العاهل الأردني: الفلسطينيون لن يقبلوا وطنا بديلا لفلسطين
رانيا تادرس- من البتراء: إحتدم النقاش حول السلام في إحدى جلسات عمل مؤتمر نوبل الذي يعقد في مؤتمر في مدينة البتراء بين الأمين العام لجامعة العربية عمرو موسى والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز. وأثار حديث الرئيس الإسرائيلي حول جدية العرب نحو السلام ودعوة العرب إلى إسرائيل للتفاوض ، غضب الأمين العام عمرو موسى، الذي غادر القاعة محتجا، ليعود إليها بعد دقائق برفقة وزير الخارجية الأردنية، ثم اعتلى المنصة ليرد على بيريز، رغم انه ليس من المتحدثين في الجلسة.

وبحسب مصادر حضرت الجلسة ، إذ كانت الجلسة مغلقة أمام الصحفيين، تحدّث بيريز عمّا وصفه برغبة إسرائيل في بناء سلام مع الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين، و أنه على العرب أن يتخذوا خطوات تجاه السلام.

واعتبر بيريز أن غياب القرار الفلسطيني وتشتيته بين حماس وفتح يؤخر تسوية القضية الفلسطينية. ودعا الرئيس السوري بشار الأسد إلى quot;الوقوف والإعلان صراحة أن بلاده مستعدة للتوصل إلى سلام مع إسرائيلquot;. وتساءل لماذا لا يتقابل الأسد مع قادة إسرائيل وجها لوجه؟ واضاف: quot;إذا أردت سلاما لماذا تؤجلهquot;؟ ودعا بيريز العرب الى زيارة اسرائيل لانه يوجد الكثير من العراقيل في موضوع السلام وخصوصا مسألة امن اسرائيل .

ما ورد على لسان بيريز أثار غضب موسى ، الذي غادر القاعة. فتبعه وزير الخارجية الأردني صلاح الدين البشير وعاد الرجلان بعد دقائق بعد اشتراط موسى الرد على بيريز، واعتبر موسى بيريز انه أستاذ في الكلام وراي انه quot;اصطياد فرصة لترويج افكار اسرائيل حول السلام امام الشخصيات المشاركية في المؤتمر، واصفا موسى quot;مايسترو في الحديثquot; وتساءل عن السلام الذي تروّج له إسرائيل في وقت تواصل بناء quot;المستوطنات، تغيير الطابع الطبوغرافي للأراضي المحتلة بما فيها القدس الشرقية. وقال: quot;ننتظر لنرى أي مبادرة إسرائيلية. لقد عرضت 22 دولة عربية سلاما مقابل الأرض. وحتى الآن لا يوجد جوابquot;في إشارة إلى المبادرة العربية التي طرحت في القمة العربية في بيروت 2002.

وقال إن العرب quot;فشلوا في فهم إسرائيل، إلى أين تأخذهم وأين تأخذ مبادرة السلام ببناء المستوطنات(...) وأنه لا يمكن استغفال العرب والضحك عليهم بالكلامquot;، وقال quot; لم نعد أغبياء لتستمر إسرائيل في استغفالناquot;، ليكون بعدها الرد لبيريز الذي قال أن إسرائيل سحبت جيشها من غزّة قبل سنتين، وأخلت المستوطنات في هذا القطاع، لكن إطلاق النار ما يزال مستمرا من غزة.

وطلب من العرب زيارة إسرائيل وتقديم مبادرتهم رسميا إلى الكنيست، معتبرا أن سترد إيجابا إن قدم العرب ضمانات بوقف استهدافها من غزة. ليرد عليه موسى بالقول quot;أوقفوا بناء المستوطنات إذنquot;.

وسبق السجال الذي دار بين موسى وبيريز كلمة ألقاها الرئيس السنغالي عبدالله واد إذ أنه احد المتحدثين الرئيسين في الجلسة، كما وزع كتيب تحت بعنوان quot;النهايات.. ما قبل التاريخ.. محادثات البتراء حول السلام.. إفريقيا والعالمquot;.