طوكيو، أوتاوا: أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان الاثنين أن نتائج الإنتخابات في زيمبابوي quot;لم تعكس حقيقة إرادة شعب زيمبابوي كما لم تنتج عنها نتيجة شرعيةquot;. وقالت المتحدثة باسمه ماري اوكابي في بيان من طوكيو التي يزورها، ان بان quot;كرر مرات عدة ان الشروط لم تكن متوافرة لاجراء انتخابات حرة ونزيهةquot; في زيمبابوي وان نتيجة التصويت quot;لم تعكس حقيقة ارادة شعب زيمبابوي كما لم تنتج عنها نتيجة شرعيةquot;.

واضافت ان الامين العام للامم المتحدة quot;يشجع جهود الطرفينquot; اي الرئيس روبرت موغابي والمعارض مورغان تسفانجيراي quot;لاجراء مفاوضات بهدف التوصل الى حل سياسي يوقف العنف والتهديدquot;.وقد نصب الاحد رئيس زيمبابوي روبرت موغابي لولاية رئاسية سادسة بعد فوزه في انتخابات صورية كان مرشحها الوحيد، وسارع بالاعراب عن quot;الامل في اجراء مشاورات قريباquot; مع المعارضة.

كندا تعلن عن عقوبات

بدورها أعلنت كندا عقوبات تهدف إلى quot;تقليص علاقاتها مع حكومة زيمبابوي بشكل كبيرquot; بإدانتها بقوة الإنتخابات quot;غير الشرعيةquot; وجاء في بيان لوزارة الخارجية ان كندا قررت ان تفرض فورا قيودا على التنقل والعمل وتحصيل الدروس في كندا لكبار ممثلي الحكومة والسلطات العسكرية وسلطات الشرطة في زيمبابوي وكذلك لافراد عائلاتهم.

وقال وزير الشؤون الخارجية ديفيد ايمرسون ان نتائج هذه الانتخابات quot;لم تعتبر نزيهة لانها لا تتطابق مع اية ديموقراطية عقلانية. هذه +الانتخابات+ هي غير شرعية وحكومة كندا لن تقبل بنتائجهاquot;. ونتيجة لذلك، اتخذت اوتاوا quot;سلسلة اجراءات تهدف الى تخفيف علاقاتها بشكل كبير مع حكومة زيمبابويquot;. واضاف البيان ان هذه الخطوة تشكل quot;رسالة تضامن مع شعب زيمبابوي وتعبر عن رفضنا لاعمال يقوم بها نظام غير شرعي وميؤوس منهquot;.

وكان زعيم المعارضة مورجان تسفانجيراي قد انسحب من الانتخابات منذ اسبوع قائلا ان حملة عنف منظمة حصدت حياة ما يقرب من 90 من انصاره جعلت من المستحيل اجراء انتخابات حرة ونزيهة. وقالت لجنة الانتخابات ان موغابي حصل على 85.51 في المئة من الاصوات. واضافت اللجنة ان نسبة المشاركة بلغت 42.37 في المئة وهي تقريبا نفس نسبة المشاركة في انتخابات مارس اذار. واتهمت جماعات حقوق الانسان وشهود ميليشيات مؤيدة لموغابي بارغام الناخبين على الادلاء باصواتهم في بعض المناطق.

وقالت بعثة مراقبة من مجموعة تنمية دول الجنوب الافريقي (سادك) يوم الاحد ان الانتخابات شابتها اعمال عنف سبقت التصويت وانها لا تعكس ارادة الشعب موجهة بذلك ضربة قوية لشرعية حكم موغابي. وقالت المجموعة الاقليمية التي ساندت في السابق الزعيم الافريقي المخضرم ان الانتخابات لا تتواءم مع المبادئ الاقليمية والاسس التي تحكم الانتخابات الديمقراطية رغم هيمنة حالة من الهدوء في يوم الادلاء بالاصوات.

وجاء في بيان للمجموعة اطلعت عليه رويترز يوم الاحد quot;استنادا الى الملاحظة المذكورة انفا فان البعثة ترى ان المناخ السائد يؤثر على مصداقية العملية الانتخابية.quot; وقال مراقبون من البرلمان الافريقي وهو أحد المجموعات القليلة التي سمح لها بمراقبة الانتخابات ان عملية التصويت بها كثير من العيوب بما يستوجب اعادتها.

