الأردن إشترط شهادة الجنسية وبطاقة التعريف مع جواز السفر
جدل بين بغداد وعمان حول ضوابط منح التأشيرات للعراقيين
أسامة مهدي من لندن: رفض العراق شرطا فرضته السلطات الاردنية على العراقيين للحصول على تأشيرة دخول الى الاردن يقضي باصطحاب شهادة الجنسية والبطاقة الشخصية مع جواز السفر واوضحت انها تعمل على إلغاء هذا الشرط لكن عمان ردت بأن هذا الاجراء تم اتخاذه بالاتفاق مع الحكومة العراقية .
وقالت وزارة الخارجية العراقية اليوم ان وزارة خارجية المملكة الاردنية الهاشمية قد بعثت اليها عبر السفارة العراقية في عمان مذكرة تتضمن الضوابط والاليات المتبعة للعمل بالتأشيرات التي تمنح للعراقيين الراغبين في الذهاب الى المملكة . واضافت في بيان صحافي انه بالنسبة إلى العراقيين داخل العراق فإن عليهم أن يتقدموا من خلال الشركة المتخصصة quot; تي ان تي quot; لغرض استقبال طلبات التأشيرة وحسب نموذج اعد لهذا الغرض ويستثنى من ذلك حملة الجوازات الدبلوماسية . أما بالنسبة إلى العراقيين المتواجدين خارج العراق فيمكنهم مراجعة البعثات الدبلوماسية الاردنية في تلك البلدان .. وفي الحالتين يجب توفر ما يلي:
اولاً : أن يكون طلب التأشيرة مستوفياً المعلومات والبيانات اللازمة حسب النموذج المعد لمنح التأشيرة.
ثانياً : أن يكون حاصلاً على جواز سفر ساري المفعول ومعتمد لدى المملكة .
ثالثاً : أن يحدد طالب التأشيرة سبب طلب الحصول على التأشيرة وفقاً لما يدرجهُ من أسباب أما للعلاج أو للزيارة أو للمرور وعنوانهُ بشكلٍ مفصل في المملكة وبطرف من على ان يرفق الوثائق التي تؤيد ذلك .
رابعاً : تكون تاشيرة الزيارة لسفرة واحدة او لعدة سفرات أما تأشيرة المرور عبر الاراضي الاردنية لسفرة واحدة أو لعدة سفرات وتكون مدة المرور 72 ساعة ابتداءً من دخول أراضي المملكة .
خامساً : تكون تأشيرة الزيارة الصادرة من الوزارة بناءً على طلب من البعثات الدبلوماسية في الخارج سارية المفعول لمدة لا تزيد على شهرٍ واحد إعتباراً من صدورها .
سادساً : تستوفي البعثات الاردنية رسم تأشيرة الزيارة لسفرة واحدة مبلغ عشرة دنانير أردنية وعشرين دينارا أردنيا عن تأشيرة دخول لعدة سفرات .
سابعاً : تستوفي الشركة مبلغاً لقاء خدماتها .
ثامناً : على طالب الحصول على التأشيرة في حال الموافقة على طلبهِ التقيد بمدة الزيارة المقررة وحسب الموافقة .
تاسعاً : أن يصطحب طالب التأشيرة بالإضافة الى جواز سفرهِ عندَ دخول المملكة الاردنية الهوية الشخصية وشهادة الجنسية واذا تبين أن أيا من هذه الوثائق غير سليمة تلغى التأشيرة .
عاشراً : يتحمل الزائر كامل المسؤولية عن صحة المعلومات والبيانات المقدمة وأي أخطاء فيها تلغي التأشيرة .
واضافت وزارة الخارجية العراقية انها تعمل مع سفارة العراق في عمان لدى السلطات الاردنية quot; من أجل إلغاء شرط اصطحاب شهادة الجنسية والهوية الشخصية مع جواز السفر اذ إن الجواز يعتبر بالنسبة إلى المسافر وثيقةً رسمية صادرةً عن سلطات الدولة المعنية وانهُ يعوض عن الوثائق المطلوبة وإن إصدار أي جواز عراقي يتطلب من صاحب العلاقة تقديم هذه الوثائق الى السلطات العراقية المختصةquot; .
ويتضمن نموذج طلب التأشيرة الاسم والرقم والديانة ومنطقة السكن وغيرها من المعلومات المتعلقة بالشخص الراغب في الحصول عليها .
لكن وزارة الداخلية الأردنية ردت مؤكدة أن طلب هوية الأحوال المدنية وشهادة الجنسية العراقية من المواطنين العراقيين الراغبين في زيارة الأردن سواء من أجل الإقامة أو العبور إلى جانب إبراز جواز السفر هو إجراء متفق بشأنه مع الحكومة العراقية.
وأشار الناطق باسم الوزارة زياد الزعبي إلى أن المقيمين العراقيين في الخارج يمكنهم الحصول على تأشيرة الدخول من الهيئات الدبلوماسية الأردنية وذلك في تصريح لراديو سوا اليوم حول هذا الإجراء الذي اعتبره أصحاب تلك الطلبات تعقيدا لهم لعدم امتلاكهم لواحدة منها أو لكليهما . وقال الزعبي إن سلطات بلاده يمكن أن تكتفي بنسخة مصورة لهما وليس بالضرورة النسخة الأصلية طبقا لنموذج طلب تأشيرة الدخول التي أعدت بالتنسيق مع السلطات العراقية.
