما خمسون رئيس دولة وحكومة أو من ينوب عنهم، لمناقشة ظاهرة الإحتباس الحراري ومكافحة الفقر. واقترح القادة الذين تبنوا quot;اعلان ليماquot; توصيات لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري وحددوا وسائل التصدي للفقر وحل ازمة الغذاء العالمية.

والرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي تعد بلاده المنتج الثاني للوقود الحيوي بعد الولايات المتحدة، بفضل الايتانول المستخرج من قصب السكر، يدافع عن استخدامه، بما في ذلك في اطار ازمة الغذاء العالمية هذه.

وقال الرئيس البرازيلي quot;ثمة من يريد تنقية الكرة الارضية من التلوث ومكافحة الاحتباس الحراري وتوقيع بروتوكول كيوتو، وعندما تقدم البرازيل وقودا لا يصدر ثاني اوكسيد الكربون، يفضلون استخدامه، ومن ينتجه، وهذا تناقضquot;.

وحرص رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو على تهدئة النقاش، قائلا quot;اعتقد ان من السابق لاوانه البدء بمناقشة تأثير الوقود الحيوي على ارتفاع اسعار المواد الغذائية، نظرا الى وجود بضعة اصناف من الوقود الحيويquot;.

وفي ختام القمة، اقترحت الرئيسة التشيلية ميشال باشليه ونظيرتها الارجنتينية كريستينا كيرشنر، قيام تحالف بين اميركا اللاتينية والاتحاد الاوروبي لمواجهة ازمة الغذاء العالمية. ويطال الاحتباس الحراري بالخصوص اميركا الجنوبية حيث تذوب اطواف الجليد وتتراجع الغابات بسبب الاستغلال المفرط وتهريب الخشب.

ويأمل الاتحاد الاوروبي ان يستفيد من القمة لتعزيز العلاقات التجارية مع اميركا الجنوبية التي تشهد توسعا اقتصاديا اتاح لها مضاعفة صادراتها الى اوروبا بين العامين 2000 و2007 لتفوق 142 مليار دولار. غير ان اميركا الجنوبية لا تزال تشهد اكبر قدر من الفوارق الاجتماعية والاقتصادية في العالم حيث يوجد فيها 194 مليون فقير ما يمثل 36،5 بالمئة من سكانها بينهم 71 مليونا من السكان الاصليين اي 13،4 بالمئة.

وكان رئيس البيرو الان غارسيا الذي يعتمد سياسة ليبرالية ولا يخفي مناهضته لرئيس فنزويلا هوغو شافيز، انتقد مساء الخميس امام quot;منتدى المستثمرينquot; الذي يعقد بموازاة القمة، الانظمة الشعبوية في المنطقة آخذا عليها الافادة من quot;ادارة البؤسquot;.

وتأتي هذه القمة في الوقت الذي يتعين فيه على الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز مواجهة الكشف عن علاقات مفترضة بينه وبين متمردي القوات الثورية الكولومبية (فارك).
واكد تقرير للشرطة الدولية (انتربول) كشف الخميس في بوغوتا صحة وثائق تقيم علاقة بين شافيز والثوار الكولومبيين الذين تعتبرهم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي منظمة ارهابية.

وتشافيز الذي تعرض لنقد حاد من الرئيس الكولومبي الفارو اوريبي حمل في الايام الاخيرة على المستشارة الالمانية انغيلا ميركل المسؤولة الاوروبية الوحيدة مع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو، التي تشارك في قمة ليما. واعلن تشافيز الجمعة في ليما انه اعتذر من المستشارة الالمانية التي شتمها الاسبوع الماضي وانه قبلها تعبيرا عن المصالحة.

ومثل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في القمة رئيس وزرائه فرانسوا فيون في حين اعتذر رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني ونظيره البريطاني غوردن براون عن الحضور. وضمت هذه القمة نقابات اليسار والمنظمات غير الحكومية الناشطة في مجال البيئة والعديد من ممثلي السكان الاصليين في البيرو وبوليفيا والاكوادور.

ولضمان الامن تم نشر صواريخ مضادة للطيران وطائرات مقاتلة وخبراء في الحرب الجرثومية في عاصمة البيرو التي يتولى ضمان امنها 35 الف شرطي. وتم عزل متحف quot;لا ناسيونquot; حيث عقدت القمة عن باقي المدينة بسياج عال تحرسه مصفحات وعناصر شرطة.