لندن: غدت أخبار حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية تحتل يوميا مساحات واسعة في تغطية الصحف البريطانية، وإن كان للمرشح الديمقراطي الأسود باراك أوباما منها نصيب الأسد في صحف اليوم. فقد ركزت صحف الجمعة على الصراع المحتدم بين المرشح الديمقراطي ومنافسه الجمهوري، السناتور جون مكاين، إذ أبرزت التناقضات بين المرشحين: أوباما الديمقراطي الشاب الأسود الذي يتمتع بخبرة سياسية محدودة، ومكاين الجمهوري العجوز الأبيض الذي تمتد خبرته عقودا من الزمن.
أما قضية quot;منعquot; بعض المتطوعين في حملة أوباما لامرأتين مسلمتين متحجبتين من الجلوس وراء المرشح الديمقراطي والظهور معه على شاشات التلفزيون، فقد تفاعلت في أوساط الناخبين الأميركيين، إذ أفردت لها الصحف البريطانية مساحة واسعة من التغطية لليوم الثاني على التوالي.
ففي تحقيق لمراسلها في واشنطن جاء تحت عنوان quot;أوباما يسقط في شرك الخلاف بشأن قضية الحجاب الإسلاميquot;، تقول الإندبندنت إن الإشاعات المضرة بأوباما لا زالت تنتشر في أوساط الكثير من الناخبين الذين يعتقدون أن سناتور ألينوي quot;ليس إلا مسلم مقنع.quot; ويرى التقرير أن الحادثة ساهمت في تلطيخ وعد أوباما بتجاوز سياسة التمييز والتفرقة العنصرية في أميركا والتعهد بنقل البلاد إلى مرحلة تحترم التنوع الثقافي والأثني إلى أبعد الحدود.
أما صحيفة الغارديان، فتخصص إحدى افتتاحياتها اليوم للغوص في وصف طريقة تعبير أوباما وزوجته ميشال عن لحظة الفرح ونشوة النصر عندما ضمن السناتور الديمقراطي الأسود في وقت سابق من هذا الشهر ترشيح حزبه له لخوض الانتخابات للرئاسة الأميركية المقبلة.
تقول افتتاحية الغارديان: quot;عندما ضرب باراك وميشال أوباما قبضتيهما ببعضها البعض قُبيل قبول سناتور ألينوي تسمية االديمقراطيين له مرشحا رئاسيا، فقد جعلا وسائل الإعلام تدخل في فورة من التحليلات والتأويلات وكان السؤال الأول الذي طرحه الإعلاميون هو: ترى ما المغزى من تلك الحركة وما فحواها؟quot;
وتمضي الصحيفة في جولة تمحيص تستعرض من خلالها تفسيرات وسائل الإعلام المختلفة وآراء المحللين والنقاد في معنى ومغزى تلك الحركة quot;الأوباميةquot; الاستعراضية، فمن قائل إنها مجرد quot;تحية بالقبضاتquot;، إلى آخر يقول إنها quot;لكمة إرهابيquot;، أو مفسر لها على أنها تقليد لطريقة تبادل لاعبي كرة السلة للتهاني في أعقاب تسجيلهم النقاط ضد فريق الخصم.
ويرى البعض، حسب الافتتاحية، أن أصل مثل ذلك الأسلوب له جذوره الضاربة في أعماق ثقافة تبادل التحية في أوساط الأميركيين من أصل أفريقي، إلى أخرين يرون أن أول ظهور لمثل تلك الحركة كان من خلال وندر توينزquot;ن أو quot;التوائم العجيبةquot;، وهي شخصيات هانا-باربارا الكرتونية ذات الشعبية الواسعة quot;.
وقد ذهب البعض في رصده لاستخدام تلك الحركة إلى إحدى المدارس في مدينة فوكوي اليابانية، وذلك عندما يقوم المدرسون بالتحدث لتلاميذهم عن الحركات التي يؤديها الأميركي عادة عندما يلتقي أميركيا آخر، ويتبعها غالبا بعبارة: quot;أين أنت يا رجل، لم أرك منذ زمن طويل؟quot;
التعليقات