واشار الزعبي الى إن وزارة الداخلية الأردنية استلمت أكثر من خمسة آلاف طلب من عراقيين للحصول على تأشيرة دخول لأراضيها خلال ثلاثة أسابيع وإنها بتت في عدد منها و رفضت بعضها وقبلت البعض الآخر حسب التدقيق الذي أجرته السلطات المعنية في كل معاملة. وأوضح أن فترة الإقامة للحاصلين على تأشيرات دخول تختلف من حالة إلى أخرى وأن الحالات الإنسانية تؤخذفي الاعتبار.
وكان مسؤول في وزارة الداخلية الاردنية اعلن في الثالث عشر من الشهر الحالي ان 2811 عراقيا تقدموا بطلبات للحصول على سمات دخول المملكة بعد عشرة ايام فقط من بدء العمل بنظام منح التأشيرات مطلع الشهر الحالي. وقال ان quot;عدد الطلبات التى تقدمت الى الوزارة للحصول على تأشيرة للأشقاء العراقيين الراغبين بدخول المملكة بلغت 927 طلبا وعدد الأشخاص 2811 شخصاquot;. واوضح ان quot;عددا كبيرا منهم حصل على الموافقاتquot; لدخول الاردن.
واعلنت وزارة الداخلية الاردنية في الاول من الشهر الحالي بدء العمل بنظام منح التأشيرات للعراقيين الراغبين في دخول المملكة وذلك بالتعاون مع شركة عالمية للشحن السريع . وكانت الحكومة الاردنية وقعت الشهر الماضي اتفاقا مع شركة quot;تى ان تيquot; لخدمات الشحن السريع لتتولى استقبال طلبات تأشيرات للعراقيين الراغبين في دخول المملكة من خلال 13 مكتبا لها في بغداد ومحافظات اخرى . وتتقاضى الشركة quot;مبلغ 15 الف دينار عراقي quot;نحو 5،12 دولاراتquot; عن كل طلب كأجر بموجب ايصال مالي وتزود مقدمه برقم تسجيل الطلب وموعد المراجعةquot; بينما لا تتقاضى الحكومة الاردنية اي رسوم او مبالغ مالية مقابل طلب التأشيرة .
وقرر الاردن في شباط (فبراير) الماضي فرض تأشيرة دخول للعراقيين الراغبين في دخول المملكة وإعفاء العراقيين الراغبين في مغادرتها من الغرامات المالية التي تترتب عليهم نتيجة تجاوزهم مدة الاقامة الممنوحة لهم. ولم يكن العراقيون يحتاجون في الماضي الى تأشيرات لدخول المملكة الا ان السلطات الاردنية تمنع بعضهم من الدخول عند المنافذ الحدودية والمطارات الاردنية ما دفع الحكومة العراقية الى الطلب من نظيرتها الاردنية وضع نظام لتأشيرات الدخول.
وتشير المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة الى ان 4،2 ملايين عراقي هربوا من بلدهم منذ الحرب الاخيرة في آذار(مارس) عام 2003. ولجأ قرابة 4،1 ملايين من هؤلاء الى سوريا فى حين يقيم حوالى 750 الفا في الاردن .
ومن جهته اوضح وكيل وزارة الخارجية العراقية محمد الحاج حمود أن الحكومة الاردنية لم تحدد فئات معينة من العراقيين لشمولهم بالتأشيرة لكنها ستمنح المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة اولوية الدخول للاراضي الاردنية .
واضاف الحاج حمود ان من اهم الاسباب التي دفعت الجانب العراقي لتفعيل عملية منح التأشيرة للعراقيين الراغبين في السفر للاردن هو ما يعانيه المواطن العراقي من عناء في حال منعه من الدخول في الحدود. فقد أشارت تقارير لمنظمات الدولية إلى أن نسبة عالية من العراقيين المسافرين للاردن يمنعون من الدخول الى الاراضي الاردنية نظرا لصعوبة الاجراءات التي تتخذها الاردن بحقهم.
يذكر ان هناك شريحة مهمة بين اللاجئين العراقيين في الاردن ذات امكانات مادية عالية مقارنة مع الموجودين في سوريا . وكانت الحكومة الأردنية قد طلبت قبل ثلاث سنوات من مؤسسة نروجية إحصاء عدد اللاجئين العراقيين وقدرت هذه الأخيرة العدد بحوالى 250 ألف لاجئ لكن العدد ارتفع الان الى حوالى 750 الف عراقي في هذا البلد. وبات العراقي اليوم بحاجة إلى تأشيرة للدخول إلى الأردن ويترتب على تأخره بالمغادرة غرامة قدرها حوالى دولارين عن كل يوم يبقى فيه بالأردن بعد انتهاء مدة التأشيرة . وكانت هناك تقييدات على تعليم الطفل العراقي في المدارس الحكومية الاردنية . لكن نتيجة اجتماع الدول المضيفة للعراقيين الذي انعقد في تموز (يوليو) الماضي في عمان أعطت السلطات الأردنية موافقتها على قبول الطلاب العراقيين في المدارس الحكومية للعام الدراسي الحالي دون اشتراط الحصول على الإقامة. كما حصلت الحكومة الاردنية من هذا المؤتمر على مبلغ 250 مليون دولار من أجل مساعدة اللاجئين العراقيين .
التعليقات