الياس توما من براغ: انتقد الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس قرار الحكومة التشيكية الاعتراف بكوسوفو وإقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة معها واصفا هذا الفرار بأنه لم يكن عقلانيا وان من المؤسف أن تشيكيا قد أقدمت على هذه الخطوة.

وقد جاء تعبيره هذا لقناة نوفا التلفزيونية التشيكية بعد أن استقبل على جناح السرعة أمس سفير صربيا لدى تشيكيا فلاديمير فيريش الذي سيغادر براغ غدا الأحد بناء على استدعاء وزارة الخارجية الصربية له وبعد أن كتب كلمة مقتضبة اليوم في صحيفة ملادا فرونتا الأوسع انتشارا في البلاد تحت عنوان كيف خجلت أشار فيها إلى أن قلقه ازداد عندما ابلغه السفير الصربي بان الصرب لم يأخذوا الأمر بشكل شخصي عندما اعترفت دول كألمانيا وهولندا وفنلندة بكوسوفو أما خطوة الحكومة التشيكية فقد أصابتهم في الصميم.

وأضاف إن الأمر أصابني أيضا لاسيما عندما قام السفير الصربي بالتذكير ببعض اللحظات الهامة من التاريخ المشترك لبلدينا حيث أشار مثلا إلى أن توماش ماساريك الذي يعتبر مؤسس الدولة التشيكوسلوفاكية كان خلال فترة الحرب العالمية الأولى يتجول في العالم بجواز سفر صربي بسبب سحب الإمبراطورية النمساوية المجرية منه جواز سفره وبان جد السفير لصربي اعتقل خلال الحرب العالمية الثانية في يوغسلافيا من قبل الجستابو بسبب كونه من أنصار ماساريك والرئيس التشيكوسلوفاكي بينينش كما ذكر السفير الصربي الرئيس التشيكي بان يوغسلافيا كانت من اشد الدول رفضا وإدانة للتدخل العسكري السوفييتي مع دول أخرى من حلف وارسو في عام 1968 لقمع حركة ربيع براغ الإصلاحية وبان يوغسلافيا كانت الدولة الوحيدة التي أعلنت التعبئة بسبب ذلك.

ولفت الرئيس كلاوس إلى انه أراد من خلال دعوته العاجلة للسفير الصربي للالتقاء به قبل عودته إلى براغ إبلاغه برسالة مضمونها أن قرار الحكومة التشيكية لا يغير شيئا من علاقات الصرب والتشيك.

وأضاف لقد كنت سعيدا عندما قال لي السفير بأنه يثمن عاليا بأنني الرئيس الوحيد الذي قام بهذه أللفته لكنني لم أتوجس بأنه سيتوجب علي الخجل مما جرى. وكان الناطق الصحفي باسم قصر الرئاسة التشيكي بيتر هاييك قد علق على قرار الحكومة التشيكية الاعتراف بكوسوفو بالقول إن الرئيس قد فاجأه هذا القرار للحكومة الذي لم يتم إعلامه به مسبقا وانه لو كان عضوا في الحكومة لتصرف بالشكل الذي تصرف به وزراء حزب الشعب أي رفض الاعتراف بكوسوفو.

وقد علق وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسبينبرغ على ما كتبه الرئيس كلاوس اليوم بالقول إنني احترم رأي الرئيس وأنا أيضا اعبر عن أسفي لمغادرة السفير الصربي براغ غير انه لم يكن بالا مكان اتخاذ قرار آخر بشأن كوسوفو غير القرار الذي اتخذته الحكومة يوم الأربعاء. يذكر أن تشيكيا أصبحت الدولة الثانية والأربعين التي اعترفت باستقلال كوسوفو الذي تم من جانب واحد في 17 شباط الماضي.