بيروت: في أول مفاعيل صفقة تبادل الأسرى المرتقبة بين إسرائيل وحزب الله، يطل الأمين العام لـquot;حزب اللهquot; السيد حسن نصرالله الخامسة عصراً في مؤتمر صحافي يتحدث فيه عن صفقة التبادل التي يتوقّع أن تعيد إلى quot;الحزبquot; زخماً شعبياً معنوياً محلياً وعربياً بعد الإنعكاسات السلبية لـquot;انقلاب أيار 2008quot;. في وقت كانت الإتصالات امس شبه مقطوعة على خط السراي الحكومي ndash; الرابية منذ اكثر من ثمان واربعين ساعة، شهد قصر بعبدا حركة سياسية وقانونية على صعيد تشكيل الحكومة عبر اللقاء المسائي بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري والذي كان سبقه في النهار اكثر من لقاء للرئيس سليمان ابرزها مع رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني ورئيس لجنة الادارة والعدل روبير غانم والخبير الدستوري الدكتور حسن الرفاعي من اجل البحث عن مخارج قانونية لحال الجمود التي تمر بها مسألة التشكيل.

ففي التاسعة مساء زار النائب سعد الحريري، يرافقه النائب السابق غطاس خوري قصر بعبدا، حيث عرض مع الرئيس سليمان لآخر التطورات السياسية والامنية الراهنة. وتناول الحديث الذي استكمل الى مائدة العشاء العقبات التي تواجهها عملية التأليف. وبعد اللقاء الذي استمر حتى الحادية عشرة و40 دقيقة، جدد النائب الحريري دعم العهد، مشدداً على وجوب انطلاقته بشكل سريع وتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، ومعلناً ان quot;تيار المستقبلquot; مستعد لتسهيل الامور قدر المستطاع وضمن حدود المنطق والعقل. واعلن الحريري التطابق في وجهات النظر مع سليمان حول ضرورة ان يتولى الجيش وقوى الامن مسؤولية امن المواطنين. من جهة اخرى، جزم الحريري ان لا خلافات داخل الاكثرية، داعياً الى تطبيق اتفاق الدوحة الذي يجب ان يطبق في موضوع الحصص كما ورد، وشدد ان المعادلة في لبنان كانت دائماً تجري على قاعدة لا غالب ولا ومغلوب، وعلى هذا الاساس يجب تشكيل الحكومة، وهذا ما تم الاتفاق عليه في الدوحة.

وعلق مسؤول العلاقات السياسية في quot;التيار الوطني الحرquot; المهندس جبران باسيل على المواقف الايجابية التي أطلقها الحريري من القصر الجمهوري، وقال لـصحيفة quot;السفيرquot;: quot;اننا نقول للنائب سعد الحريري إننا قمنا بتنازلات وأبدينا ايجابية من جهتنا وننتظر تنازلات وايجابية من الفريق الآخر، وبذلك نتجه الى التلاقي في منتصف الطريقquot;. ودعا الى نقل هذه الايجابية من المنحى النظري الى المنحى التنفيذي.

ونقل امس زوار قصر بعبدا تكرارا عبر quot;النهارquot; تصميم الرئيس سليمان على quot;انهاء الموضوع الحكومي قبل سفره الى باريسquot; في 12 تموز وانه quot;لن يدخر وسيلة في سبيل التوصل الى ذلك نظراً الى دقة الاوضاع الصعبة التي تواجهها البلاد امنيا وسياسيا ومعيشياquot;. وعلمت quot;السفيرquot; أنه من بين الخيارات التي كان يدرسها رئيس الجمهورية، امكان توجيه رسالة الى مجلس النواب، لكنه بدا راغباً قبل القيام بذلك، بالاطلاع على مواقف الكتل الرئيسية وموقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الموجود في الخارج.

وابلغ الرئيس الحسيني الى quot;النهارquot; انه اقترح على رئيس الجمهورية الذي كان مستمعا quot;لتشكيل حكومة حيادية انتقالية اذا كانت هناك صعوبة في التأليف. فهناك مأزق ولا يجوز ان نبقى فيه جالسين من دون تحرك. والمقصود بالحكومة الحيادية الا تكون محسوبة على الافرقاء، فالصراع وصل الى حدود استحالة تشكيل حكومة. فماذا نفعل في هذه الحال، خصوصا ان هناك من يقول لنبق البلد مشلولا حتى تشكل الحكومة؟quot;. وقال: quot;ان اتفاق الدوحة التزم الطائف والدستور ولا يجوز في اي من الاحوال الغاء الطائف. وقد وقع الافرقاء بنود اتفاق الدوحة، وهم يلتزمونها، وبالتالي فان الحكومة الحيادية لن تشملهمquot;. وتساءل: quot;اذا لم تنجح وصفة الدوحة فهل نقول الغوا البلد؟quot;. كذلك اوضح النائب غانم ان quot;رئيس الجمهورية لا يملك، بموجب الدستور، ما يعطيه الحق في التصرف، وهو حريص على الدستور وعلى تطبيقه نصا وروحاً. ولكن تبقى للرئيس وسائل يمكن ان يعتمدها من اجل التسهيل وهذه ليست مسؤوليته وحدهquot;.