الياس توما من براغ : قبل أيام قليلة من توقيع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في براغ مع نظيرها التشيكي كارل شفارتسينبيرغ على الاتفاقية الخاصة بوضع القاعدة الاميركية في منطقة بردي العسكرية التشيكية المنتظر أن يتم الثلاثاء القادم نشب خلاف جديد بين المعارضة والحكومة بشان مدى شرعية التوقيع على هذه الاتفاقية ومدى تطابقها أو تناقضها مع اتفاقية لشبونة .

واكد نائب رئيس مجلس النواب التشيكي لوبومير زاؤراليك الذي يشغل منصب وزير الخارجية في حكومة الظل للحزب الاجتماعي أقوى أحزاب المعارضة، أكد أن الاتفاقية التشيكية الأميركية هي ضد روح معاهدة لشبونة واستمرار عملية التكامل الأوروبية في المجال الأمني لان الاتفاقية هي ضد فكرة السياسة الأمنية الأوروبية المشتركة التي تفترضها معاهدة لشبونة .

ويؤكد زاؤراليك انه في حال دخول معاهدة لشبونة أو ما يعرف أيضا بالاتفاقية الإصلاحية الأوروبية حيز السريان فان كل دولة من دول الاتحاد السبعة والعشرين سيتحتم عليها بحث الاتفاقيات الثنائية الطابع التي تتعلق بالأمن مع بقية دول الاتحاد مشددا على أن الاتفاقية الثنائية الطابع هي تقويض للسياسة الأمنية المشتركة .

ورأى أن على الحكومة التشيكية أن لا توقع على الاتفاقية الخاصة بوضع الرادار مع الطرف الاميركي لأنها لا تمتلك الأغلبية اللازمة للمصادقة عليها في البرلمان في إشارة إلى أن معظم نواب الحزب الاجتماعي وجميع نواب الحزب الشيوعي وبعض نواب حزب الخضر المشارك في الائتلاف الحاكم سيصوتون ضد الاتفاقية الأمر الذي قد يزيد عددهم عن المئة صوت من اصل 200 .

ويشدد زاؤراليك على انه لا يسود موقف موحد بشان مشروع الدرع الصاروخي المضاد حتى بين الاميركيين أنفسهم ولذلك رأى أن من الأهمية بمكان تأجيل البت بهذه الاتفاقية إلى مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية والى ضرورة تنظيم استفتاء بشأنها في تشيكيا .

وعلى خلاف هذا الموقف يرى نائب رئيس الحكومة التشيكية للشؤون الأوروبية واحد أكثر المدافعين عن وضع القاعدة الرادارية الاميركية في تشيكيا ألكسندر فوندرا أن الاتفاقية التشيكية الاميركية ليست ضد معاهدة لشبونة وان الأخيرة لا تستهدف إضعاف حلف الناتو كما أن قضايا الأمن الوطني ستظل من صلاحيات كل دولة من دول الاتحاد.

وأشار إلى أن الاتفاقية الخاصة بالرادار لم توقع بعد فيما لم تصادق تشيكيا بعد على معاهدة لشبونة بانتظار بت المحكمة الدستورية التشيكية بمدى تطابق هذه المعاهدة مع الدستور التشيكي.