باراك :أزمة كاديما تعرقل التوصل إلى تهدئة
موفاز: يجب ضرب حماس لا السعي إلى التهدئة
نضال وتد من تل أبيب: بعد أقل من 24 ساعة على قرار المجلس الأمني الوزاري المصغر، بإتاحة الفرصة أمام الجهود المصرية للتوصل على تهدئة مع حماس، وتسليم شروط إسرائيل للوزير المصري، عمر سليمان، أقر وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود باراك، أن عدم التوصل إلى تهدئة لغاية الآن، وتردد الحكومة الإسرائيلية في حسم قرارها بهذا الخصوص راجع إلى الأزمة الداخلية في حزب كاديما، ورياح الانتخابات الداخلية في الحزب والتي أدت ببعض وزراء الحزب وأقطابه إلى اتخاذ مواقف متشددة ضد التهدئة مع حماس.
فقد نقل موقع يديعوت أحرونوت، أن باراك قال في محادثات أجراها مع رؤساء فروع حزب العمل إنه quot;لو لم تكن الحكومة الحالية تدار تحت ظلال الانتخابات التمهيدية لحزب كاديما، لكان القرار بشأن التهدئة قد اتخذ منذ مدة.quot; مع ذلك أضاف باراك يقولquot; إنه ستكون في نهاية المطاف عملية عسكرية في قطاع غزة، ولكن على القيادة المسؤولة أن توفر الفرصة قبل ذلك للتوصل إلى تهدئةquot;.
واعترف باراك أن حكومة أولمرت، الحالية، quot; غير قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة ضد حماس، وسوريا ولبنان وغيران ولا حتى مع الولايات المتحدة. فالانتخابات التمهيدية داخل كاديما تلقي بظلالها، ورجال الحكومة يطلقون التصريحات جزافا، وقد تحولت مداولات المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية إلى مداولات إعلاميةquot;.
ويأتي هذا الموقف الذي أعلنه باراك، على الرغم من إيفاد رئيس الطاقم الأمني والسياسي في وزارة الأمن، عاموس غلعاد إلى القاهرة حيث سلم شروط إسرائيل للتهدئة مع حماس لوزير المخابرات المصري عمر سليمان. وفي هذا السياق قالت مصادر إسرائيلية إن الحكومة الإسرائيلية تتوقع الحصول على رد حماس خلال الأسبوع القادم.
في المقابل شن وزير المواصلات، شاؤول موفاز، الذي يعتزم التنافس على رئاسة كاديما، والمعروف بمواقفه اليمينية، هجوما شديدا على قرار المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، بإعطاء فرصة للتوصل إلى تهدئة مع حماس. وقال موفاز، الذي يحاول كسب تأييد أعضاء كاديما في مواجهة تسيبي ليفني، إن هذا القرار ليس جيدا لإسرائيل، وإنه كان على إسرائيل أن تغير من سياستها من حماس منذ عام، عندما سيطرت الحركة على قطاع غزةquot;.
واعتبر موفاز، الذي كان يتحدث في الكلية العسكرية، في كيبوتس شوفال في النقب quot;أنه لا توجد أي دولة سيادية تقبل بأن يعيش مواطنوها تحت إطلاق النار، فقطاع عزة تخضع لإرهابيين ونحن نريد منهم أن يقبلوا بتهدئة، يجب أن يكون الوضع على العكس من ذلك، علينا أن عمل ضدهم إلى أن يطلبوا هم منا وقف إطلاق النارquot;.
في غضون ذلك نقل موقع معاريف عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها، إن على الفلسطينيين أن يدركوا إنه إاذ لم يتحقق الهدوء فيضطر الجيش الإسرائيلي إلى استدعاء قوات الاحتياط وشن حملة عسكرية في قطاع غزة لا مفر من القيام بها. إن السير باتجاه التهدئة هو الفرصة الأخيرة التي تمنحها إسرائيل لهم قبل أن تضطر للرد على استمرار إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه أراضيها.
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع رفض الكشف عن اسمه لصحافيين ان quot;مهمة جلعاد تمثلت بابلاغ مصر (خطيا) بموقف الحكومة الاسرائيلية التي اعطت فرصة جديدة لجهود الوساطة مع تجديد التأكيد على الشروط الاسرائيليةquot;. وقالت مصادر وزارة الدفاع ان اسرائيل لم تتلق حتى الآن اي رد مرض. واضافت ان الوسيط المصري وعد بتقديم ردود جديدة من حماس قبل منتصف الاسبوع المقبل.
ونقلت الاذاعة العامة الاسرائيلية عن مسؤول عسكري كبير تحذيره من خطر quot;حصول اعتداء على نطاق واسعquot; تنفذه حركة حماس قبل ان تدخل التهدئة حيز التنفيذ. وقال المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه ان مثل هذا الاعتداء سيكون هدفه اعطاء الانطباع بان حماس فرضت شروط التهدئة على اسرائيل.
وقد ذكرت حماس الخميس ان اي تهدئة يجب ان تشمل انهاء الحصار على قطاع غزة، وجدولا زمنيا لاعادة فتح المعابر المؤدية الى القطاع. ورغم الجهود التي تبذلها مصر منذ اشهر لدفع الجانبين الى وقف اطلاق النار في قطاع غزة، الا ان العنف في القطاع لا يزال مستمرا.
من ناحية اخرى، اعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ان احد قادتها الميدانيين توفي الجمعة متاثرا بجروح اصيب بها في انفجار الخميس في منزله في شمال قطاع غزة ادى الى مقتل ستة نشطاء آخرين. واشارت الى ان القتلى كانوا يعدون لتنفيذ عملية quot;جهاديةquot;.
وادى الانفجار كذلك الى مقتل طفلة رضيعة واصابة 50 شخصا بجروح وتدمير المنزل بكامله والحاق الضرر بعشرة منازل اخرى على الاقل. ووقعت انفجارات مماثلة في السابق، اذ انفجرت عبوات ناسفة اثناء تصنيعها على ايدي نشطاء فلسطينيين. وحملت حماس في البداية الجيش الاسرائيلي مسؤولية الانفجار. واطلق ناشطون اكثر من خمسين قذيفة صاروخية وقذيفة هاون على جنوب اسرائيل بعد الانفجار.
وردت اسرائيل باستهداف المسلحين، وقالت مصادر طبية ان ثلاثة من عناصر حماس قتلوا في غارة جوية اسرائيلية. كما قتل ثلاثة اخرون الخميس.
وقتل 505 اشخاص على الاقل جميعهم تقريبا من الفلسطينيين وغالبيتهم من قطاع غزة منذ استئناف محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين في تشرين الثاني/نوفمبر.
التعليقات