وأعلنت لجنة الانتخابات نتيجة تصويت يوم الجمعة بعد أقل من 48 ساعة مقارنة بخمسة اسابيع استغرقها ظهور نتيجة انتخابات مارس اذار السابقة. وسارع موجابي (84 عاما) الذي يحكم البلاد منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1980 باداء اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات في حفل في مقره الرئاسي وشارك في الحفل فرقة موسيقية عسكرية وحرس الشرف وحضره قضاة يرتدون الاثواب الحمراء ويضعون الشعر الابيض المستعار. واصطف قادة قوات الامن المؤيدون الرئيسيون لموجابي ليقدموا له ولاءهم.

وقال موغابي في خطبة التنصيب quot;اخزينا مرة اخرى كل من انتقصوا من قدرنا.quot; ورفض تسفانجيراي زعيم حزب حركة التغيير الديمقراطي دعوة من موجابي لحضور حفل التنصيب وقال ان لا معنى لذلك. وقال تسفانجيراي quot;لا يمكنني ان ادعم مناورة اعارضها بالكامل... العالم بأكمله ادانها.. لن يعطي شعب زيمبابوي لهذه المناورة الشرعية والدعم.quot; واضاف انه سيطلب من زعماء الاتحاد الافريقي الذين سيجتمعون في مصر يوم الاثنين ألا يعترفوا بجولة اعادة الانتخابات الرئاسية. وحث الحزب المعارض الاتحاد الافريقي على ألا يرحب بموجابي في القمة وقالت ثوكوزاني خوبي نائبة رئيس الحزب انها لن تجري محادثات مع وفد الحكومة في الاجتماع.

ويتعرض موغابي لضغط من داخل افريقيا لاجراء محادثات مع تسفانجيراي لانهاء الازمة العميقة في البلاد التي دمرت اقتصادا كان مزدهرا ذات يوم وأصبح يعاني حاليا من نسبة عالية جدا من التضخم واجبرت ملايين السكان على الفرار الى دول مجاورة. وقال موغابي في خطبة التنصيب في استجابة للضغوط التي يتعرض اليها فيما يبدو انه ملتزم باجراء حوار مع حزب حركة التغيير الديمقراطي. وقال تسفانجيراي ان المعارضة ايضا ملتزمة باجراء محادثات يرعاها الاتحاد الافريقي رغم عدم بدء مفاوضات.

ويحجم الاتحاد الافريقي فيما يبدو عن دعم دعوات غربية لفرض عقوبات مفضلا عملية انتقالية لتقاسم السلطة على غرار النمط الكيني. وقد تشهد قمة مصر انقساما بين منتقدي موجابي مثل كينيا وبين معارضي اتخاذ اي اجراء ضده ويتقدمهم رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي الذي تعرض لانتقادات واسعة النطاق لاتباعه نهجا هادئا مع جاره.

وابدى موغابي اعجابه بالرئيس الجنوب افريقي وقال انه رجل دولة. ويحاول مبيكي ان يتوسط لانهاء الازمة منذ العام الماضي. وقال مؤتمر نقابات عمال جنوب افريقيا الذي ينتقد مبيكي وموجابي بشدة في بيان انه يتعين على الاتحاد الافريقي ان يرفض الاعتراف بالزعيم الزيمبابوي الذي فاز بانتخابات quot;هزليةquot; عن طريق الترهيب والعنف والقتل.

ونقل عن رئيس وزراء كينيا رايلا اودينجا يوم الاحد قوله انه يجب على الاتحاد الافريقي ان ينشر قوات في زيمبابوي. لكن مفوض شؤون الامن في الاتحاد الافريقي رمضان العمامرة هون من احتمال ارسال اي قوات لحفظ السلام الى زيمبابوي. وقال اليستر سباركس المحلل السياسي في ستاندرد بانك ان مبيكي فقد المصداقية كوسيط وان انتصار موجابي في الانتخابات قد يدفع بموجة اخرى من اللاجئين الى الدول المجاورة. واضاف quot;امل ألا تعترف بها (الانتخابات) اي دولة متحضرة في العالم.quot;